للتخلص من الدولار.. “بريكس” تتوجّه نحو إنشاء عملة احتياطية دولية
البعث – تقارير:
تسعى مجموعة بريكس، التي تضم دول روسيا الاتحادية والصين الشعبية وجنوب إفريقيا والهند والبرازيل، إلى تأسيس عملة وطنية احتياطية دولية على أساس سلة من العملات الوطنية لدول المجموعة، وتأتي هذه الخطوة في إطار الخروج من التبعية للدولار كعملة احتياطية عالمية تجعل من الولايات المتحدة الأمريكية المتحكّم الأوحد بالاقتصاد العالمي، بينما تستخدم عملتها للتحكم بمصائر الشعوب والدول وتفرض العقوبات على من يخرج عن إرادتها ويتحدّى سياساتها.
وتنبع أهمية تأسيس العملة الوطنية الخاصة بمجموعة بريكس من أنها مكوّنة من الدول صاحبة الاقتصاد الأسرع نموّاً في العالم، كما ترغب دول تمتلك اقتصادات قوية بالانضمام إلى المجموعة مثل الجزائر والأرجنتين، ما يسمح بتخليص التجارة الدولية من التبعية للدولار.
وعليه، اقترحت رئيسة مجلس الفيدرالية الروسي فالنتينا ماتفينكو، خلال كلمة لها في المنتدى البرلماني الثامن لمجموعة “بريكس”، الذي عُقد عبر الفيديو، إنشاء عملة احتياطية دولية على أساس سلّة من العملات الوطنية لدول “بريكس”.
وقالت ماتفينكو عبر الفيديو خلال المنتدى: “إن تعاون (الدول الأعضاء) الخمسة في مجال التمويل والاستثمار له إمكانات كبيرة. ومن الأمثلة الجيدة على التعاون العملي بنك التنمية الجديد ومجموعة احتياطيات النقد الأجنبي المشروطة لدول بريكس. وقد أثبتت بالفعل فعاليتها من خلال المساهمة في تنفيذ العديد من المشاريع. وهم يواصلون تعزيز مواقفهم الدولية”.
وأشارت، إلى أنه من بين المجالات الواعدة لتطوير هذه المؤسسات المالية، “المبادرات التي تهدف إلى تعزيز المناطق السكانية بالعملات الوطنية، فضلاً عن إنشاء عملة احتياطية دولية تستند إلى سلة من العملات الوطنية للبلدان الخمسة”.
ونوّهت ماتفينكو، إلى أن القضايا المتعلقة بالانتقال إلى العملات البديلة للدولار، وتطوير أنظمة الدفع المستقلة، أثيرت أيضاً في إطار المنتدى الاقتصادي الشرقي المنعقد حالياً في فلاديفوستوك الروسية.
وجاءت تصريحات ماتفينكو بالتزامن مع تأكيد رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، أن روسيا تؤيّد زيادة حصة العملات الوطنية في التسويات بين دول “بريكس”.
وأشار فولودين، خلال كلمة له في المنتدى، إلى أن العالم أجمع سئم من معايير واشنطن المزدوجة وفرضها شروطاً غير متكافئة على دوله في جميع مجالات التعاون.
وأشار، إلى أن نظام التجارة العالمي يحتاج إلى التخلص من الدولار، مشيراً إلى أن هذا لن يسهم فقط في إضفاء الطابع الديمقراطي على النظام التجاري الدولي وزيادة دور البلدان النامية، لكن سيسهم في استدامته أيضاً.
وفي إطار التحوّل إلى استخدام العملات الوطنية بين دول بريكس، أعلنت شركة “غازبروم” الروسية، اليوم الثلاثاء، توقيع اتفاق مع شركة صينية بشأن تحويل المدفوعات مقابل توريد الغاز الروسي عبر خط “قوة سيبيريا” إلى الصين بالروبل الروسي واليوان الصيني.
وقالت “غازبروم” في بيان صدر عنها: إنها ناقشت مع شركة “سي إن بي سي” الصينية سبل تطوير خط أنابيب الغاز “قوة سيبيريا 2” في روسيا وخط “سويوز فوستوك” في منغوليا.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة “غازبروم” أليكسي ميلر، إلى أن هدف الاتفاقات الموقعة مع الشركة الصينية، هو تبسيط التعاملات وإعطاء دفعة لتنمية اقتصادات كلا البلدين.
وقال ميلر: إن “آلية الدفع الجديدة هي حل مفيد للطرفين وفي الوقت المناسب وموثوق وعملي. وأعتقد أنه سيتم تبسيط العمليات الحسابية، سيكون مثالاً ممتازاً للشركات الأخرى، سيعطي دفعة إضافية لتنمية اقتصاداتنا”.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تزيد الصادرات إلى الصين بمقدار 50 مليار متر مكعب أخرى سنوياً، مع الأخذ في الاعتبار خط “قوة سيبيريا 2” المستمر عبر منغوليا باسم “سويوز فوستوك” والذي يمكن أن يساهم بهذه الزيادة.
وبالمحصلة، هناك عمل مستمر من الدول المؤثرة في العالم التي أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أنها ستكون نواة نظام عالمي متعدّد الأقطاب، للتخلي تدريجياً عن سيطرة الدولار على التعاملات التجارية بينها.