ثقافةصحيفة البعث

مهرجان السويداء للأفلام القصيرة.. مقاربة القضايا الاجتماعية

السويداء – رفعت الديك

أعمال الراحل نضال سيجري التي كان لها أثر كبير في إغناء الساحة الفنية السورية دفعت منظمي مهرجان السويداء للأفلام القصيرة بدورته الخامسة إلى تسمية الدورة باسمه.

المهرجان، الذي انطلق في قصر الثقافة مساء أمس، كان لفعاليته طابعها الخاص، وفق عضو لجنة المهرجان سمير فليحان، الذي بيّن لـ”البعث” أن خصوصية هذه الدورة تكمن بالمشاركة العربية، حيث وصل عدد الأفلام العربية الكاملة إلى ٦٢ تمّ اختيار الأفضل منها للمشاركة.

وأكد فليحان أن المهرجان يشكل إضافة مهمّة للحراك الثقافي في محافظة السويداء الغنية بجمهورها وتفاعل أبنائها مع الحالة الثقافية والفكرية، كما يشكّل حالة تكامل مع تألق المحافظة في كافة الفنون، سواء المسرحية أو الموسيقية أو الثقافية المتنوعة.

وتضمن افتتاح المهرجان الذي تنظمه الوطنية للإنتاج السينمائي والتلفزيوني بالتعاون مع مديرية الثقافة والنادي السينمائي، ويشارك فيه 22 فيلماً من سورية وعدد من الدول العربية، عرض مادة فيلمية عن الفنان الراحل نضال سيجري الذي تحمل هذه الدورة اسمه تقديراً لعطائه ومسيرته الفنية والإبداعية.

وبفيلم “صدى” تمّ افتتاح العروض التي قال عنها منسق المهرجان المخرج عصام الداهوك إن فكرتها انطلقت منذ خمسة أعوام، حيث انصبّت كافة الجهود والأفكار لتنبت هذه البذرة وتعطي خمسة مواسم قامت إدارة المهرجان خلالها بتحقيق أهداف أساسية، أهمها  نشر ثقافة السينما لكونها تمثل ذاكرة الشعوب ورسالة من أجل الحب والسلام والحرية والإنسانية والعدالة ومؤشراً على الرقي الفني والارتقاء في سلم الفنون.

ولفت الداهوك إلى أن المهرجان تطور موسماً بعد آخر حتى وصل إلى ما هو عليه الآن، داعياً محبي السينما وعشاقها للتفاعل وتقديم أفضل ما يمكن لأن هذا البلد يستحق أن يحمل علامة فارقة في العلم والثقافة والفن. وأشار الداهوك إلى أنه على مدى أيام المهرجان الخمسة سيتمّ عرض 22  فيلماً من سورية والجزائر ومصر والمغرب والعراق ولبنان، وهي أفلام تمّ انتقاؤها من 65 فيلماً مرشحة تم إرسالها من مخرجين عرب، إضافة إلى أفلام أرسلت من دول أوروبية لكن تمّ الإحجام عن عرضها لأسباب تقنية وقانونية.

وفي رسالة مصورة بيّن الفنان باسم ياخور أهمية هذا المهرجان في زمن نحن بحاجة فيه لأناس تهتمّ بالهم والشأن الثقافي، والسويداء تثبت اليوم بأنها مهاد من حيث الاهتمام بالثقافة والفكر والفن. وقدّم ياخور شكره لتكريم الراحل نضال سيجري الذي كان علماً من أعلام سورية وشكّل حالة خاصة لها مكانة في قلوب السوريين.

بدورها عبّرت مديرة الثقافة في السويداء ليلى أبو فخر عن دعم المديرية لمثل هذا النوع من المهرجانات، لما تلعبه السينما من دور في مقاربة القضايا الاجتماعية والإنسانية وتحديد قناعات الجمهور وتغيّرها في كثير من الأحيان.

وبيّنت أبو فخر أن المهرجان بدورته الحالية يشكّل فرصة وتجربة مهمّة في هذا الإطار، ولاسيما مع هذا النوع من الأفلام التي جاءت كتطور في فن السينما الذي دخل خلاله التحدي في قدرته على أن يلبي متطلبات الجمهور وذائقته، وأن يوصل الأفكار العميقة من خلال التكثيف والإيجاز ببعض دقائق أو ربما حتى ثوان.

وتضمنت فعاليات اليوم الأول من المهرجان عرض فيلم “رهاب الحب” من مصر إخراج حاتم قناوي، والذي يطرح قضية اجتماعية تتعلق في جانب منها بالعنف ضد المرأة، والتي تجعل فتاة تحمل في ذاكرتها مشهد قسوة الأب على الأم تهاب الحب والزواج خوفاً من أن تقع ضحية ذلك.

تبعه الفيلم القصير الصامت “المكالمة” من المغرب إخراج عبد العالي الحراق، ويتحدث عن مدمني المخدرات بصفة عامة ورحلتهم داخل هذا العالم وانتقالهم بين عالم الأحياء والموت أو عالم المناداة، حيث يصبح المدمن متصلاً بعالم آخر مسلوب الإرادة، وهكذا تجري مجريات الفيلم من شخص إلى آخر، وفي النهاية تصبح تلك الأرض أرض الأموات المستقطبة للأشخاص من عالم إلى آخر.

لتختتم عروض اليوم الأول بفيلم “جواد” من سورية إخراج أيهم عرسان وإنتاج المؤسّسة العامة للسينما، ويطرح فكرة القدوة والسند اللذين يجسدهما الأب بالنسبة للابن والحالة التي يعيشها الطفل عندما يشعر بأن أحد هذه المعاني يمكن أن يهتز ولو قليلاً، وما يمكن أن يتركه ذلك عليه من أثر لتتجه أحداث الفيلم بعدها إلى مكان آخر غير متوقع.

وتتواصل عروض المهرجان يومياً حتى يوم الخميس القادم بدءاً من السادسة مساء، على أن يتمّ في ختامه إعلان نتائج مسابقته لأفضل فيلم وسيناريو وإخراج وتصوير وممثل بعد اختيارها من لجنة التحكيم التي تضمّ نخبة من المختصين بهذا المجال.