مهرجان سلطان الأطرش السابع … علامة راسخة في الحراك الثقافي لأبناء السويداء
السويداء _ رفعت الديك
انطلقت في قصر الثقافة بمدينة السويداء اليوم فعاليات مهرجان المجاهد سلطان باشا الأطرش الثقافي بنسخته السابعة ويحمل اسم المجاهد الكبير زيد ذوقان الاطرش ويستمر لغاية 31 من الشهر الجاري.
محافظ السويداء المهندس بسام بارسيك القى كلمة وزيرة الثقافة بين فيها أن هذا المهرجان أصبح علامة راسخة في الحراك الثقافي في السويداء وأكد أن الثقافة هي المتراس المتين في صد قوى الشر والظلام.
وعدد بارسيك مناقب قائد الثورة السورية الكبرى الذي تعالى على كل المكاسب الشخصية في سبيل وحدة وكرامة وحرية الوطن فانتزع الاحترام من العدو قبل الصديق، وأضاف أن الثقافة والفنون هي موروث حضاري يشير إلى أن الشعوب الحية تخلد أبطالها وتعيش على مناقبهم وتسير على خطاهم بكل فخر.
حفيد سلطان باشا الأطرش، المهندس ثائر الأطرش، خاطب في حفل الافتتاح السوريين قائلا إن ما يجري اليوم لا يشبه ما ناضل من أجله الأجداد، داعياً إلى نبذ كل من سوّلت له نفسه العبث بوطنه وهدر دم أهله احتراماً لدماء الشهداء الذين ضحوا في وجه المستعمرين ومازالوا يضحون من أجل عزة وكرامة الوطن.
وتم خلال حفل الافتتاح عرض فيلم عن حياة المجاهد ذوقان الاطرش وبعض من محطات حياته فهو من مواليد بلدة القريا عام ١٩٠٤حمل هموم الوطن في سن مبكرة متأثراً بقيم وأفكار شقيقه سلطان باشا الأطرش، وشارك في معركة تل الحديد متحديا المصفحات والقوة العسكرية الفرنسية من أجل تحرير المجاهد أدهم خنجر. كما شارك في الكثير من معارك الثورة السورية الكبرى كمعركة الكفر والمزرعة والمسيفرة ومعارك اللجاة. وكلّف بقيادة حملة لتحرير قلعة راشيا وإقليم البلان كما كان الناطق الرسمي باسم قيادة الثورة في حملة الإقليم ١٩٢٦، وقد رافق سلطان الأطرش ورفاقه المجاهدين الى واحة الأزرق في الأردن ثم إلى وادي السرحان في السعودية.
حكم عليه بالإعدام ثلاث مرات وعاد الى الوطن بعد العفو العام الذي صدر بناء على معاهدة عام ١٩٣٦. انتخب نائبا في البرلمان، ودخل في سلك الدرك عام ١٩٤٢ وتدرج في الرتب حتى رتبة لواء، وتابع بعد التقاعد نشاطه الاجتماعي حاملاً هموم وطنه وابناء مجتمعه. ويعتبر الأطرش من أهم الشعراء الشعبيين في جبل العرب وقد وثق، من خلال شعره الوطني، الكثير من الوقائع والأحداث الوطنية والقومية والاجتماعية. ولبى نداء ربه عام ١٩٩٦ عن عمر ناهز ٩٣ عام ووري الثرى في بلدته القريا التي عاش فيها.
كما تم تقديم درع المهرجان التذكاري لذوي المجاهد تقديراً لبطولاته التي بصمت بقوة في تاريخ النضال ضد المستعمرين.
وقدمت فرقة “شهرزاد” عروضاً تعبيرية راقصة جسدت صوراً من تاريخ الجهاد الوطني بأسلوب فني متقن.
وبينت مديرة ثقافة السويداء ليلى ابو فخر لـ “البعث” إن وزارة الثقافة إذ ترعى هذا المهرجان فإنها تؤكد أن شعبنا العظيم سيبقى منحازاً إلى الحياة بشكلها الأرقى والأجمل وسيبقى نور الأدب والفن والإبداع رغم محاولات العقول المعتمة للنيل من هويتنا القومية ووجودنا الإنساني ورسالتنا الحضارية الخالدة. فالشعب السوري المبدع الذي أعطى الإنسانية أول محراث وأول نول نسيج وأول أبجدية وأول مقطوعة موسيقية وأول منحوتة فنية، هو نفسه الذي قدم بالأمس ويقدم اليوم قوافل الشهداء دفاعاً عن كرامة الوطن المعشوق وإعلاءً لرايته المنسوجة من سواد العيون ومداد الدم الطهور.
وتتضمن فعاليات المهرجان أصبوحات تراثية في بعض المضافات التي شهدت اجتماعات أركان الثورة السورية الكبرى في كفر اللحف وريمة اللحف وفقرات فنية لفرقة جمعية العاديات وكذلك ندوات ومعارض توثيقية في المراكز الثقافية في القريا وشهبا والكفر إضافة إلى قصر الثقافة في السويداء.