في “ملتقى فكرة”.. تاريخ وأصالة حماه على مدرج متحفها الوطني
حماه – ذكاء أسعد
أقامت الجمعية الوطنية للعلوم والتكنولوجيا فعالية ثقافية فنية على مدرج متحف حماه الوطني، بداية استعرض الدكتور محمد عبادة مراد عضو مجلس إدارة الجمعية الأفكار المتعلقة ب”ملتقى فكرة” وسبب تسميته المتعلق بطرحه ثلاثة أفكار اقتصادية ثقافية وفنية.
وتحدث الدكتور حسام الأسود، المحاضر بكلية الإقتصاد، عن موضوع الذكاء المائي لدى الحمويين القدماء الذين تمكنوا من الإستفادة من مجرى نهر العاصي ضمن المدينة فأشادوا النواعير التي لها دور كبير في نشوء الحضارة في حماه كما تحدث عن أهم الحمامات وأسمائها وسبب تسميتها وأوضح أن الهدف منها كان في فترات سابقة عدم توفر مستلزمات الحمامات في المنازل القديمة فأوجدت هذه الحمامات لاستقبال الزوار بشكل يومي ولم تزل هذه الحمامات حاضرة ضمن ذاكرة الشعب الحموي الذي يستخدمها حاليا للمناسبات المتعلقة بالأعراس والمناسبات الاجتماعية كافة، كما تحدث الأسود عن أهمية الطواحين، واستعرض البدع الهندسية والمعمارية في قاعة الذهب في قصر العظم والتي تضاهي الهندسة في قصر الحمراء باسبانية، إضافة إلى قاعة الذهب والبحرة وانعكاسات الضوء عليها من خلال القمريات والتاج الذي يحوي على عدد من النوافير في البحرة الصغيرة الواقعة في مدخل قاعة الذهب وعددها 52 نافورة بعدد أسابيع السنة الهجرية على سبع طبقات تساوي عدد أيام الأسبوع وهذه النوافير مرتبطة بل متصلة بنواعير حماه فكان الوالي يعلم عند توقف أي نافورة بأنه حدث خلل بأحد النواعير، كما تحدث عن قناة العاشق التي تم جرها من عين الزرقاء شمال سلمية إلى مدينة أفاميا بطول 150 كم والذي كان مهر ابنة ملك أفاميا.
وفي الانتقال إلى المحور الثاني تحدث عازف العود والكمان الفنان عبد اللطيف اللاذقاني عن العود وتاريخه ونشأته وأهميته مستعرضاً أنواعه وعدد أوتاره ومراحل تطوره كما استعرض أهم العازفين وأهم الأغاني التي تم تلحينها على هذه الآلة الموسيقية القديمة.
وتم عزف وغناء العديد من الأغاني والموشحات الموسيقية أثناء الملتقى بمشاركة الفنان عبد اللطيف اللاذقاني والفنان المطرب مهند المصري ووعازف الرق أو الدربكة الفنان عبد الرحيم السهيان وعازف القانون الفنان الدكتور فراس يعقوب آغا.
وتحدث عبد القادر فرزات رئيس الجمعية العلمية التاريخية في حماه في مداخلته عن أهمية النواعير ونشأتها في محافظة حماه مؤكدا أنها أصل الحياة في هذه المحافظة، فعندما امتنع العاصي عن تزويد المدينة بالمياه ابتكر الإنسان الحموي القديم بعبقريته هذه الآلات الخشبية التي تدور بقوة جريان المياه دون أي طاقة سوى طاقة دفع المياه وذلك لسقاية الحمامات والبيوت والبساتين ودور العبادة، كما تحدث عن عدد الطواحين الموجودة في حماه البالغ عددها 10، والمتواجدة حتى اليوم 6 منها داخل المدينة و4 خارجها، وأكد فرزات أن هذه الطواحين كانت من أهم المؤسسات الاقتصادية الموجودة على ضفاف نهر العاصي وكان لها أثر كبير في الذاكرة الشعبية وهناك الكثير من الأغاني المرتبطة بهذه الطواحين إضافة إلى الأمثال الشعبية، لكن تطور الآلات والحداثة بوجود الكهرباء أدى إلى اندثارها عمليا لكنها باقية بأبنيتها التاريخية كشاهد على حضارة حماه.
وفي ختام الملتقى عبر الدكتور عامر سلطان نائب محافظ حماه عن جمال هذه الفعالية مبيناً أهميتها كجرعة ثقافية وعلمية وتاريخية لجيل الرجال والشباب وأهميتها للكثير من الاختصاصات أيضاً لطرح العديد من الأفكار.
كما أكد مدير العلاقات العامة في الجمعية العلمية التاريخية بحماه السيد بلال رجب على تحقيق هذا الملتقى الأهمية المنشودة حيث كان مميزاً حضوراً ومشاركة من خلال المواضيع التي تم طرحها على مستوى التراث والثقافة والفن إضافة إلى تاريخ حماه وفنها الساحر .