لافروف وعبد اللهيان: ضرورة الحل السياسي للأزمة السورية.. ورفع الإجراءات القسرية
أكد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والإيراني حسين أمير عبد اللهيان ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في سورية، مشددّين على وجوب رفع الإجراءات الاقتصادية الغربية القسرية المفروضة عليها والتي تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع عبد اللهيان في موسكو اليوم: ناقشنا الأوضاع في سورية وقيمنا قمة الدول الضامنة لمسار أستانا “روسيا وإيران وتركيا” التي عقدت في طهران في الـ19 من تموز الماضي، واتفقنا على أهمية صيغة “أستانا” لتحقيق التسوية السياسية في سورية وحل كل المسائل الإنسانية والمشاكل العالقة بسبب العقوبات الغربية التي تقوض قرارات مجلس الأمن.
وبشأن العلاقات بين روسيا وإيران أشار لافروف إلى أن هذه العلاقات وصلت إلى مستوى نوعي جديد، وهو ما سيتم تحديده في اتفاقية كبيرة بين الدولتين، مبيناً أن العمل المتعلق بصياغة ووضع الوثيقة الشاملة الخاصة بالتعاون الثنائي بات في مراحله النهائية، وهذه الاتفاقية ستتمتع بأهمية استراتيجية وستحدد المبادئ التوجيهية الأساسية لتعزيز العلاقات الروسية الإيرانية في العقود المقبلة.
وأكد لافروف دعم روسيا إحياء الاتفاق النووي وضرورة عودة الولايات المتحدة إليه، وإلغاء جميع العقوبات المفروضة على إيران، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن واشنطن تماطل بشأن التوصل إلى اتفاق وتقوم بتزييف الحقائق.
ولفت لافروف إلى أن المباحثات تطرقت أيضاً إلى مسألة انضمام إيران إلى منظمة شانغهاي للتعاون كعضو دائم، مبيناً أنه سيتم خلال قمة المنظمة في أوزبكستان الشهر القادم توقيع مذكرة حول التزامات إيران تجاه المنظمة، وسوف تكون خطوة مهمة لإتمام إجراءات الانضمام، كما يتم العمل على اتفاقية لإقامة منطقة تجارة حرة بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
وبين لافروف أن روسيا وإيران تدعمان بشكل ثابت القانون الدولي ولا تقبلان النهج الغربي الذي يسعى ليحل محل القانون الدولي عبر محاولة إملاء نظام قائم على قواعد لا تمت بصلة إلى الديمقراطية ولا إلى ميثاق الأمم المتحدة ولا إلى مبدأ السيادة المتساوية للدول.
من جهته قال عبد اللهيان: نسير في المسار الصحيح في العلاقات مع روسيا بما يخدم شعبي البلدين ونسعى لتنشيط التعاون التجاري وهناك اتفاقات تمّ التوصل إليها بين رئيسي البلدين سنقوم بتنفيذها بالكامل بما في ذلك المسار الاقتصادي والسياحي والتعاون البرلماني والدبلوماسي، وفي مجال الدفاع وأيضاً على الصعيد الدولي، وفي الأمم المتحدة كما ناقشنا الأوضاع في أوكرانيا والعراق واليمن وليبيا وأفغانستان.
وبشأن مفاوضات فيينا الرامية لإحياء الاتفاق النووي أوضح عبد اللهيان أن المفاوضين الإيرانيين يعملون منذ أشهر من أجل التوصل إلى اتفاق جيد، وأن بلاده تلقت الرد الأمريكي على مقترحاتها، وهي تحتاج إلى ضمانات موثوق بها للتوصل إلى اتفاق يضمن رفع العقوبات مؤكداً في الوقت ذاته ضرورة ابتعاد الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التسييس وأن تقوم بمهامها التقنية وواجباتها.
وفي وقت سابق، قال لافروف: إنّ لقاءاتنا المستمرة ضرورية لمتابعة الملفات التي ناقشها رئيسا بلدينا فلاديمير بوتين وإبراهيم رئيسي اللذان اجتمعا في موسكو وقبل ذلك في طهران للنظر في كل مجالات التعاون السياسية والاقتصادية والإنسانية ومستجدات الأوضاع الدولية، مشيراً إلى أن الدول الغربية تحاول إعادة هيمنتها على العالم من خلال تدمير وتقويض العلاقات الدولية، وبالتالي فإن التنسيق مع الشركاء وخاصة إيران مهم لإنشاء آليات تسمح بمواصلة التعاون بغض النظر عن تصرفات الدول الغربية.
من جهته، قال عبد اللهيان: إن العلاقات بين طهران وموسكو في مسار صحيح ونحن نركز على تنفيذ وتلبية مصالح دولتينا وشعبينا وخلال زيارة الرئيس بوتين إلى إيران أجرى مباحثات مهمة جداً مع الرئيس رئيسي واليوم لدينا فرصة لأن نقوم بمتابعة تنفيذ ما اتفق عليه الجانبان.
وأضاف عبد اللهيان: فيما يخص أزمة أوكرانيا تطرّقنا إلى بعض الأفكار من بعض المسؤولين الأوروبيين وسنناقش ذلك اليوم، كما ستتم مناقشة الأوضاع الدولية والإقليمية وتبادل وجهات النظر حولها ومناقشة التعاون الوثيق في المنصات الدولية.