باتروشيف: قصف النازيين محطة زابوروجيه بأسلحة الناتو خطر جدّي على الأمن الإشعاعي
البعث – وكالات:
لا ينفكّ المسؤولون الروس عن التحذير من كارثة نووية وشيكة الوقوع في منطقة أوروبا إذا ما استمرّ القادة الأوروبيون بدعم النظام النازي في كييف، حيث حذّر غير مسؤول روسي من أن هذا الدعم غير المحدود لهذا النظام سلاح ذو حدّين، ففي الوقت الذي يظنّ فيه الغرب أنه يساعدهم في الحرب على روسيا، يقوم هذا النظام بتكديس السلاح الغربي واستخدامه في قصف المنشآت الحيوية، وخاصة استهدافه المتكرّر لمحطة زابوروجيه النووية بتغطية كاملة من النظام الغربي، الأمر الذي يهدّد فعلياً بانتشار الإشعاع النووي على مساحة واسعة من القارة الأوروبية، ولن يكون هؤلاء القادة عندها في منأى عن مثل هذه التداعيات.
وفي هذا السياق، جدّد أمين مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف تحذيره من أن قصف النازيين الأوكرانيين لمحطة زابوروجيه النووية بالأسلحة التي ترسلها بلدان حلف الناتو وبتوجيهات من الولايات المتحدة يمثل خطراً جدّياً على الأمن الإشعاعي في المنطقة.
وقال باتروشيف خلال اجتماع حول مسائل الأمن القومي الروسي في مدينة كيميروفو بمقاطعة سيبيريا اليوم: إن “عواقب هذه الاستفزازات قد تصبح كارثية ليس بالنسبة لأغلبية سكان أوكرانيا وروسيا فحسب، بل لأوروبا أيضاً، وقد تتجاوز من حيث أبعادها الكوارث التي حدثت في محطتي تشيرنوبل وفوكوشيما”.
وفي مجال آخر قال باتروشيف: إن “سلسلة المختبرات البيولوجية الأمريكية المنتشرة حول روسيا الاتحادية تشكّل خطراً على سكان البلاد، وقد تم اكتشاف ثلاثين مخبراً من هذا النوع في أوكرانيا وحدها”، موضحاً أنه “تم الكشف في سير العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عن العديد من الوقائع التي تؤكد قيام هذه المختبرات بإجراء أعمال وتجارب على الأسلحة البيولوجية ووسائل نقلها”.
جاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الإدارة العسكرية والمدنية لمنطقة زابوروجيه يفغيني باليتسكي اليوم، أن الاستفتاء على انضمام المنطقة للاتحاد الروسي سيجري عندما يكون الوضع آمناً تماماً للسكان.
ونقلت وكالة تاس عن باليتسكي قوله: “سيتم إجراء الاستفتاء بمجرد أن نكون جاهزين تماماً من الناحية الأمنية بالنسبة لسكان منطقة زابوروجيه ونكون واثقين تماماً من أن أي شخص يرغب بالتصويت يمكنه المشاركة به براحة وأمان”.
إلى ذلك، أعلن فلاديمير روغوف رئيس جمعية “نحن مع روسيا” أن إعادة تشغيل محطة الطاقة النووية في زابوروجيه التي تم تعليق عملياتها لأسباب تتعلق بالسلامة ربما يستغرق بضع ساعات إلى عدة أيام، مبيّناً ضرورة وجود خطوط نقل كهربائية سليمة.
وكان روغوف كشف أمس أن سبب وقف عمل كل وحدات الطاقة في المحطة الكهروذرية يكمن في احتمال حدوث حالة طوارئ فيها.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية خسرت خلال اليوم الماضي أكثر من 550 قتيلاً و1000 جريح على محوري خاركوف شمال شرق أوكرانيا وكريفوي روغ نيكولاييف جنوبها.
وقال المتحدث باسم الوزارة الفريق إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية اليوم: نتيجة ضربات استهدفت قوات ومعدات تنظيم كراكن النازي المتطرّف ولواء الدفاع الإقليمي 113 واللواء الآلي 93 في مدينتي كوبيانسك وإيزيوم بمنطقة خاركوف، تم القضاء على 250 جندياً وتدمير أكثر من 20 قطعة من المعدات العسكرية.
وأضاف كوناشينكوف: على محور نيكولاييف كريفوي روغ بمقاطعة خيرسون أصابت صواريخ أطلقت من الجو وحدات من اللواء 63 الميكانيكي واللواء 46 المحمول جواً، كما تم تدمير مستودع للذخيرة في منطقة نيكولاييف كان يحتوي على 45 ألف طن من الذخيرة التابعة للجيش الأوكراني، مشيراً إلى أن إجمالي خسائر القوات الأوكرانية على هذا المحور تجاوز 300 قتيل و1000 جريح خلال آخر 24 ساعة.
