إصابة عشرات الفلسطينيين واعتقال آخرين باعتداءات قوات الاحتلال في مدن الضفة
البعث – وكالات:
أصيب عشرات الفلسطينيين نتيجة اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم في مدينة الخليل ليلة أمس، بينما أصيب فلسطيني اليوم واعتقل آخرون في اقتحامات لقوات الاحتلال في عدد من مدن الضفة الغربية، كما اعتدى مستوطنون إسرائيليون على الفلسطينيين جنوب مدينة نابلس، في وقت اقتحم فيه آخرون المسجد الأقصى في القدس، وفي قلقيلية نظّمت القوى الوطنية وقفة تضامنية دعماً للأسرى الفلسطينيين بمعتقلات الاحتلال الذي اعتدت قوّاته على الأسرى في أحد المعتقلات.
ففي مدينة الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة بيت أمّر شمال المدينة ليلة أمس، واعتدت على الفلسطينيين بإطلاق الرصاص وقنابل الغاز السام، ما أدّى إلى إصابة شاب بجروح والعشرات بحالات اختناق.
واليوم، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة سلواد شرق مدينة رام الله، وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز السام على الفلسطينيين، ما أدّى إلى إصابة أحدهم، كما داهمت المنازل وفتشتها وحاصرت منزلين ثم اعتقلت 5 شبان.
يأتي ذلك بينما تواصل قوات الاحتلال إغلاقها مدخلي البلدة الغربي والشرقي لليوم الرابع.
كذلك اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عقبة جبر جنوب غرب مدينة أريحا، وحي جبل الرحمة في مدينة الخليل، وبلدة كفل حارس شمال مدينة سلفيت، وداهمت منازل الفلسطينيين وفتشتها، ثم اعتقلت سبعة فلسطينيين بينهم شقيقان وأسير محرر، كما اعتقلت أحد حراس المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة.
واقتحمت بلدة يعبد قرب جنين واعتقلت شاباً، في حين عرقلت حركة الفلسطينيين عبر توقيف مركباتهم وتفتيشها على حاجز أقامته على مدخل بلدة اليامون غرب المدينة، كما كثفت انتشارها ونصبت الحواجز المتنقلة في محيط قرى وبلدات رمانة وزبوبا وتعنك وكفيرنا وعرابة وفحمة وصانور.
وفي الأثناء، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة تقوع شرق مدينة بيت لحم، وهدمت منزلاً في منطقة الحلقوم، كما قامت بتجريف مساحات من أراضي الفلسطينيين واقتلعت 50 شجرة زيتون مزروعة في أراضيها وهدمت منشأتين زراعيتين للفلسطينيين، وحطمت ممتلكات وآلياتٍ زراعية لهم.
من جهة أخرى، اقتحمت قوات الاحتلال قرية بردلة بالأغوار الشمالية في الضفة وأغلقت عدداً من مصادر المياه التي تعود للفلسطينيين، كما داهمت منطقة جبل السنداس جنوب مدينة الخليل، واعتدت على ممتلكات الفلسطينيين ودمّرتها واستولت على عدد منها وخرّبت مزروعاتهم.
من جانبهم، اعتدى مستوطنون إسرائيليون على الفلسطينيين جنوب مدينة نابلس، بعد أن اقتحموا أطراف بلدة عوريف جنوب المدينة.
وفي القدس المحتلة، جدّد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة ونفذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
وفي قطاع غزة المحاصر، توغّلت قوات الاحتلال شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع في منطقة الفخاري، وسط إطلاق نار كثيف على الفلسطينيين، وجرّفت مساحاتٍ من الأراضي.
وفي سياق متصل، وقبل يوم من دخول الدفعة الأولى من الأسرى الفلسطينيين (ألف أسير) في الإضراب المفتوح عن الطعام، الذي أعلنت عنه لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الأسيرة، رفضاً لجرائم الاحتلال المتواصلة بحقهم واستمراراً لخطواتهم النضالية التي بدؤوا بها ضده، اقتحمت قوات الاحتلال أقسام الأسرى في معتقل “ريمون”، واعتدت عليهم بالضرب وقامت بعمليات تنكيل بحقهم، وعبثت بمقتنياتهم.
من جانبها، حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينيين، من تدهور الحالة الصحية لعدد من الأسرى في معتقلات الاحتلال، نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمّد التي تنتهجها بحق الأسرى.
وأكدت الهيئة في بيان، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تنتهك أبسط الحقوق الصحية الضرورية للأسرى الفلسطينيين وتمتنع عن تقديم أدنى مقوّمات الرعاية الطبية اللازمة، وتماطل في تقديم العلاج لهم، الأمر الذي يؤدّي إلى تفاقم أمراضهم، ويهدّد حياتهم بشكل يخالف جميع الاتفاقيات والقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية.
من جانبهم، جدّد عشرات الفلسطينيين خلال وقفة تضامنية اليوم بمدينة قلقيلية، مطالبتهم المجتمع الدولي بالتحرّك العاجل لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق الأسرى، وخاصة الأسير خليل العواودة المضرب عن الطعام لليوم الـ172.
إلى ذلك، أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مخططاً استيطانياً جديداً، يتضمّن إقامة 1250 وحدة لتوسيع مستوطنة مقامة على الأراضي الفلسطينية، ويهدّد المخطط الجديد الذي يقام على أراضي بلدة بيت جالا شمال غرب بيت لحم بالاستيلاء على مئات الدونمات من الأراضي الفلسطينية.
سياسياً، أوضحت خارجية السلطة الفلسطينية في بيان، أن الاحتلال يشنّ هجوماً شاملاً على الشعب الفلسطيني، يشمل جميع مناحي الحياة بما في ذلك محاولة كسر إرادته في الصمود والتمسك بأرض وطنه، لافتةً إلى أن الاحتلال يستغل إفلاته المستمرّ من أي عقوبات دولية ومن عدم ترجمة المواقف الدولية إلى خطوات عملية.
وحذرت خارجية السلطة، من مخاطر التعامل مع انتهاكات الاحتلال وجرائمه بحق الفلسطينيين كأرقام في الإحصائيات أو كأمور اعتيادية، لأنها تتكرر كل يوم ولا تستدعي التوقف أمامها أو اتخاذ موقف يرقى إلى مستوى معاناة الشعب الفلسطيني وأجياله، نتيجة استمرار الاحتلال وجرائمه، مشدّدةً على وجوب محاسبة الاحتلال على انتهاكاته الجسيمة للقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، وإجباره على وقف الاستيطان وجميع أشكال انتهاكاته وجرائمه، بما يكفل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية.
دولياً، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية علي باقري كني، أن استيفاء حقوق الشعب الفلسطيني يمثل بوصلة الصمود والعدالة في النظام العالمي، مشدّداً على أنه طالما لم يتم بشكل كامل استيفاء هذه الحقوق فإن ضمان الأمن والعدالة سيبقى مجرّد سراب.
وقال باقري: إن “على أعضاء البرلمانات وخاصة في الدول الإسلامية، أن يضعوا دوماً دعم الشعب الفلسطيني ومواجهة الاحتلال واعتداءات الكيان الصهيوني على جدول أعمال تعاونهم الثنائي والمتعدّد الأطراف”، لافتاً إلى دور البرلمانات في تحديد أجندة العمل لدى الحكومات.