موسم تشكيلي جديد..؟!
أكسم طلاع
تبدأ الاستعدادات هذه الأيام في مديرية الفنون الجميلة وباقي صالات العرض الخاصة تحضيراً للموسم التشكيلي القادم الذي تبدأ فعالياته مع فصل الخريف وتنتهي نهاية الربيع القادم، ويكون الكثيف منها خلال احتفالية الأيام التشكيلية التي تقيمها وزارة الثقافة، حيث المعرض السنوي أو معرض الخريف الدوري بمرافقة الفعاليات الموازية من ندوات ومعارض أخرى تُقام في أماكن مختلفة تعود للجهات الخاصة والأماكن التاريخية وبعض الصالات التي تعود لاتحاد الفنانين التشكيليين.
المهمّ في هذا الموسم التشكيلي الاعتيادي هو السؤال: ماذا نتوقع من جديدٍ يختلفُ عن سابقه من مواسم أخرى؟.
الواقعية تقتضي عدم رفع سقف التوقعات، وذلك لمعرفتنا بواقع البيت التشكيلي الذي يعاني من تراجع لا يخفى على أحد، وخاصة في جانب دعم الفنان التشكيلي والمحافظة على القليل مما يستحقه عن عمله ولوحته التي يشارك فيها في المعرض السنوي، ويحصل لاحقاً مقابل اقتناء هذا العمل على مبلغ متواضع قد لا يغطي أجور تأطير اللوحة ونقلها إلى دمشق من محافظة أخرى. وقد عمدت الوزارة العام الماضي إلى إلغاء هذا الاقتناء واستعيض عنه بما يشبه نظام المكافأة أو الجوائز، مما حرم العشرات من الفنانين الذين كانوا ينتظرون هذا المبلغ الرمزي التشجيعي، ولن نتطرّق إلى مبررات الوزارة في هذا الجانب والدخول في حسابات الوضع المعيشي والموازنة وتوزيع حصصها على النشاطات الثقافية الأخرى!.
شهدنا في العام الماضي تراجع عدد المشاركين من باقي المحافظات، ولن نستغرب غياب الكثير من الفنانين وتراجعهم عن المشاركة هذا العام، ولا يتورع البعض عن تقديم أسباب غيابه المبررة أحياناً، مع العلم أن الأغلبية منهم تمتلك الرغبة بالمشاركة دفعاً لإبقاء هذا المعرض على أهميته الفنية والوطنية كمهرجان للفنون التشكيلية والملتقى الوحيد الذي يجتمع فيه هذا الكمّ من التجارب المنتقاة بخبرة لجان متخصّصة في فرز الأعمال والانتقاء والتحكيم، هذه اللجان قد تتفاجأ لاحقاً بأعمال تدخل العرض وقد تكون من المستبعدة أيضاً تحت مبررات تصوغها المديرية بحجة أنها تجارب واعدة، أو الحاجة إلى إشراك أكبر عدد من المتقدمين، رغم حرصها على تحقيق الجودة والنوعية الأعلى!!.
تتضمن الأيام التشكيلية ندوات موازية كانت تُقام في كلية الفنون الجميلة، تتناول قضايا الشأن التشكيلي وتطرح عناوين جادة، والمأمول هذا العام الحفاظ على سوية هذه الندوات وتوسيع دائرة الحوار بمشاركة الشركاء، والمقصود هو اتحاد الفنانين التشكيليين الذي تُقام كلّ هذه الأيام بالتعاون معه.
والسؤالُ هذا العام أيضاً عن مستوى ما سيقدّمه هذا الشريك غير توثيق الصور التذكارية أثناء مرافقة الراعي في قصّ الشريط الحريري؟!.. فهل نشهد ندوة يقيمها الاتحاد أو معرضاً نوعياً لمقتنياته؟.
شجون كثيرة ننتظر أن تُبدّد مع الأيام التشكيلية القادمة، وربما نشهد ما نحبّ بفضل أولئك المخلصين في الحياة التشكيلية دفعاً نحو ما يليق بسمعة الفن التشكيلي السوري.