مجالس الإدارة المحلية ضرورة ملحة لتعميق مفهوم اللامركزية الإدارية
دمشق- حياة عيسى
تعدّ الكوادر الطبية جزءاً لا يتجزأ من المجتمع السوري، وهم بطبيعة الحال على صلة وعلاقة متبادلة مع مجالس الإدارة المحلية بحكم عملهم في القرى والبلدات ومراكز المدن والمحافظات، لذلك كان لابدّ من استطلاع آرائهم بقانون الإدارة المحلية والانتخابات المقبلة ودورهم بهذه العملية.
المديرُ العام للهيئة العامة لمشفى المواساة الجامعي بدمشق، الدكتور عصام الأمين، بيّن في حديث لـ “البعث” أن انتخابات الإدارة المحلية استحقاق مهمّ للمجالس المحلية، لأن الهدف النهائي لها يكمن في تعميق مفهوم اللامركزية الإدارية، وهو منصوص عليه بالدستور السوري المادة ١٣١ التي نصّت على تعميق تنظيم الوحدات الإدارية لتعميق مفهوم اللامركزية الإدارية وتوزيع السلطات، مع التأكيد على أن مجلس الإدارة المحلية مجلس مهمّ يشمل تنظيم عمل خدماتي وتنموي كبير، تعزّز بإصدار القانون ١٠٧ الذي أكد على الموضوع التنموي.
وتابع الأمين أن مجالس الإدارة المحلية لها بعد خدمي مهمّ، والدستور السوري منحها صلاحيات واسعة حتى في مجال إصدار القرارات ومتابعة تنفيذها بطيف واسع في المجالات (الاجتماعية، الثقافية، الاقتصادية، الصرف الصحي، الكهرباء، المياه)، أي كلّ ما يتعلق بهموم المواطن، كونها الأقرب له لنقل الصورة الحقيقية من الواقع، كما تعزّز دورها بالمجال التنموي المرادف الأساسي للجانب الخدمي والمرافق له، وكما يعلم الجميع فإن سورية خاضت حرباً شرسة ضد إرهاب أعمى أفقدها الكثير من بناها التحتية، لذلك هي بحاجة ماسة اليوم لمجالس محلية تنقل الواقع كما هو، وتلك المجالس منتخبة تنقل الواقع وتتابع تنفيذه وتنقل الصورة كما هي، لذلك وجودها يعدّ تعميقاً للامركزية في السلطات، ولاسيما أن الحكومة تخطو بخطى توسيع الصلاحيات لتلك المجالس. وأكد الأمين أن إجراء انتخابات الإدارة المحلية في هذه الظروف هو دليل على قوة الدولة.
من جهته، معاون المدير العام لمشفى المواساة، علي أبو خضر، أشار إلى أن مجالس الإدارة المحلية تكتسب أهميتها من طرفين: الطرف الأول كونها حاجة تنظيمية لعملية التنمية من الجهة الإدارية والخدمية، والطرف الآخر تعدّ ضرورة مرحلية لتجديد فكر الإدارة المحلية في المجال الإداري والخدمي في المفاصل التنفيذية المهمّة على الأرض، كما أنها تكتسبُ أهمية إضافية في ظلّ الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد نتيجة تداعيات الحرب الظالمة، مبيناً أن عملية الانتخابات يغلفها فكر ديمقراطي إداري، يتجلّى بتكريس اللامركزية في اتخاذ القرارات على المستوى الإداري والتنفيذي الخدمي، الذي يشكّل خطوة نشطة لدى متخذي القرار لتقديم الخدمات مباشرة من خلال الهيكل التنظيمي لتلك المجالس، مع التأكيد أن اللامركزية عنصر مهمّ في الإدارة لسرعة تقديم الخدمة وسرعة اتخاذ القرار دون الرجوع إلى وحدات إدارية على مستوى أعلى تكون بعيدة عن رؤية الواقع. وتابع أبو خضر أن دور الكوادر الإدارية العاملة في القطاع الصحي يكمن في تعزيز اختياراتها في المجالس، لأن لها علاقة وطيدة ومباشرة مع عمل هذه المجالس.
أما رئيسةُ قسم التمريض في المشفى لينا محمود فقد أكدت أهمية المشاركة واختيار الرجل المناسب للمكان المناسب للمضي بعملية التطوير والتحديث، ولتمثيل الكادر في المجالس وإيصال المطالب ومحاولة إيجاد حلول لها، ولتقديم خدمات تطور عمل القطاع الطبي.