وأوضح المتحدث باسم الدفاع الروسية أنه تم أيضاً خلال الساعات الماضية استهداف 4 مواقع قيادة للقوات الأوكرانية و36 وحدة مدفعية وقوات ومعدات عسكرية في 125 منطقة، كما تم تدمير 3 مستودعات لأسلحة الصواريخ والمدفعية والذخيرة في جمهورية دونيتسك الشعبية ومنطقتي دنيبروبتروفسك وزابوروجيه.
ولفت كوناشينكوف إلى أن القوات الروسية دمّرت محطة حرب إلكترونية في زابوروجيه وورشاً لإصلاح وترميم راجمات الصواريخ في دونيتسك، بينما تم إسقاط 5 طائرات دون طيار واعتراض 8 قذائف من راجمات الصواريخ هيمارس الأمريكية الصنع وأولخا.
وأكد كوناشينكوف أن مجموع ما تم تدميره منذ بداية العملية العسكرية الخاصة بلغ 293 طائرة و153 مروحية و1938 طائرة دون طيار و374 منظومة صواريخ مضادة للطائرات و4891 دبابة ومدرعة أخرى و831 راجمة صواريخ و3379 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون و5499 مركبة عسكرية خاصة.
وفي الجانب الإنساني، أعلن رئيس الإدارة العسكرية المدنية لمنطقة خاركوف فيتالي غانتشيف أن حوالي 5 آلاف شخص من سكان المنطقة تمكّنوا من دخول الأراضي الروسية.
ونقل موقع روسيا اليوم عن غانتشيف قوله في مقابلة تلفزيونية: “إن 5 آلاف شخص من خاركوف عبروا الحدود إلى روسيا، بينما لا يمكن تحديد عدد الذين تم إجلاؤهم نحو جمهورية لوغانسك الشعبية”.
وكان غانتشيف صرّح من قبل بأن السلطات بدأت في إجلاء السكان من مدن كوبيانسك وإيزيوم وشيفتشينكوفو وبالاكليا بعد أن أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن القوات الروسية في هذه المناطق أعيد تموضعها في اتجاه دونيتسك من أجل تحقيق الأهداف المعلنة للعملية العسكرية الروسية الخاصة لحماية دونباس.
من جانب آخر، قال غانتشيف: إن المرتزقة في كوبيانسك وفيليكي بيرلوك يتجوّلون في الشوارع ويطلقون النار على الناس ويصوّرون ذلك بالكاميرات.
وأوضح غانتشيف أن “التشكيلات المتطرّفة والمرتزقة الغربيين استولوا على بلدات شمال مقاطعة خاركوف ولم يعُد بإمكان الناس هناك عبور الحدود، إضافة إلى ذلك بدأت الأعمال القمعية وبدأ الناس في الاختباء”، لافتاً إلى أن “المسلحين الأوكرانيين قاموا بتجميع كل احتياطياتهم ودفعها إلى مقاطعة خاركوف، لكنهم تكبّدوا هناك الخسائر بالآلاف وهم عملياً يقومون بدفع عناصرهم نحو الهلاك”.
في سياق متصل، أفيد بأن القوات الأوكرانية قصفت قرية تتكينو في مقاطعة كورسك الروسية ولم يسفر القصف عن وقوع إصابات بشرية.
وقال محافظ المقاطعة رومان ستاروفويت وفقاً لوكالة نوفوستي: “هذا الصباح أطلقت القوات المسلحة الأوكرانية النار من جديد على قرية تتكينو وتم تسجيل سقوط نحو 10 قذائف في منطقة شارع بيلوبولسكايا ولم تقع إصابات بشرية واقتصرت الأضرار على الماديات”.
وذكر المحافظ أن القصف تسبّب بانقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة وتضرّر خط أنابيب الغاز المحلي.
أمنياً، أعلن الأمن الفيدرالي الروسي عن إحباطه سلسلة من الأعمال التخريبية والإرهابية ضد موظفي الإدارة العسكرية المدنية لمنطقة خيرسون وحكومة شبه جزيرة القرم.
وقالت هيئة الأمن الفدرالية الروسية في بيان اليوم: نجح عملاء الهيئة في تحديد ضابط في إدارة أمن الدولة يتبع النظام في كييف وكان مسؤولاً عن أنشطة تخريبية تخدم التوجّهات الأوكرانية المتطرّفة وتم التعرّف على جميع الجناة والمتواطئين معهم واحتجازهم.
وذكر البيان أن هيئة الأمن الفيدرالية الروسية حصلت على معلومات شاملة بشأن العمليات التي نفذتها المخابرات الأجنبية وتم ضبط وسائل ارتكاب الجرائم وتحديد قنوات الاتصالات السرية وطرق التمويل.