هموم وشجون دراسية!!
غسان فطوم
يشكل بدء العام الدراسي بشقيه المدرسي والجامعي عبئاً ثقيلاً على كاهل البيت السوري المثقل بالأساس بصعوبة تأمين احتياجاته في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار التي لم يسلم من نيرانها أي شيء، فأسعار المستلزمات المدرسية نار كاوية بدءاً من القلم والدفتر والكتاب وصولاً إلى اللباس الذي لا ضابط له لا بالتعرفة ولا بالموديل “القصة” ليفتح ذلك مجالاً للمضاربة حسب أمزجة الباعة، بعيداً عن عين الرقابة المصابة بالعمى!.
هموم العام الدراسي لا تقف عند هذا الحد، بل تتعدها إلى مشكلة عويصة تزيد طين المعاناة بلة، وهي قلة المواصلات التي تجعل من الوصول إلى المدرسة، أو الجامعة، بالوقت المناسب أمراً صعباً لعدد كبير من الطلبة، نظراً لقلة المواصلات العامة والخاصة. وإن كان طالب المدرسة لا يعاني كثيراً من مشكلة التنقل كون المدرسة قريبة منه، لكن الطالب الجامعي في الريف أو القاطن بأطراف المدينة، إن فكّر باستخدام التكسي، فعليه أن يدفع مصروفة الشهري خلال أسبوع، ليجلس بعدها في البيت بلا علم ولا تعليم. وحتى معلم المدرسة والأستاذ الجامعي باتا يعانيان من المواصلات بعد غلاء البنزين الذي أجبر الكثير من الأساتذة على ركن سياراتهم أمام منازلهم لأنهم غير قادرين على شراء البنزين المدعوم الذي يكلفهم شهرياً بحدود الـ 200 ألف ليرة!.
بهذا الخصوص، يمكن الإشارة إلى مبادرة جامعة دمشق حول نيتها تخصيص وسائل نقل للأساتذة والطلبة، بل أقرت ذلك في الاجتماع الأخير لمجلسها بتأمين خطوط نقل خاصة بأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة، مع وجود دراسة لوضع خطوط إضافية لتقديم خدمات نقل للطلاب.
هذه الخطوة لو تمت فهي بالتأكيد ستكون ذات تأثير إيجابي على الطالب والأستاذ أولاً، وعلى العملية التعليمية ثانياً، إذ لا يصح اليوم أن نتحدث عن إلزامية الدوام في الكليات الجامعية والتأكيد على الجودة والاعتماد والمخرجات النوعية، والقاعات خالية من الطلبة أو فيها حضور بحدوده الدنيا نتيجة غياب الطلبة أو تأخرهم عن المحاضرة أو مناقشة حلقة بحث!
اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين بيئة تعليمية مناسبة يعتبر أحد أهم نجاح العملية التعليمية بمخرجات ذات مستوى عالٍ، وفي حال نجحت تجربة جامعة دمشق، فلا شك أن باقي الجامعات الحكومية الأخرى وفروعها في المحافظات مطالبة باتخاذ هذه الخطوة التي لا تشكل أي عبء عليها، فمعلوم أن لديها من عوائد التعليم المفتوح والموازي الكثير من الأموال المجمدة في البنوك والتي من الأفضل استثمارها في خدمة جناحي العملية التعليمية الأستاذ والطالب.
gassanazf@gmail.com