نيبينزيا : يرجح عقد “أستانا” قبل نهاية العام.. والصين وإيران تؤكدان على احترام سيادة سورية ووحدتها
البعث – وكالات:
أشار مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عن مساعي روسيا الحثيثة لعقد الاجتماع الدولي المقبل حول سورية بصيغة أستانا قبل نهاية هذا العام، مؤكداً أن تواجد بقايا المجموعات الإرهابية المنتشرة على نطاق واسع في إدلب وعلى الضفة الشرقية للفرات وفي التنف يحتّم ضرورة تحقيق تقدم في مسار العملية السياسية في سورية، كما أكدت سفيرة ومساعدة ممثلية إيران لدى منظمة الأمم المتحدة زهراء إرشادي أن الولايات المتحدة تنتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة من خلال دعمها المستمر للجماعات الإرهابية واحتلال مناطق في شمال شرق سورية، وطالبت مجلس الأمن بإدانة الغارات الإسرائيلية المتكررة على المدنيين والبنى التحتية، وتكراراها بصورة تهدد الاستقرار في كل المنطقة، ومن جانبها الصين جددت التأكيد على وجوب احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها، وضرورة إنهاء الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي على أراضيها، وإيقاف ممارساته في نهب موارد وثروات الشعب السوري.
وبين نيبينزيا أنه من المتوقع عقد الاجتماع الدولي المقبل حول سورية بصيغة أستانا قبل نهاية هذا العام، مؤكداً خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي ليل أمس أن صيغة أستانا تشكل أكثر الآليات الدولية فاعلية للتوصل إلى حل في سورية، مشيراً إلى المساعي الروسية الحثيثة لعقد اجتماع بهذه الصيغة قبل نهاية هذا العام.
وأضاف نيبينزيا: إن التهديدات الأمنية لسورية والمنطقة بأكملها تأتي من بقايا المجموعات الإرهابية المنتشرة على نطاق واسع، والتي وجدت مأوى لها في إدلب وعلى الضفة الشرقية للفرات وفي التنف، ما يحتّم ضرورة تحقيق تقدم في مسار العملية السياسية في سورية.
وتابع: “قمنا بإجراء مشاورات مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون في موسكو وذلك لضرورة مواصلة الحوار السوري برعاية الأمم المتحدة وبموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2254”.
وقال المندوب الروسي: “نحن مهتمون في تحقيق تقدم في القضايا المتعلقة بالتسوية في سورية على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة والوثائق التي تم تبنيها في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي عام 2018″، مؤكداً أهمية صيغة أستانا التي أثبتت فعاليتها كآلية دولية للحل في سورية ومعرباً عن أمله بتنظيم اجتماع آخر بهذه الصيغة في العاصمة الكازاخية نور سلطان قبل نهاية العام الجاري.
جدير بالذكر أن الاجتماع الدولي الثامن عشر حول سورية بصيغة أستانا جرى في الـ 15 والـ 16 من حزيران الماضي، وتم في ختامه اعتماد بيان مشترك يؤكد الالتزام الراسخ بسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها وبمبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
من جهتها، سفيرة ومساعدة ممثلية إيران لدى منظمة الأمم المتحدة زهراء إرشادي أكدت أن الولايات المتحدة تنتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة من خلال دعمها المستمر للجماعات الإرهابية واحتلال مناطق في شمال شرق سورية، وشددّت في كلمتها خلال اجتماع مجلس الأمن الدولي حول التطورات السياسية والإنسانية في سورية، على ضرورة تقديم مساعدات إنسانية لسورية، دون تأثر وصولها لمحتاجيها بأي ظروف سياسية، مؤكدةً على أن يتم ذلك دون الإخلال باحترام السيادة السورية الكاملة وسلامة أراضيها ووحدتها.
كذلك جددّت إرشادي مطالبة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بإلغاء الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، مشيرةً إلى خطورة وتأثير تلك الإجراءات الظالمة في عرقلة وصول المساعدات وإعادة الإعمار والتنمية.
وجددت إرشادي الموقف الثابت والمبدئي لإيران الداعي للحل السلمي للأزمة في سورية، واستناداً لمبادئ القانون الدولي، وخاصةً الاحترام الكامل للسيادة الوطنية وسلامة أراضي الدول، مؤكدةً أن هذا الهدف يتطلب إنهاء الاحتلال وإعادة السيادة الكاملة إلى سورية.
وأشارت إرشادي إلى الاجتماع الثلاثي لرؤساء إيران وروسيا وتركيا في إطار صيغة أستانا بطهران في الـ 28 من تموز الماضي والذي تم فيه التأكيد مجدداً على الإلتزام الثابت بسيادة واستقلال سورية ووحدتها وسلامة أراضيها، ودفعها إلى عملية سياسية مستقرة تحت قيادة وسيادة الشعب السوري بناء على قرارات مجلس الأمن الدولي.
ونددت سفيرة إيران لدى الأمم المتحدة بالهجمات الأخيرة للكيان الصهيوني على سورية، وقالت: إن هذا الكيان مستمر في انتهاك سيادة سورية ووحدة أراضيها وتنفيذ هجمات إرهابية ضد المدنيين والبنى التحتية المدنية داخلها، مؤكدةً إدانة إيران لاستمرار هذه الهجمات، واعترافها بحق سورية المشروع في الرد على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشيرةً إلى أن استمرار هذه الأعمال الإجرامية من شأنه أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار وتصعيد التوتر في المنطقة.
وشددت إرشادي على ضرورة تخلي مجلس الأمن عن المعايير المزدوجة، مطالبةً أن يدين صراحة اعتداءات الكيان الإسرائيلي وهجماته الإرهابية على الأراضي السورية والتي تعد انتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية.
وأشارت إرشادي إلى أن إيران كدولة مسؤولة وتماشياً مع التزاماتها الدولية تواصل جهودها لدعم الحكومة السورية في محاربة الإرهاب.
وفي سياق متصل شددّ تشانغ جيون مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي أمس، على ضرورة احترام السيادة الوطنية للدول ووحدة أراضيها، مشيراً إلى أن أحكام ميثاق الأمم المتحدة ليست مجرد اقتباسات للتشدق بالألفاظ، ولا يمكن أن تطبق وفق معايير مزدوجة.ولفت تشانغ إلى أن تواجد القوات العسكرية الأمريكية في شرق سورية يشكل انتهاكاً لسيادتها ووحدة أراضيها، مطالباً بإنهاء هذا الوجود غير القانوني للقوات الأجنبية، والعمليات العسكرية غير الشرعية في سورية.
وشدد المندوب الصيني على أن الطريق الوحيد للحل السياسي يكمن في السماح للشعب السوري بأن يقرر مستقبل بلاده بنفسه دون أي تدخل خارجي.
كذلك ذكر تشانغ أنّ آلية إيصال المساعدات عبر الحدود ترتيب مؤقت، ومن الضروري الانتقال إلى العمليات عبر الخطوط الأساسية داخل البلاد من أجل التحول إلى وتيرة أعلى بإيصال المساعدات، مع وضع جدول زمني واضح لإنهاء الإغاثة عبر الحدود بشكل كامل.
وشددّ على أن الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية من قبل الغرب عطلت لفترة طويلة شرايين الحياة للانتعاش الاقتصادي والتنمية في البلاد، كما أن أعمال السرقة والنهب غير القانونية للموارد الحيوية في سورية تسببت في أضرار لا تحصى للشعب السوري، مطالباً بإيقاف تلك الإجراءات الظالمة، وممارسات النهب غير القانوني لموارد سورية.