حروف عربية تحركها الحكاية الإيقاعية
حلب- غالية خوجة
الرسمُ بالحروف ينتج أعمالاً تشكيلية وحروفية تعكس ما يفكر به الفنان من مشاعر ولا وعي وأفكاراً مختلفة، وللحرف العربي خصوصيته واتساعه، ولذلك فهو موضوع لكثير من الفنانين حتى الأجانب منهم والذين صادفتهم في أكثر من مكان، فيرسمون الحرف العربي دون أن يعرف بعضهم اللغة العربية ولا حتى الحرف الذي يرسمه، وهذا لأن الحرف العربي حرف فنيّ له موسيقاه وإيقاعاته وحكاياته وجمالياته، سواء رسماً أم كتابة أو زخرفة.
الانضمام والنزوح والانزواء
وهذا المجال هو ما يجرّب فيه الكثير من الفنانين السوريين، ومنهم فنانو حلب، والذين منهم الفنان خلدون الأحمد الذي أقام معرضه الفردي الحادي عشر بعنوان “قصائد حروفية”، في صالة الخانجي للفنون الجميلة بحي السبيل، ليخبرنا عن تداخلات الحروف في لوحاته الزيتية الأربعين، المرتكزة على النقطة والواو والصاد والضاد والنون والهاء بوضوح، وغالباً، ما تتخذ الشكل الدائري، لتكون تكويناتها أقرب إلى السلاسل، والمتعرجات، والاحتواء، وبعضها يفضّل الانزواء في نصف اللوحة، أو الامتداد على مساحتها الكلية، أو النزوح إلى إحدى زواياها، بينما تبدو الألوان المعتمدة هي الأسود والأبيض والأحمر وتدرجاتها الراحلة إلى عوالم تجريدية.
حرفنا الأجمل بين لغات العالم
وعن هذه التجربة وألوانها الزيتية وأحجامها المختلفة وتشابه خطوطها وثيماتها، أجاب الأحمد لـ”البعث”: الجديد في هذا المعرض هو بحثي عن مفردات تشكيلية لجماليات الحرف العربي ضمن تشكيليات حروفية تأتي في جميع أعمالي بحالة من الحب والعشق لهذا الحرف، لما له من مكانة كبيرة عالية وهو لغة الضاد، وحكاياتها، وهو أسماؤنا، وكتاباتنا، ولذلك، أرسمه بإيقاع تشكيلي خاص، لأكتشف جمالياته التي تأخذني لعشق حركته وانسيابه التي تأخذني معها إلى رشاقة تنتسج مع اللون والجمل، لأن حروف اللغة العربية هي الأجمل بين لغات العالم، ولكلّ فنان مفرداته وتقنياته وتجربته التي يعكس من خلالها عشقه بلغة بصرية.