سينما الهواء الطلق تختتم أيامها بنجاح
حلب – غالية خوجة
ازدحم الناس سعداء حول قلعة حلب لمشاهدة الأفلام التي تعرضها سينما الهواء الطلق، وشكّلت الصورة التي تجمع الحضور مع شاشة العرض والقلعة المزينة بالعلم السوري وصورة السيد الرئيس بشار الأسد مشهداً حياتياً حيوياً تفوح منه رائحة الذاكرة المعطرة بالحضارة وتواصلها مع اللحظة المعاصرة.
المحبة تتوزع إلى شاشات أخرى
وضمن هذا المشهد توزع الحضور على الكراسي وهم يتابعون بشوق الأفلام التي تعكس حياتنا، خصوصاً، أثناء الحرب وما بعدها، بكل آلامها، ومعاناتها، وانتصارها الواحد وطنياً واجتماعياً وإنسانياً، مؤكدة على محور المحبة الجامع لكافة الأطياف والحالات والأنوات والعائلات.
ونتيجة هذا التفاعل الإيجابي والأثر الملفت للدورة الأولى للسينما في الهواء الطلق التي أقامتها وزارة الثقافة والمؤسسة العامة للسينما لمدة ثلاثة أيام، رأيت أنه بالإمكان أن تكون عروض الدورة القادمة موزعة على عدة أمكنة وعدة شاشات بحلب منها ساحة سعد الله الجابري، والحديقة العامة، واختيار بعض المناطق الشعبية.
أهل حلب سعداء
وحول هذه التظاهرة، استطلعت “البعث” آراء الناس، وابتدأت مع الشابة رؤى علايا 24 سنة عاملة في ورشة والتي أجابتنا بوجه تملأه الضحكة الصادقة: سعيدة جداً، لأنها تساهم في تغيير الكثير من حالتنا النفسية، وتشعرنا بتآلف اجتماعي خاص، وتجعلنا نطلع على الفن السينمائي الراقي، وأول مرة أحضر السينما في الهواء الطلق، وهذا اليوم والحمد لله سعيدة أكثر من كل يوم، وكم أحب هذا المكان، لأنني أزوره دائماً، فلولا القلعة ومحيطها “لمتّ من زمان”.
منظر ثقافي
وعندما استدرت، رأيت عامل النظافة وهو يعمل بمحبة وتفاؤل، ويتابع الشاشة والناس، فسألته عن اسمه ورأيه، فأجابني: اسمي محمد آل طه، وأرى أن مجتمعنا ينضج من مرحلة إلى مرحلة، وكل مرحلة تنتقل إلى الأفضل، والسينما حول القلعة أضافت للمنظر الحلو منظراً ثقافياً أحلى، وساعدتنا على الخروج من ضغوط الحياة إلى عالمها الجميل، ونحتاج لمزيد من مواضيع الأفلام التي ترجعنا للماضي الجميل.
أفلام عن المكان القديم
وعلى مقربة من سور القلعة، وبين المقاهي وعربات الباعة الجوالين، رأيت حسيب الصعب، بائع القهوة بلباسه الحلبي الفلكلوري، فسألته كيف يرى هذه التظاهرة؟ فقال: إنها حضارية وجمعتنا كما يجمعنا كل شيء، وأتمنى أن أرى أفلاماً مواضيعها تهتم بالمكان الأثري، مثل القلعة والأسواق، والأزمنة القديمة، والشخصيات المهمة التي كانت في حلب، ليتعرّف الجيل الجديد إلى مدينته حلب وذاكرتها بأسلوب سينمائي توثيقي تأريخي غير تقليدي.
تاج الملكة يضيء
بينما قالت هبة عساف، طالبة ثانوية: سعيدة بهذه التظاهرة الثقافية الفنية التي جعلتني أزور القلعة مساء، وأشاهد ما تقدّمه السينما السورية من حياتنا، ولاسيما أن أضواء باب القلعة الرئيسي تشكّل تاجاً للقلعة الملكة، بينما الناس يلتقون حولها لمتابعة الأفلام مما يجعلنا مجتمعاً يشترك في الأحزان والأفراح.