الكاظمي يعلّق جلسات الحكومة إثر اقتحام أنصار الصدر للقصر الحكومي
البعث – وكالات:
وجّه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم مجلس الوزراء بتعليق جلساته، وذلك بعد اقتحام أنصار التيار الصدري القصر الحكومي داخل المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان اليوم: إن “رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي وجّه بتعليق مجلس الوزراء لجلساته إلى إشعار آخر”، موضحاً أن “ذلك جاء بسبب دخول مجموعة من المتظاهرين لمقر مجلس الوزراء المتمثل بالقصر الحكومي”.
واعتبر الكاظمي أن التطوّرات الخطيرة التي جرت في العراق اليوم من اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء ودخول مؤسسات حكومية إنما تشير إلى خطورة النتائج المترتبة على استمرار الخلافات السياسية وتراكمها، كما أن تجاوز المتظاهرين على مؤسسات الدولة يعدّ عملاً مداناً وخارجاً عن السياقات القانونية، داعياً زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إلى المساعدة في دعوة المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية.
وجدّد الكاظمي الدعوة إلى ضبط النفس من الجميع، كما دعا المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من المنطقة الخضراء والالتزام بتعليمات القوات الأمنية المسؤولة عن حماية المؤسسات الرسمية وأرواح المواطنين.
وكان المئات من المتظاهرين اقتحموا المنطقة الخضراء وسط بغداد بعد إعلان مقتدى الصدر “اعتزال العمل السياسي نهائياً وإغلاق كل المؤسسات التابعة له”.
من جهة ثانية، أصدرت قيادة عمليات بغداد توجيهاً لأجهزتها وعناصرها بتعزيز الحماية للدوائر الحكومية والمصارف.
وذكرت القيادة في بيان لها أن “قائد عمليات بغداد الفريق الركن أحمد سليم وجّه بتعزيز وحدات الحماية للدوائر الحكومية والمصارف نظراً للظروف الطارئة التي تمرّ بها البلاد”.
بدورها أعلنت وزارة التربية تأجيل الامتحانات للدور الثاني للدراستين الابتدائية والمتوسطة للعام الدراسي 2021-2022 إلى إشعار آخر، مبيّنة أن “القرار جاء مراعاة للظروف الطارئة التي يمرّ بها العراق وحفاظاً على سلامة وأمن الطلبة”.
وفي وقت سابق اليوم، دعت قيادة العمليات المشتركة في العراق المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من داخل المنطقة الخضراء وأعلنت حظر تجوّل شاملاً في بغداد بدءاً من الساعة الثالثة والنصف بعد ظهر اليوم وحتى إشعار آخر.
وقالت القيادة في بيان اليوم نقلته وكالة الأنباء العراقية “واع”: إن القوات الأمنية تدعو المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من داخل المنطقة الخضراء، مؤكدة أنها التزمت أعلى درجات ضبط النفس لمنع التصادم أو إراقة الدم العراقي.
وأوضح البيان أن القوات الأمنية مسؤوليتها حماية المؤسسات الحكومية والبعثات الدولية والأملاك العامة والخاصة، مشيراً إلى أن التعاطي مع التظاهرات السلمية يتم من خلال الدستور والقوانين.
وفي سياق متصل، دعا رؤساء الجمهورية برهم صالح والوزراء مصطفى الكاظمي والبرلمان محمد الحلبوسي والقضاء الأعلى فائق زيدان إلى التهدئة وإيقاف التصعيد السياسي واعتماد الحوار لإنهاء الخلافات الحالية.
وأكد الأطراف الأربعة بعد اجتماع اليوم أن الحفاظ على الأمن والاستقرار والمسار الديمقراطي والدستوري في العراق هو واجب جميع العراقيين كما هو واجب مؤسسات الدولة والقوى السياسية الوطنية، لافتين إلى أن الحوار البنّاء هو الطريق السليم لإنهاء كل الخلافات الحالية حفاظاً على مقدّرات البلاد.
وجدّد الاجتماع دعمه لدعوة رئيس الوزراء لعقد جولة جديدة من الحوار الوطني الأسبوع الحالي لبحث ومناقشة الأفكار والمبادرات التي تخص حل الأزمة الحالية، كما جدّد دعوة التيار الصدري لحضور جلسة الحوار.
ويعاني العراق منذ إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في تشرين الأول 2021 من أزمة سياسية، إذ لم تفضِ المشاورات بين الأطراف السياسية بشأن تسمية رئيس للوزراء إلى اتفاق.