للحب آلاف الوجوه.. أحيانا لا نفهم أحباءنا بل ونجادلهم بعنف ولكن علينا أن ندرك دائما أنهم يحموننا في جميع الأوقات!!
“البعث الأسبوعية” ــ لينا عدرا
الحب هو ما يجعلنا نتحرك للأمام ونمضي قدما في أصعب الأوقات. والحب موجود بأشكال عديدة، وفي العديد من الحضارات والثقافات وفي العديد من السياقات. وقد يحدث أحيانا أن تكون باقة كبيرة من الورود الحمراء وسيلة للتعبير عنه، ولكنه قد يأتي أيضا من خلال الصراخ والدموع والغضب. وعلى الرغم من أنه يحدث في بعض الأوقات أننا لا نفهم أحباءنا، بل ونجادلهم بعنف، فإننا نعلم أيضا أنهم سيحموننا في جميع الأوقات، وسيظلون هناك دائما من أجلنا، والعكس صحيح.
في السطور التالية، جمعنا لكم قصصا من صفحات وسائل التواصل الاجتماعي، لا علاقة لها ببعضها البعض، باستثناء أن لديها شيئا واحدا مشتركا: كل شيء عن الحب الحقيقي.
***
كنت في جدال صاخب مع زوجي. تنحيت بعيدا وصرخت بكل قوة أعصابي: “ابتعد، لا أريد أن أراك هنا بعد الآن”، فأجاب: “حسنا، سأرحل!”. بدأ جمع أغراضه، لكن سراويله كانت كلها في الغسالة. لذلك ارتدى سروالا قصيرا ومعطفا وطاقية قبل الجلوس في انتظار نهاية وجبة الغسيل. قلت له: “سوف تأخذ برداً”، فأجاب: “ما الذي يهمك على أي حال؟”.. في تلك اللحظة، ضحكت كثيرا عندما رأيته يرتدي مثل هذا الزي. ضحكت حتى بكيت، وكان ضحكي معديا: انتهى الأمر بزوجي وهو يضحك أيضا وتصالحنا.
***
يعمل زوجي كرسام رسوم متحركة، فهو يسلي الأطفال من خلال ارتداء ملابس دب، وزيه هو زي دب طفولتي نفسه. عندما أشعر بالضيق وأحتاج إلى التحدث، يرتدي حبيبي هذا اللباس التنكري، وأبدأ في الحديث إليه، ورويدا رويدا استعيد الثقة بنفسي بينما هو يستمع إلي.. بعد نصف ساعة، أشعر أنني شخص جديد. نسمي هذه اللحظة “علاج الدبدوب”.
***
ذات مرة، كنت في الحافلة.. كنت أنظر إلى السقف حيث تنعكس الشمس على هاتفي المحمول.. رأيته. بمحاذاة الانعكاس كان هناك كائن آخر. بدأت في تحريك الشاشة لتحريك الانعكاس، ورأيت أن “الآخر” كان “يطاردني”. عندما اقتربت الحافلة من محطتي، نهضت وتوجهت إلى باب النزول.. عندها أمسكني أحدهم فجأة من الخلف، وقال: “لقد وجدتك أخيراً!” هكذا قابلت زوجي.
***
عرض والدي على والدتي الزواج في وقت ممتع للغاية. كانا يتواعدان منذ فترة، وكان يعلمها قيادة السيارة. في أحد المنعطفات انحرفت بها السيارة قليلا وكاد أن تصطدم بشجرة، ليسقطا في النهر بعد ذلك.. في تلك اللحظة، سألها عما إذا كانت تريد الزواج منه، في السيارة، حيث كانا يغرقان ببطء في قاع النهر في بلدتنا.. لحسن الحظ، كان المياه ضحلة، وكانا قادرين على الخروج إلى السطح والشاطئ. بعد شهر تزوجا. في حال كنت تتساءل.. نعم، تعلمت القيادة منذ ذلك الحين.
***بعد العمل، قررت تنظيف المنزل قبل أن يعود زوجي من رحلة عمل، ولكن ما إن جلست على الأريكة وقطعة القماش في يدي، حتى غفوت. استيقظت متأخرا جدا، وكان الظلام قد حل بالفعل. كان المنزل نظيفا، وكان العشاء مُجهزا، وكان زوجي نائما. كانت ابنتي البالغة من العمر 14 عاما مستيقظة، قالت لي: “قمت بكل الأعمال المنزلية، وتناولت العشاء مع أبي واقتدته إلى الفراش. سأذهب إلى منزل صديتتي منى الآن، وأعود بعد ساعة من الموعد المعتاد.. هل أستحق ذلك؟”. نعم، في الواقع، لم يكن لدي ما أقوله، إنها تستحقه.
***
وقعت في حب معلمي. لذلك حضرت جميع فصوله الدراسية باهتمام، وقمت بكل واجباتي المدرسية، وطرحت على نفسي جميع الأسئلة الممكنة. في النهاية، لم أتزوجه، لكني أصبحت طالبة مجتهددة في الصف، وحصلت على درجات ممتازة، ثم على عمل رائع.
