دراساتصحيفة البعث

حجة أمريكا تكشف الهدف!

علي اليوسف

بعيداً عن تفاصيل الصدامات الميدانية في دير الزور بين قوات الاحتلال الأمريكي الموجودة في سورية بشكل غير شرعي وفصائل المقاومة الشعبية، وبعيداً عن الحجج التي ساقتها القيادة المركزية الأمريكية، من الواضح أن التصعيد الأخير يشكّل سابقة في تغيير قواعد الاشتباك لجهة انكشاف هدف الوجود الأمريكي بأن القوات الأمريكية لم تأتِ لمحاربة “داعش”، بل للسرقة والدفاع عن المجاميع الإرهابية العاملة بالوكالة لحسابها، والأهم عرقلة عمل القوات الداعمة التي أتت بموافقة الحكومة السورية لدرء ما كانت تنوي الولايات المتحدة فرضه في سورية.

انكشاف الهدف الأمريكي أتى عليه الصحفي آرون ماتي حين غرّد على تويتر، قبل أيام، قائلاً: “الولايات المتحدة تدّعي أنها موجودة في سورية لمحاربة “داعش”، لكنها نادراً ما تحارب “داعش”، إنها موجودة بالفعل لحرمان سورية من النفط والقمح، ومهاجمة السوريين وحلفائهم الذين هزموا فرق الموت الإرهابية المدعومة من الولايات المتحدة في الحرب القذرة”.

إن تغريدة آرون ماتي صحيحة، بل دقيقة حسب السلوك الذي تمارسه القوات الأمريكية على أرض الواقع، فالولايات المتحدة قوة محتلة موجودة دون إذن من الحكومة السورية، وهي التي أتت إلى سورية دون أن تتعرّض لهجوم منها سابقاً ولاحقاً. لقد غزت الولايات المتحدة، بكل معنى الكلمة، دولة على الجانب الآخر من العالم، وقتلت الشعب السوري، وطبّقت عليه حصاراً اقتصادياً يمكن أن يوصف بأنه الأقسى في التاريخ الحديث، ورغم ذلك تدّعي الدفاع عن النفس.

لكن للأسف لا يلوّح الليبراليون الغربيون بالأعلام السورية، ولا يدينون الولايات المتحدة وحلفاءها على هجومهم الإجرامي والقاتل على دولة ذات سيادة، لأن هذا النوع من الاحتجاج العام السائد مخصّص فقط لأفعال الحكومات التي لا توافق عليها الولايات المتحدة، مثل العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا. وفي مثل هذه الحالات، يتمّ تشجيع الغرب على التفكير في أهوال الحرب، أما إذا كان يخدم المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، فيمكن غزو بلد على الجانب الآخر من العالم، ثم الادّعاء بالدفاع عن النفس عندما يحاولون طردك!.

حتى الآن، وما دامت قواعد الاشتباك قد تغيّرت، أو تمّ فرضها من القوات الأمريكية المحتلة، فهذا مؤشر على أنه لا يمكن التنبّؤ ما إذا كان تبادل الهجمات هذا سيستمر، ولكن ما يمكن التأكد منه هو هوية المعتدي.