بعثة الوكالة الذرية تصل محطة زابوروجيه
البعث – وكالات:
يبدو أن جميع محاولات النظام في كييف تعطيل وصول بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوروجيه النووية باءت بالفشل، فحتى الإنزال الذي قامت به القوات الأوكرانية في الساعات الأخيرة قبل وصول البعثة لم يتمكّن من تحقيق خرق على الأرض، وبالتالي يبقى الآن على البعثة الدولية التي وصلت بالفعل إلى المحطة أن تقدّم تقريراً مهنياً حول حقيقة الوضع هناك.
فقد وصلت بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زاباروجيه النووية، وكتب عضو المجلس الرئيسي لإدارة منطقة زابوروجيه، فلاديمير روغوف، سابقاً، في صفحته على “تليغرام” أن بعثة الوكالة قد عبرت نقطة تفتيش في فاسيلييفكا وبعد ذلك دخلت 9 سيارات دفع رباعي بيضاء إلى مدينة إنيرغودار التي تقع فيها المحطة النووية.
من جانبها أكدت شركة “إنيرغوآتوم” الأوكرانية أيضاً وصول وفد الوكالة إلى المحطة النووية.
وأفادت وكالة “نوفوستي” بأن ممثلاً لشركة “روس آتوم” الروسية أطلع بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما فيها مديرها العام رفائيل غروسي، على محطة زابوروجيه النووية، كما اطلعت البعثة على تداعيات القصف الأوكراني على المحطة.
من جانبها، أعلنت إدارة المدينة أن وفد الوكالة الدولية برفقة موظفي شركة “روس آتوم” قد بدأ في تفتيش المحطة النووية.
وذكر مسؤول محلي أن القصف الأوكراني لمدينة إنيرغودار وأراضي المحطة النووية توقف بعد الساعة 13:00 من اليوم الخميس، أي في لحظة دخول بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المناطق المحرّرة.
ومن المتوقع أن تستغرق زيارة البعثة إلى المحطة حتى 3 أيلول الجاري. واليوم الخميس سيطلع أعضاء الوفد على قاعة العمل للمحطة، ثم سيزورون مفاعلاتها.
ومن المتوقع أن تقيّم بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية الخسائر التي تكبّدتها المحطة، كما ستحدّد قدرة أنظمة الأمن وحماية المنشأة على العمل، بالإضافة إلى تقييم شروط عمل موظفي المحطة واتخاذ إجراءات سريعة لضمان أمن المحطة.
وكان رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، صرّح بأن فريقه يعتزم المضي قدماً في مهمّته، على الرغم من الصعوبات والمخاطر، التي كان آخرها صباح اليوم.
وجاء في حديث غروسي أنه على علم بالوضع الراهن، حيث كانت هناك أنشطة عسكرية متزايدة، بما في ذلك صباح اليوم، وتابع: “لقد أطلعني القائد العسكري الإقليمي على ذلك، لكن بالنظر إلى الإيجابيات والسلبيات، فنحن لم نصل إلى هنا كي نتراجع. ولكننا سوف نمضي قدماً الآن”.
وقال غروسي: “نحن نعلم أن هناك منطقة تسمّى المنطقة الرمادية، حيث ينتهي خط الدفاع الأوكراني، قبل أن يبدأ الخط الأول للقوات الروسية، وهناك تبدو المخاطرة مرتفعة للغاية. في الوقت نفسه، فلدينا الحد الأدنى من شروط الحركة، مع قبول هذه المخاطر”.
وأكد غروسي أنه يعتقد، هو وفريقه، أن بإمكانهم العمل على مهمّتهم التي وصفها بـ”المهمّة للغاية”، وإنجازها، حيث تابع: “سنبدأ فوراً في تقييم وضع الأمن والسلامة في المحطة النووية كما هو الحال الآن، وسنقوم بالتواصل والتشاور مع العاملين بالمحطة”، مشيراً إلى أنه سوف ينظر في إمكانية إنشاء وجود مستمر للوكالة الدولية للطاقة الذرية في المحطة، وهو ما يعتقد أنه “لا غنى عنه، لتحقيق استقرار للوضع، والحصول على تحديث منتظم وموثوق وشامل ومحايد للوضع هناك”.
وكانت إدارة منطقة زابوروجيه بتسجيل محاولة إنزال لقوات أوكرانية في مدينة إنيرغودار بهدف إفشال زيارة وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوروجيه النووية.
وقال رئيس إدارة مدينة إنيرغودار، ألكسندر فولغا، للصحفيين، اليوم الخميس: إن الطائرات الروسية تتعامل نارياً مع المجموعة، وقد تم بالفعل تحديد موقعهم.
وأضاف: تم بالفعل تحييد حركة المسلحين، وتعرّضت مواقعهم للنيران، مشيراً إلى أن العملية ستنتهي قريباً.
من جانبه قال ممثل إدارة منطقة زابوروجيه، في حديث لقناة “RT”: “لديّ رواية واحدة. تم إجراء ذلك لإفشال زيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإظهار أن كل شيء مخيف هناك، ولا يجب الذهاب إلى هناك”.
وتابع: إن هجوم القوات الأوكرانية يهدف إلى “شل حماية وأمن المحطة النووية”.
ويأتي قصف مدينة إنيرغودار من القوات الأوكرانية قبل ساعات من الزيارة المقررة لوفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوروجيه النووية. وخلال الساعات الـ24 الماضية تعرّضت المدينة لأكثر من 60 قصفاً من الطائرات دون طيار والمدفعية الأوكرانية. وفي الليلة الماضية قتل 3 مدنيين وأصيب شخص آخر نتيجة قصف أوكراني. وانفجرت إحدى القذائف على بعد نحو 100 متر من روضة الأطفال.
من جهتها، كشفت وزارة الدفاع الروسية عن عملية تخريبية قامت بها القوات الأوكرانية صباح اليوم بالقرب من محطة زابوروجيه للطاقة النووية.
وجاء في بيان وزارة الدفاع أن مجموعتين أوكرانيتين تخريبيتين قوامهما يصل إلى 60 شخصاً في 7 قوارب وصلت إلى ساحل خزان (بحيرة) كاخوفكا، على بعد 3 كيلومترات شمال شرق محطة زابوروجيه للطاقة النووية، وحاولتا الاستيلاء على المحطة.
وتابع البيان: إن القوات الروسية اتخذت التدابير اللازمة لتدمير العدو، بما في ذلك باستخدام طيران الجيش، وإضافة إلى ذلك قامت القوات المسلحة الأوكرانية، من الساعة 8 بقصف نقطة التقاء بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منطقة قرية فاسيلييفكا ومحطة الطاقة النووية بزابوروجيه.
وقد انفجرت 4 قذائف على بعد 400 متر من الوحدة الأولى لمحطة الطاقة، وهو ما يؤكد الهدف من استفزاز النظام في كييف، لتعطيل وصول بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى محطة زابوروجيه.