***
ذات مرة، أخبرت ابني، الذي كان صغيرا جدا في ذلك الوقت، أن حلمي الأكبر كان أن أذهب إلى “رأس البسيط”، وعرضت عليه مقطع فيديو على موقع يوتيوب. اليوم، بمناسبة عيد ميلادي الخمسين، عرض عليّ زوجي وابني (22 سنة) تذاكر للذهاب إلى هناك في رحلة سياحية مشتركة. تذكر ابني ما قلته له في ذلك الوقت، وأخبر والده. ثم بدأ زوجي سرا في ادخار المال جانبا لتحقيق حلمي. سنذهب هناك بعد أسبوع.. أنا سعيدة جدا!
***
زوجي يدعى نبيل، ويعمل في شركة كبيرة وبعيدة. وغالبا ما كان يعود إلى المنزل متوترا للغاية ومنزعجا جدا.. لذلك، لتهدئته، كنت أضعه في الفراش ليلا، وأحضر له الآيس كريم، وأقص عليه الحكايا والنكات، مثل: “لماذا تطير الفيلة؟”، أو “الجدة التي تخيف اللصوص”.. كان ينام دائما، بابتسامة عريضة على وجهه.
***
والدي ضابط متقاعد.. في المنزل، كنا نتجادل كثيرا.. وأحيانا لمجرد التسلية، لكنه لم يواسني أو يربت على كتفي أبدا. في الواقع، لم يُظهر لي أبدا أنه يحبني، تحت أي ظرف من الظروف، وهذا دائما ما كان يؤلمني كثيرا.
ذات يوم، وبينما كنا نجلس معا في الجامعة، تركني خطيبي.. عندما عدت للمنزل صرخ والدي من المطبخ: “لماذا عدت بهذه السرعة؟”.. أجبته بصوت مرتجف: “لا أستطيع تحمله بعد الآن”، وانفجرت في البكاء.
خرج من المطبخ واقترب مني. عانقني، عانقني بشدة، وقال شيئا لطالما أردت سماعه: “أحبك من كل قلبي، وأنت أفضل ابنة في العالم. لا يوجد رجل يستحق دموعك”. الآن أستطيع أن أقول على وجه اليقين أن تلك كانت أفضل قطيعة في حياتي.
***
أخبرت صديقتي كيف دخلت في شجار مع كلب شارد في أحد الشوارع الجانبية وأنا في طريقي إلى المنزل عند الغروب.. ضحكت كثيرا، وجثت على ركبتيها، واقترح علي مشاهدة أفلام كرتون عن “توم وجيري”.. قالت: “هل تريدين أن تقضي بقية حياتك وأن تروين لي مثل هذه السخافات؟”.
***
لم يكن والداي يملكان المال عندما كانا شابين. لهذا السبب عبرا دائما عن خيبة أملهما لعدم إقامة حفل زفاف كبير حقيقي. قريبا، مفاجأة تنتظرهما: هذا الخريف، سأقوم بتنظيم حفل زفاف كبير وجميل لهما.
***
لدهشتي، تعلمت زوجتي كيفية صنع الفطائر عن طريق تدويرها في الهواء. أدركت أنها لم تكتسب هذه المهارة بسهولة عندما صادفت لاحقا العديد من بقع الشحوم التي كانت عالقة على السقف.
***
لطالما كانت صديقتي جميلة على نحو لا يصدق. إنها تعتني بنفسها مثل نجمة هوليودية، وتقول “إن العالم الداخلي مثير للاهتمام فقط للدكاترة وللأطباء”. في النهاية، تزوجت بسعادة من طبيب داخلية.. فقط لمدة ثلاث سنوات.
***
زوجي بدين وكرشه ضخمة.. إنه حريص على ألا يجادلني أبدا، وإلا فهو يعلم أنه ليس لديه من يربط له حذاءه قبل الذهاب للوظيفة.
***
أنا رجل “حمش” للغاية: شارب، ولحية، ودراجة نارية، وأحب العتابا والمواويل الجبلية، وقد عشت حياة مليئة بالحفلات الصاخبة والأعراس، شربت حتى الثمالة، ورقصت الدبكة في كل الأوقات، وسافرت كثيرا تلبية لدعوات أصدقائي ومعارفي.. وأقوم بأشياء أخرى كثيرة قد يعتبرها المجتمع نوعا من التلهي واللامبالاة. في الآونة الأخيرة، بدأت أشعر بالانجذاب الشديد للبيت والأسرة. بدأت في تعلم الطبخ وأحببته.. البيض مع البندورة والفليفلة الخضراء والحمراء على وجه الخصوص: أحب اختبار الوصفات الجديدة للحلويات، وما إلى ذلك. من المستحيل بالنسبة لي التعبير عن المشاعر والسعادة التي أشعر بها عندما يأكل طفلاي البالغان من العمر سنتين وأربع سنوات على التوالي ما أعددته لهما للتو من فطور، خاصة عندما يعانقاتي ويخبراني بأنه “لذيذ بابا!!”.
***
أبلغ من العمر 25 عاما، وأعيش وحدي في بلد آخر منذ فترة طويلة، حيث أعمل وأدرس.. في كل مرة أتصل فيها بوالدتي، ترد بعبارة: “نعم، بيبي الصغير؟”.. كل مشاكلي، ومخاوفي، والتوتر وكل ما تبقى يختفي.. تغمرني موجة من حنان وصفاء لا يوصفان.