اتحاد السلة يعيد اللاعبين الأجانب للدوري بانتظار مصادقة المؤتمر العام
أشعلَ قرارُ اتحاد كرة السلة المتعلّق بإعادة اللاعبين الأجانب للدوري منذ بدايته فتيل الخلاف بين الاتحاد وبعض الأندية التي لم يعجبها القرار، وخاصة في ظلّ الظروف المالية الخانقة التي تعيشها، حيث يبدو أن اتحاد السلة أُعجب بمساهمة اللاعبين الأجانب الذين شاركوا في مباريات “الفاينال فور” للموسم الأخير، وأراد تعميم التجربة الموسم المقبل، على أن يتمّ تعاقد الأندية مع لاعبين ولاعبتين أجانب، وأن يتمّ السماح لكل فريق بتواجد اللاعبين على أرض الملعب وطيلة مراحل الدوري.
قرار مشاركة الأجانب في دوري الرجال والسيدات بحاجة لموافقة مؤتمر اللعبة السنوي الذي من المقرّر أن ينعقد نهاية الشهر الجاري، أو على الأقل يجب أخذ موافقة ممثلي أندية الدرجة الأولى للرجال والسيدات كونها صاحبة الشأن في هذا القرار.
الكثيرُ من كوادر اللعبة والأندية لم يعجبها القرار، وتساءلت: هل يمكن لاتحاد اللعبة إصدار مثل هذا القرار دون المعرفة المباشرة للإمكانات المادية للأندية المعنية، في الوقت نفسه طالبت بتوضيح من قبل الاتحاد إن كان سيساعد مادياً هذه الأندية للتعاقد مع الأجانب؟ أما كان الأجدى بالاتحاد تقديم اقتراحات أخرى، وخاصة ما يتعلق بآلية التعاقدات مع اللاعبين المحليين التي تنتظرها الأندية بفارغ الصبر، وبعد أن تمّ إقرار أن يكون العقد شريعة المتعاقدين، وأن يكون العقد المبرم بين اللاعب وناديه لمدة موسمين حصراً، إضافة لذلك يجب أن تتمّ مناقشة مسألة نسبة الحسم (5%) من قيمة العقد لمصلحة اتحاد السلة التي تكلف خزينة الأندية مبالغ كبيرة.
لا شكّ أن تفاصيل التعاقد مع اللاعبين واللاعبات الأجانب، ومواعيد انتقالات اللاعبين المحليين، وآلية الدفع لهم، يجب مناقشتها في المؤتمر السنوي، كما لا بد من مناقشة أمور الشغب والشتائم التي رافقت أحداث الموسم الماضي وإيجاد حلول ناجعة لها، ولاسيما أن الموسم خُتم بدفع غرامات مالية تجاوزت المليوني ليرة بحق ناديي “الوحدة” و”الأهلي” بعد تبادل جماهيرهما الشتائم ورمي العبوات على أرض صالة حماة، وإشعال الألعاب النارية في نهائي كأس الجمهورية، إضافة لعقوبات مالية وحرمان طالت أندية “العروبة” و”تشرين” و”الساحل” التي انسحبت من كأس السيدات.
الملفتُ في القرار الأخير أن اتحاد السلة قرّر أيضاً عدم قبول تأجيل أي مباراة بحجة انشغال الصالة الموسم المقبل، محدداً صالة بديلة لكلّ صالة أساسية معتمدة للموسم المقبل. وفي هذا الموضوع، فإن الاتحاد ظلم أندية على حساب أندية أخرى، وعلى سبيل المثال ظلم أندية العاصمة وأندية حمص وحماة، فمن غير المنطقي أن يتمّ نقل مباريات أندية دمشق إلى حمص أو السويداء في حال لم تكن صالة الفيحاء جاهزة، فصالة السويداء غير جاهزة لاعتبارات كثيرة ولا يمكن اللعب فيها، وكان يمكن اعتماد صالة الوحدة كبديل عن صالة الفيحاء، وخاصة بعد أن تمّ تجديدها، وفي أسوأ الأحوال يمكن أن يتمّ اللعب على أرض صالة الفيحاء الفرعية، فنقل المباريات لصالة حمص يكلف الأندية أعباء مالية كثيرة هي في غنى عنها في ظل الشحّ المالي.
عضو اللجنة التنفيذية بدمشق المسؤول عن الألعاب الجماعية هيثم اختيار أكد لـ”البعث” أن القرار الذي اتخذه الاتحاد يجب إقراره من قبل أعضاء المؤتمر العام، ومن المبكر التحدث عنه في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها الأندية، وهو سيتسبّب بإرهاق صناديقها مالياً.
وبيّن اختيار أن على الاتحاد بدلاً من الصرف على المحترفين العمل على القواعد مع مدرّبين مختصين وتنشيط السلة المدرسية وربطها مع اتحاد كرة السلة، وإقرار دوري مدارس بكل موسم ورفد المواهب للأندية بمتابعة حثيثة ومراقبة مستمرة من خبراء اللعبة، كما يجب إلزام الأندية بالتعاقد مع مشرفين للقواعد، وخاصة بعد المستوى المتدني لمنتخباتنا الوطنية في كافة الفئات (الرجال والشباب والناشئين)، مشيراً إلى أن الفائدة ستكون أكبر لتطور اللعبة بدلاً من التعاقد مع لاعبين أجانب، حيث سيكلفون الأندية ميزانية كبيرة وبالعملة الصعبة.
عماد درويش