فتح الأبواب
معن الغادري
في الحديث عن انتخابات الإدارة المحلية المقرر أن تجري في الثامن عشر من الشهر الجاري أيلول، وما يسبقها من حملات إعلانية للمرشحين وإقامة المنتديات والملتقيات لشرح أهمية إنجاح هذا الاستحقاق الوطني لما له من أثر كبير ومهم كرافع وحامل للجانب التنموي بكل تفاصيله ومفرداته.. نجد أن إقناع الناخب للمشاركة في الاقتراع واختيار ممثليه في المجالس المحلية والوحدات الإدارية يجب أن يبنى على أسس عملية وميدانية، بعيداً عن التنظير والوعود، والتي طالما بقيت حبراً على ورق في الدورات الانتخابية السابقة، ولذات المرشحين الذين نرى صورهم مجدداً منتشرة في كل مكان من المدينة.
نعتقد أن الشراكة المجتمعية تعد واحدة من أهم شروط وقواعد وركائز قانون الإدارة المحلية، وهي المدخل الأساس في عملية التنمية، وبالتالي أي خلل في هذه الجزئية الأكثر تأثيراً ضمن حلقات العمل والإنتاج، ستكون النتائج عكسية وسلبية على الجميع، وهو ما أنتجته المراحل السابقة، إذ لم تكن على مستوى الآمال والطموحات، بل على العكس زادت من حدة الأزمات الاقتصادية والخدمية والمعيشية، وهو ما يفسر حالة التخبط والفوضى التي تسود العمل المؤسساتي، وتعثر العملية الإنتاجية وعدم القدرة على ايجاد الحلول للأزمات، والتي غالباً ما تكون مفتعلة ومختلقة، وبفعل من وجد في الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب السوري مساحة أوسع للاستغلال والجشع والإثراء غير المشروع.
ما نود التأكيد عليه أن الانتقال من حالة الركود والمراوحة إلى حالة العمل والإنتاج، تتطلب قراءة جديدة للواقع المعاش بذهنية وعقلية مغايرة تماماً عن المراحل السابقة، تتلائم مع المتغيرات والمتبدلات التي فرضتها ظروف الحرب الإرهابية والحصار الاقتصادي.
مما سبق نرى أن سياسة فتح الأبواب أمام الخبرات والكفاءات وأهل الاختصاص والشباب، يشكل أقصر الطرق للوصول الى الأهداف والغايات المرجوة، فالحاجة أكثر من ماسة – في ضوء ما يمر به الوطن من ظروف صعبة – إلى طاقات متجددة أكثر ابتكاراً وابداعاً، لمواجهة تحديات المستقبل والاستجابة السريعة والناجعة للمتغيرات والتعامل مع المشكلات والأزمات الطارئة بجرأة العارف والمتعلم والمتمكن، كما الحاجة تبدو ملحة لفتح آفاق رحبة تركز على رؤى وخطط وبرامج وأفكار قابلة للتطبيق ترسم مستقبلاً أفضل وأحلى للأجيال القادمة. وهو ما نرجو ونأمل أن تفرزه الانتخابات القادمة، لجهة توثيق التشاركية بين كافة مكونات المجتمع، للوصول إلى نتائج حقيقية وملموسة تحصن الوطن من غدر أعداء الداخل والخارج.