“نديم محمد.. الشاعر المتمرد”.. دراسة أدبية
صدر عن دار المتن العراقية دراسة أدبية بعنوان “نديم محمد.. الشاعر المتمرد” لمؤلفه منذر يحيى عيسى، الذي بدأ كتابه بقول للشاعر الراحل نديم محمد “عشت حياتي منصفاً للبحار، والصديق والقريب، ولكنني لم أُنصف من أحد”.
وجاء في مقدمة الكتاب بقلم مؤلفه: “حين عزمت على وضع كتاب عن الشاعر نديم محمد انتابني شعوران متناقضان، الفرح بشرف المحاولة، والخوف من مقاربة هذا العملاق الذي تعرفت عليه منذ طفولتي حيث نسخُ دواوينه في الطبعة الأولى، التي كانت في مكتبة والدي الشيخ يحيى عيسى –رحمه الله- وقراءاتي فيها، كما انتابني شعور الخوف من الدخول إلى عالمه الشعري والذاتي، وخوف أخر من عدم قدرتي على إنصاف هذا العملاق، بعد ما كتبه وصرح به من عدم إنصافه من أحد، ولكنني عزمت وتوكلت وبدأت البحث والكتابة، وذلك وفق خطة وضعتها بذهني أولاً ونفذتها تالياً وقررت في هذه المغامرة أن أكتب في محاور:
الأول حياة الشاعر نديم محمد، والثاني موقفه من الشعر، والثالث آراء بعض الأدباء والشعراء، والخامس تراث نديم محمد المنشور وغير المنشور، والسادس ملحق يضم صوراً شخصية للشاعر.
وفي النهاية يمكن القول أن الشاعر نديم محمد هو من أشهر شعراء سورية في القرن العشرين من حيث غنى مادته الشعرية وغزارة إنتاجه رغم أنه كان شاعراً كثير الخيبات في حياته المديدة التي نظم فيها شعراً، ما يقارب سبعين عاماً، أضاء بهذا الشعر جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية، وارتقى بالغزل والرثاء والمديح والخمرة إلى مصاف الشعراء العالميين، وقد آلمه إخفاق المشروع القومي وبقي رغم ذلك وفياً لشعبه ولوطنه ومبادئه.
ورغم ذلك يبقى الشاعر نديم محمد مجهولاً بالنسبة لأكثر أبناء بلده، والدول العربية الأخرى، ولمّا يمضي على رحيله إلا سنوات قليلة، ويبدو أن جهل الناس له وتجاهلهم له ولشعره كان الثمن الذي دفعه بسبب سلوكه، وموقفه من المجتمع والسياسة، وتمرده على كل ما هو سائد من القيم التي لم تعجبه، وقد دفع الثمن حياً وميتاً فضلاً عن أنه زهد في الشهرة وغرب متعمداً عن الأضواء”.
ويختم منذر يحيى عيسى كلامه بالقول: “أرجو أن أكون قد أنصفت هذا الشاعر ولو بجزء يسير، ووفقت بالتعريف بهذا العملاق للأجيال القادمة، ليبقى خالداً في ذاكرتها وموضع فخر لبلدنا، سورية وللدول العربية التقدمية، ولاسيما العراق الشقيق حيث تشابهت الظروف تاريخياً في كلا البلدين وللغة العربية وديوانها الشعري، وهي التي أنجبت عمالقة يعتبر نديم محمد أبرزهم على الإطلاق، وهو الذي استطاع أن يرتقي بشعره إلى مرتبة الشعراء العظام الذين حجزوا مكانهم في سجل البقاء والخالدين ما بقيت اللغة العربية والناطقين بها، ويحق لنا بذلك أن نباهي به وبهم الأمم”.