بوتين يرحب بتقرير خبراء الوكالة الذرية رغم الضغوط الأمريكية
البعث – وكالات:
قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين: إنه يثق بخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية وبتقريرهم رغم الضغط الذي يتعرّضون له من جانب الولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع بوتين بشأن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية: “أنا أثق بهم، على الرغم من الضغوط التي يتعرّضون لها من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، ولا يمكنهم القول بشكل مباشر إن القصف يأتي من أوكرانيا”.
وأشار بوتين إلى أن أوكرانيا تخلق تهديداتٍ للأمن النووي، متسائلاً: “لماذا يفعلون هذا؟ لا أفهم. للفت الانتباه إلى وضعهم؟ لخلق أزمة إضافية؟”، ونوه الرئيس إلى أن التهديد الرئيسي ليس للمفاعل نفسه، ولكن لأماكن تخزين الوقود المستنفد.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت في تقريرها عن نتائج مهمّتها في محطة زابوروجيه للطاقة النووية، عن أن عدداً من الحوادث التي وقعت في المحطة قد انتهكت مبادئ السلامة النووية، وحذّرت من استمرار القصف على المحطة، لما يمكن أن يؤدّيه ذلك من تلف في المعدات المهمة، ووقوع تسرّب إشعاعي غير محدود.
وأوصت الوكالة بالوقف الفوري لقصف المحطة والمناطق المجاورة، مؤكدة استعدادها للبدء في مشاورات فورية بشأن إنشاء “منطقة أمنية” حولها، لمنع وقوع “حادث نووي” بسبب الأعمال العسكرية. إلا أن تقرير الخبراء لم يحدّد الجهة أو الطرف الذي يقوم بالقصف.
وكان الجانب الروسي قد عقد اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي عقب زيارة بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث قال الممثل الدائم لروسيا لدى هيئة الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا: إن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أتيحت لها الفرصة للتأكد من أن جيش كييف يشكّل التهديد الوحيد لمحطة الطاقة النووية في زابوروجيه، ولا يوجد تهديد داخلي للمحطة.
من جهتها، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الدول الغربية تواصل ضغوطها على الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مشيرة إلى أن التقرير الذي كتبه موفدو الوكالة حول زيارتهم إلى محطة زابوروجيه النووية يخلو من أي إشارة إلى مصدر القصف على المحطة.
ونقلت سبوتنيك عن زاخاروفا قولها اليوم تعقيباً على التقرير: إن “مصادر أوكرانية اعترفت بأن قوات كييف توجّه الضربات إلى أهداف متفق عليها مع البنتاغون الأمريكي”، معتبرة أن موفدي الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يشيروا إلى مصدر القصف على المحطة منصاعين لضغط الغرب الذي يواصل رعايته لنظام الحكم الحالي في أوكرانيا.
وأشارت زاخاروفا إلى أنه “لا يمكن أن يخلو التقرير من معلومات عن القصف الذي يستهدف محطة زابوروجيه النووية إلا عندما لا يريد وفد الوكالة أن يرى مصدر القصف”.
وتتعرّض محطة زابوروجيه النووية التي تقع في منطقة خرجت من نطاق سيطرة الحكومة الأوكرانية في كييف لقصف مدفعي وصاروخي من القوات الأوكرانية ما ينذر باحتمال وقوع كارثة نووية.
وكان وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية زار المحطة لتفقد آثار القصف وأصدر تقريراً أمس غاب عنه مصدر هذا القصف المستمر.
وفي السياق، أكدت الصين موقفها المؤيّد لاستمرار وجود خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محطة زابوروجيه.
ونقلت وكالة شينخوا عن نائب مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة قنغ شوانغ قوله خلال إحاطة لمجلس الأمن حول المحطة: “أصبحت سلامة وأمن محطة زابوروجيه للطاقة النووية مصدر قلق للمجتمع الدولي منذ فترة، وكان هناك إجماع على الرغبة في تسهيل زيارة ميدانية تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة في أقرب وقت ممكن”.
واعتبر قنغ أن زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي وزملائه إلى المحطة الأسبوع الماضي تساعد على اكتساب فهم شامل وموضوعي لتشغيل المنشآت النووية والأضرار التي لحقت بها من أجل اتخاذ إجراءات مستهدفة.
وأعرب الدبلوماسي الصيني عن ارتياح بلاده لهذا التطوّر الإيجابي، مشيراً إلى أنه على الرغم من التحذيرات والنداءات المتكرّرة من المجتمع الدولي إلا أن قصف محطة توليد الكهرباء لا يزال مستمراً.
وحذر قنغ من مغبّة حدوث كارثة نووية أخرى، مذكراً “بحادث تشرنوبل النووي وأثار حادث فوكوشيما التي لم تتبدّد حتى الآن”، داعياً إلى التعاون والالتزام الصارم باتفاقية الأمان النووي وغيرها من القوانين الدولية ذات الصلة، وتنفيذ الركائز السبع التي اقترحها غروسي وتجنّب جميع الأعمال التي تعرّض سلامة وأمن المنشآت النووية للخطر.
وجدّدت روسيا أمس دعوتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإدانة الهجمات الأوكرانية المستمرة على محطة زابوروجيه النووية، حيث أكد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن أن “دعوات نزع السلاح في المناطق المحيطة بالمحطة غير مجدية لأن الأوكرانيين سيدخلون على الفور إلى المنطقة إذا حدث ذلك”.