الشغب الكروي داء دخيل يجب معالجته بالهدوء والحكمة
ناصر النجار
مشكلة حدثت بإحدى مباريات جبلة في بطولة الاتحاد الآسيوي قبل أشهر يدفع الآن ضريبتها باهظة الثمن، بعد صدور العقوبات الآسيوية، لنتساءل: ماذا استفاد جبلة من مشاركته؟ الخسائر أكثر من أن تحصى، بدأت بالتعاقدات الخاصة بهذه البطولة، واختتمت بالغرامة المالية الكبيرة، لذلك، ومن هذا المبدأ، يجب دراسة أية مشاركة خارجية دراسة وافية من كل النواحي لتكون الفائدة كبيرة من هذه المشاركات، والكرة اليوم بملعب ناديي تشرين وأهلي حلب اللذين سيشاركان ببطولة الموسم القادم باعتبارهما بطلي الدوري والكأس.
ومع أن مجمل هذه العقوبات ليس لها أي تأثير على النشاطات المحلية، لأن التوقيف هنا خاص بالبطولات التي تقام تحت مظلة الاتحاد الآسيوي، فإن لاعبينا الذين تعرّضوا للعقوبات الآسيوية لا يمكنهم المشاركة في البطولات الخارجية حتى نهاية مدة التوقيف.
وبعيداً عن العقوبات غير المنطقية التي فرضت على جبلة فإننا مقبلون على موسم كروي جديد، كما أن ضبط هذه المسائل يجب أن يبدأ من الأندية، وأن تراعى فيه كل الحالات الانضباطية في المباريات، مع الالتزام بالقوانين والروح الرياضية، وألا يبقى التحكيم ذريعة لأي شغب أو الخروج عن أدب الملاعب، فضبط النفس بات ضرورة ملحة، وهذا الأمر منوط بشكل مباشر باللاعبين وكوادرهم الفنية والإدارية لأنهم المعنيون بالدرجة الأولى بكبح كل الحالات التي يتم الخروج بها عن أدب الملاعب من خلال الوعي والتصرفات الهادئة وإرضاء الجمهور بالأداء الجيد واللعب النظيف.
لم يكن الشغب والخروج عن القانون من أصولنا الرياضية التي اعتدنا عليها في السابق، ربما هي أمر طارئ على ملاعبنا، وكلنا معنيون بتغيير هذه العادة القبيحة من خلال اعتبار الفريق المنافس ضيفاً يجب احترامه، ومن خلال احترام طاقم الحكام واعتبارهم قضاة الملاعب وحماة قانون كرة القدم، بمثل هذه المعايير يمكننا تخفيف الشغب والانفعال في المباريات، وعلينا بالمقابل التفكير بما ستجره العقوبات على الأندية من أذى وضرر قد يكون جسيماً، سواء كانت العقوبات مالية، أو تخص اللاعبين أو الكوادر، أو حرمان الجمهور من حضور المباريات، إلى ما هناك من عقوبات أشد.
هذا كله يتطلب التعاون من أجل كرة قدم جميلة ونظيفة، والمسؤولية تقع على عاتق الجميع بنبذ كل أشكال الشغب لأنه دخيل على كرتنا، ولا بد من العودة إلى الأخلاق الحميدة التي تتصف بها كل جماهير أنديتنا وكوادرها ولاعبيها.