ليز تراس رئيسةً لوزراء بريطانيا
تقرير إخباري:
أعلنت بريطانيا اليوم الإثنين اسم الفائز في سباق زعامة المحافظين ليز تراس، وبالتالي مهمّة رئيس الوزراء خلفاً لبوريس جونسون التي ستبدأ على الفور من الثلاثاء 6 أيلول.
لقد فازت تراس البالغة من العمر 47 عاماً عبر مناورات عاطفية على الناخب البريطاني، فمن جهة اسمها الحقيقي يبدو رمزياً وهو إليزابيث مثل الملكة البريطانية إليزابيث، أما شكلها وثيابها فيجعلانها شبيهة بشخصية رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر، حيث كثيراً ما ترتدي تروس بدلاتٍ زهرية، وهي تبذل قصارى جهدها لتقليد تاتشر، من جهة ثانية.
تملك تراس تجربة سياسية، إذ إنها شغلت منصب وزير الخارجية منذ 2021، وسبق لها أن تولّت حقيبة شؤون المرأة والمساواة منذ 2019، كما أنها عضو في حزب المحافظين، وتولّت فضلاً عن ذلك مناصب وزارية مختلفة في عهد رؤساء الوزراء ديفيد كاميرون، وتيريزا ماي، وبوريس جونسون.
عملت تراس في العديد من المناصب الوزارية في حكومة بوريس جونسون، حيث انتقلت من وزيرة التجارة الدولية إلى رئيسة وزارة الخارجية، ثم تم اختيارها لتكون وزيرة خارجية المملكة المتحدة، ومنذ ذلك الحين اشتهرت بموقفها الصريح ضد العملية الخاصة لروسيا في أوكرانيا.
أصبحت رئيسة حزب الديمقراطيين الأحرار في الجامعة، قبل أن تتحوّل إلى حزب المحافظين بعد التخرّج. صوّتت تراس على البقاء في استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فقط لتأييد المغادرة في وقت لاحق.
وعلى عكس العديد من قادة حزب المحافظين، لم تُولد تراس في عائلة تنتمي إلى حزب المحافظين، وحسب تراس نفسها فإن والديها يساريان ينتميان إلى حزب العمال.
أكملت تراس تعليمها العالي في كلية “ميرتون” في أكسفورد، التي تخرّجت فيها في عام 1996، قبل أن تنخرط في العمل السياسي عندما انضمّت إلى الحزب الليبرالي الديمقراطي في عام 1994، وحينها تحدّثت حول المطالبة بإلغاء النظام الملكي وهو ما يمكن اعتباره أمراً مزعجاً، لكن من المؤكد أن الملكة إليزابيث الثانية سوف تغفر لها هذه الزلة القديمة والعفوية من خلال استقبالها قريباً في قصر باكنغهام الملكي.
لم تستقِل تراس من الحكومة، وهذا الولاء أكسبها بالتأكيد دعم العديد من أعضاء الحزب الحاكم، لأن هؤلاء اتهموا وزيرة المالية ريشي سوناك بالتسبّب في انعكاسات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
تتمتع تراس بدعم كبير من أقرانها في الحزب وهي الآن ثالث رئيسة وزراء في بريطانيا بعد مارغريت تاتشر، وتيريزا ماي، وكما غرّدت على “تويتر” فإن لديها رؤية واضحة لبريطانيا، وقالت: إن لديها الخبرة والعزم على تقديمها.
لكن من الطبيعي ألا يكون الطريق معبّداً أمام تراس، لأنها سترث اقتصاداً يتوجّه نحو ركود يُحتمل أن يكون طويلاً، وستكون في حاجة إلى القفز مباشرة للتعامل مع أزمة تكلفة المعيشة التي تعانى منها بريطانيا.
ومنذ أن أعلن بوريس جونسون في حزيران الماضي أنه سيترك منصبه، تراجعت توقعات النمو، وارتفع معدل التضخم السنوي فوق 10%، مع ارتفاع أسعار الوقود والغذاء، وأدّى الإحباط بشأن ارتفاع تكلفة المعيشة إلى إضراب مئات الآلاف من العاملين فى الموانئ والقطارات والبريد، كما شهد الجنيه الإسترليني أسوأ شهر له منذ الفترة التي تلت استفتاء بريكست، وسجّل أدنى مستوى له أمام الدولار منذ أكثر من عامين، ويمكن أن يزداد الأمر سوءاً، فقد توقّع بنك إنكلترا أن يقفز التضخم إلى 13% مع تفاقم أزمة الطاقة.
وقدّرت “سيتى غروب” أن يصل التضخم في بريطانيا إلى ذروته 18% في أوائل العام المقبل، بينما حذّرت مجموعة “غولدمان ساكس” من أنه قد يصل إلى 22% لو ظلت أسعار الغاز الطبيعي مرتفعة بالمستويات السابقة.