إصابات محدودة بالكوليرا بحلب وفرق رصد تتابع المستجدات
حلب – معن الغادري
بعد أن أعلن بيان وزارة الصحة رصد 15 إصابة بوباء الكوليرا بحلب، تشير المعطيات إلى أن عدداً كبيراً من المواطنين راجعوا المشافي العامة والخاصة بحلب لإصابتهم بأعراض مرضية تشبه أعراض الكوليرا، وهي عبارة عن إسهالات خفيفة وآلام معوية ناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة وربما عن تناول أطعمة مكشوفة وغير صحية، وفق ما أكده عدد من الاطباء الذين استقبلوا هذه الحالات خلال الفترة الأخيرة والتي تماثلت إلى الشفاء.
بموازاة ذلك، استنفرت كافة الكوادر الطبية المتخصصة في مديرية الصحة بحلب عبر مشافيها ومراكزها ووحداتها الصحية لاستقبال أية حالة مشتبه بها لمعالجتها ووضعها تحت المراقبة الطبية، رافق ذلك إطلاق حملات توعية لتجنب الإصابة بهذا الوباء.
وأوضح الدكتور مازن رحمون معاون مدير الصحة أن كافة الحالات متابعة، وهناك فرق تقصي تقوم برصد أي حالة مشتبه بها. ناصحاً المواطنين بالتقيد بقواعد النظافة وإجراءات التعقيم، وتجنب تناول الأطعمة المكشوفة والمرطبات خاصة الملونة.
وبما يخص ما يشاع حول انتقال الجرثومة عبر استخدام الجليد الخاص بتبريد مياه الشرب، أشار الدكتور رحمون إلى أن هذا الأمر منوط بمديرية التموين ومديرية صحة مجلس المدينة، من خلال تقصي الأمر وإجراء التحاليل المطلوبة للتأكد من نظافة وسلامة المياه المستخدمة في انتاج ألواح الجليد، علماً أن مؤسسة المياه تقوم بإجراء التحاليل على عينات المياه وتعقيم مياه الشرب المغذية للمدينة.
بدوره لفت رئيس دائرة برامج الصحة العامة بمديرية الصحة الدكتور فراس دهيمش إلى استمرار فرق التقصي والإبلاغ بالمناطق الصحية بعملها على مدار الساعة، إضافة إلى توزع فرق التوعية والتثقيف الصحي لتوعية المواطنين باتباع قواعد الصحة العامة للحفاظ على صحتهم.
في السياق، لفت خبير صحي فضل عدم ذكر اسمه إلى خطورة إبقاء شبكة الصرف الصحي في حلب مكشوفة ومن دون معالجة، واستخدام مياهها الملوثة في سقاية المنتجات الزراعية التي تباع في الأسواق حالياً، داعياً إلى ضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة الخطيرة بإعادة تأهيل محطة معالجة الصرف الصحي بحلب بأسرع وقت، وذلك تجنباً لتفشي أمراض وأوبئة تهدد مياة المواطنين.
يذكر أن وزارة الصحة أكدت أنها تقوم بالترصد الوبائي للمرض، مشيرة إلى أن العلاج متوفر بكافة أشكاله وتم تعزيز وتزويد المشافي بمخزون إضافي من العلاج تحسباً لأي زيادة في أعداد الحالات المحدودة حتى الآن.
ودعت الوزارة المواطنين إلى اتباع إجراءات وسلوكيات الصحة العامة مثل غسل اليدين، شرب المياه من مصدر آمن، غسل الفواكه والخضار بشكل جيد، طهي الطعام وحفظه بدرجة الحرارة المناسبة، عدم شرب أو تناول أي شيء مجهول المصدر أو يشك بسلامته. إضافة إلى أهمية طلب المشورة الطبية المبكرة في حال الاشتباه بالإصابة.
وأوضح بيان الوزارة الرسمي أن الكوليرا مرض ناجم عن إصابة بكتيرية يمكن أن يتسبب في الإصابة بإسهال مائي حاد، ويستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه مياه ملوثة. وتصيب الكوليرا الأطفال والبالغين على حد سواء. ولا تظهر أعراض الإصابة بعدوى ضمات بكتيريا الكوليرا على معظم المصابين بها، رغم وجود البكتريا في برازهم لمدة تتراوح بين يوم واحد و10 أيام عقب الإصابة بعدواها. ومعظم من يُصابون بعدوى المرض يبدون أعراضاً خفيفة أو معتدلة، بينما تُصاب أقلية منهم بإسهال مائي حاد مصحوب بجفاف شديد، ويمكن أن يسبب ذلك الوفاة إذا تُرك من دون علاج.