السفارة الروسية بواشنطن: على أمريكا الإقرار بهزيمتها في أفغانستان
البعث – وكالات:
بعد مضيّ عام على انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد عشرين عاماً على احتلالها بذريعة الحرب على الإرهاب، تتوالى المواقف المنددة بهذا الغزو الذي سبب الدمار وقتل ولجوء مئات الآلاف، وأشارت السفارة الروسية في واشنطن إلى أنه على السلطات الأمريكية الاعتراف بأن الحرب التي شنتها على أفغانستان انتهت بهزيمتها ولم تجلب للشعب الأفغاني إلا المآسي، كما وصف مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون تلك الحرب بأنها فشل ذريع، وتأكيد لحقيقة أن التدخل الخارجي في أي بلد أمر غير مجدي.
وفي تفاصيل تلك المواقف، قالت السفارة الروسية في بيان لها: قبل عام انتهت الحملة العسكرية الأمريكية التي استمرت عشرين عاماً في أفغانستان، وكانت نتائج هذه الحرب الأطول في تاريخ الولايات المتحدة تثير الحزن والأسف.
وأوضحت السفارة أنه بعد مرور سنة تتفاقم الكارثة الإنسانية في أفغانستان، وتهدد بأن تصبح أكثر فتكاً من النزاع المسلح الذي دام 20 عاماً هناك، مشيرةً إلى فشل القوات الأمريكية في القضاء على وجود تنظيم “القاعدة” الإرهابي في أفغانستان، وبتواطؤ من السلطات الأفغانية وشركائها الغربيين تمكن تنظيم “داعش”، وغيره من الجماعات الإرهابية من ترسيخ جذوره في الأراضي الأفغانية، وازدياد إنتاج المخدرات عشرة أضعاف ما حوَّل أفغانستان إلى دولة مخدرات، في حين تسببت الحملة العسكرية الأمريكية وفقاً للأرقام الرسمية بقتل أكثر من 150 ألف أفغاني بينهم 48 ألفاً من المدنيين مع إصابة 75 ألفاً آخرين بجروح وتحول مئات الآلاف إلى لاجئين.
وفي سياق متصل، أكد مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة تشانغ جيون في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي بشأن أفغانستان، أن القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة فشلت فشلاً ذريعاً، وبشكل يجدد التأكيد على حقيقة أن التدخل العسكري وسياسة القوة ليسا الطريق الصحيح، مشيراً إلى أن انسحاب القوات الأجنبية ليس نهاية المسؤولية ولكنه بداية التفكير العميق وتصحيح الأخطاء.
ولفت تشانغ إلى أن الدول المعنية بأزمة أفغانستان قامت بقطع المساعدات الإنمائية وتجميد الأصول الأفغانية وفرض العزلة والحصار السياسيين، بدلاً من الاضطلاع بمسؤولياتها الواجبة وهذا لا يقتصر فقط على التهرب من المسؤولية والتخلي عن الشعب الأفغاني فحسب، بل إنه يديم الأخطاء ويؤدي إلى تفاقم معاناة الشعب الأفغاني.