واشنطن لا تستبعد وقف الدعم لأوكرانيا.. وأوروبا لزيادته
تقرير إخباري
في الوقت الذي بدأت فيه بعض الجهات في الولايات المتحدة الأمريكية تتململ من حجم المساعدات العسكرية المقدّمة للنظام الأوكراني، فضلاً عن إظهارها العجز عن تحمّل نفقات صناعة أسلحة جديدة بديلة للأسلحة التي تم تقديمها لأوكرانيا، لا تزال دول الاتحاد الأوروبي تتمسّك بالفكرة الرئيسية التي أقحمتها واشنطن في العقل الأوروبي، وهي أنه لابدّ من تقديم الدعم العسكري للنظام في كييف لأنه يقف عائقاً أساسياً أمام “غزو روسي” لدول الاتحاد، وبالتالي فإن مسألة وجوب دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا لا ينبغي أن يصل إليها النقاش، حتى لو صدرت بعض الأصوات الأوروبية المخالفة لهذا التصوّر بين الفينة والأخرى، كما يصرّح المسؤولون الهنغاريون دائماً.
فقد قالت صحيفة “وول ستريت جورنال”: إن القتال في أوكرانيا يثير القلق والمخاوف بين المسؤولين الأمريكيين بشأن القدرة القتالية للبلاد.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الدفاع الأمريكية، أن احتياطي القذائف المدفعية من عيار 155 مم بات عند مستوى “منخفض بشكل يثير القلق” بسبب الإمدادات إلى كييف.
وقال: “مستوى المخزون من هذه القذائف، ليس بالحرج، لأن الولايات المتحدة ليست متورّطة في أي نزاع عسكري كبير. لكن هذا ليس مستوى المخزون الذي نريد الدخول معه في القتال”.
وأوضحت مصادر وزارة الدفاع الأمريكية للصحيفة، أن مخزونات الأسلحة المصمّمة لمواجهة التهديدات غير المتوقعة قد انخفضت بشكل كبير بعد نقل عدد كبير من راجمات الصواريخ HIMARS ومدافع الهاوتزر من طراز M777 وأنواع أخرى من الأسلحة إلى كييف.
وكان موقع صحيفة American Thinker نشر مقالاً بعنوان “الثقب الأسود الأوكراني”، كتب فيه أن الأموال والأسلحة الأمريكية التي تقدّمها واشنطن لكييف “يبتلعها ثقب أسود”.
وقالت الصحفية أوليفيا موراي، في مقالها: إنه “بناء على آخر الأخبار، يبدو أن حكومتنا ليس لديها أدنى فكرة عن مآل مليارات الدولارات الأمريكية التي تنفق على تزويد أوكرانيا بالأسلحة”.
وكشفت موراي أن “المسؤولين الحكوميين المكلفين مراقبة وجهة المساعدات الأمريكية يعترفون بأنه ليس لديهم معلومات موثوقة حول وجهة هذه المساعدات”.
ونُقل عن المسؤول في البنتاغون شون أودونيل، قوله: إن المسؤولين الأوكرانيين يجرون حساباتهم للمعدات الأمريكية “ويقدّمون بها إيصالات ورقية”، مشيراً إلى أنه لا “يعتقد أن لديهم الكثير من الإخلاص” فيما يتعلق بمآل الأسلحة والمساعدات.
أما وزراء دفاع بلدان الاتحاد الأوربي فقد أكدوا أمس استعداد دولهم لمواصلة تقديم كل ما يلزم من دعم عسكري لأوكرانيا.
وصرّح رئيس الدبلوماسية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل خلال مؤتمر صحفي عقد على هامش الاجتماع الذي حضره 27 وزير دفاع من دول الاتحاد الأوروبي في العاصمة التشيكية براغ، بأن الاتحاد الأوروبي يستعدّ لتقديم حزمة من المساعدات المالية والإنسانية والعسكرية لأوكرانيا، وأن الاتحاد يُعدّ خطة عسكرية لتدريب الجيش الأوكراني على الأراضي الأوروبية بهدف رفع مستوى تصدّيه “للغزو الروسي”.
إذن لا تزال ظاهرة روسوفوبيا هي المتحكم الأساسي في العلاقة بين روسيا والاتحاد الأوروبي، ولا يزال العقل الأوروبي متمسّكاً بفكرة أن روسيا لا يمكن أن تكون جاراً طبيعياً لدول الاتحاد، وبالتالي فإن على دول الاتحاد أن تبقى دائماً خائفة ومتحفّزة من غزو روسي محتمل لها، ما يعني بالمحصلة استمرار حاجتها بل تبعيّتها لمركز القرار في الولايات المتحدة.
طلال ياسر الزعبي