بوتين: الغرب لم ينجح في شنّ حرب عابرة وسريعة على روسيا
موسكو – تقارير
مرّة أخرى تؤكد روسيا على لسان أكبر مسؤوليها أن جميع محاولات هزيمتها استراتيجياً قد فشلت، وأن الاقتصاد الروسي قادر على التأقلم مع الضغوط الغربية الشديدة التي تعرّض لها عبر العقوبات، بل إن هذه العقوبات كانت بمنزلة محفّز كبير لنمو الاقتصاد الروسي، كما أن الأحلام الغربية بإنهاء الحرب مع روسيا ضمن فترة قصيرة منيت بالفشل، حيث إن كل يوم يمرّ في إطار هذه العقوبات يأتي بنتائج كارثية على اقتصادات الدول الغربية التي فرضتها، فضلاً عن أن روسيا مصرّة بالمحصلة على تحقيق جميع الأهداف التي أطلقتها في بداية عمليتها الخاصة في أوكرانيا، وأن جميع محاولات الضغط لن تجدي نفعاً في سبيل منعها من ذلك.
وفي التفاصيل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده قادرة على التعامل مع الضغوط الغربية، مشدّداً على أن تكتيك شنّ حرب عابرة وسريعة ضدها من الغرب لم ينجح.
وقال بوتين خلال اجتماع حكومي حول الشؤون الاقتصادية اليوم: “إن تكتيكات الحرب الاقتصادية الخاطفة والهجوم الذي كانوا يعتمدون عليه ضد روسيا لم ينجح وهذا واضح بالفعل للجميع ولهم أيضاً”، مشيراً إلى أن روسيا تواجه عدواناً على الصعيد التكنولوجي والمالي.
وأوضح أن تنفيذ مجموعة من الإجراءات في روسيا لدعم الاقتصاد الوطني منع حدوث ركود اقتصادي وساهم في استقرار التضخم، مبيّناً أن هذا التضخّم بعد بلوغه الذروة في نيسان الماضي تراجع ووصل بتاريخ الـ5 من أيلول الحالي إلى 14.1 بالمئة وهناك مؤشرات لبلوغه مستوى 12 بالمئة هذا العام.
ولفت بوتين إلى أن انكماش الناتج المحلي الإجمالي تباطأ أيضاً إلى 4.3 بالمئة تزامناً مع انتعاش النشاط الاقتصادي، مؤكداً أن الاقتصاد الروسي يسير على مسار النمو.
وأكد بوتين أن عملية التخلي عن الدولار في التعاملات أمرٌ لا مفر منه وحتمي، مبيّناً أن فائض الميزانية الروسية في الفترة من كانون الثاني وحتى آب الماضي بلغ مستوى 137.4 مليار روبل، بينما يجري العمل الآن على مشروع الموازنة للعام القادم ويفترض أن تتصدّى الميزانية للتحديات ذات الأولوية.
وأشار إلى أن الوضع في سوق العمل لا يزال مستقراً كما أن البطالة عند أدنى مستوياتها في تاريخ روسيا.
وفي الشأن الأوكراني، اعتبر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف أن نظام كييف سيضطرّ في المستقبل للاستسلام لكامل الشروط الروسية.
وتعليقاً على تصريح للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مفاده أنه ليس جاهزاً لإجراء حوار مع روسيا، كتب مدفيديف في صفحته على تليغرام حسب وكالة نوفوستي: “قال زيلينسكي إنه لن يجري أي حوار مع أولئك الذين يوجّهون إنذاراتٍ.. الإنذارات الحالية هي تمرين إحماء للأطفال قبل مطالب المستقبل وهو يعرفها وهي الاستسلام التام لشروط روسية”.
وكان زيلينسكي قال في وقت سابق لقناة (سي إن إن) الأمريكية: إنه ليس جاهزاً حالياً لإجراء مفاوضات مع روسيا التي “توجّه الإنذارات”.
من جهته، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن روسيا مستمرّة في العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس حتى يتم تحقيق كل الأهداف المحدّدة لها.
وقال بيسكوف للصحفيين اليوم: إن العملية العسكرية الروسية الخاصة متواصلة وهي ستستمر حتى تتحقق الأهداف التي تم تحديدها لها منذ البداية.
وبشأن إمكانية حدوث مفاوضات بين الرئيسين الروسي والأوكراني، قال بيسكوف: لا يوجد أسس يمكن الاستناد إليها للتفاوض.
وردّاً على تصريحات مفوّض الأمم المتحدة حول انتهاك حقوق الإنسان في روسيا، أشار بيسكوف إلى أن موسكو غير مستعدّة لأخذ تلك التصريحات التي لا أساس لها بعين الاعتبار.
وأضاف بيسكوف: إن مفوّض الأمم المتحدة السامي الذي يتهم روسيا بذلك يرفض في الوقت ذاته الاعتراف بانتهاكات حقوق الإنسان في الدول الأخرى والتي تخص انتهاك حقوق مواطنينا ووسائل إعلامنا وغيرها من الانتهاكات، وبالتالي لا يمكن أخذ هذا الموقف الأحادي الجانب بعين الاعتبار.
من جهة ثانية، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أن روسيا لا تستبعد احتمال عدم تجديد صفقة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود بسبب وضعها الحالي الذي لا يتناسب مع ما تم الاتفاق عليه ضمنها.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن غروشكو قوله للصحفيين اليوم: هناك شرط بصلاحية صفقة الغذاء لمدة 120 يوماً، وبعد ذلك يجب على البلدان النظر في تأثيره وإذا لزم الأمر يمكن إجراء تغييرات على الاتفاقية ذات الصلة، لقد طرحنا المشكلة لأنه من الواضح أن الوضع الحالي لا يمكن قبوله لأنه يتعارض مع التفاهمات الأساسية التي خلقت سياق موضوع العمل على هذه الوثائق.
وأضاف غروشكو: يشير تحليل تنفيذ الاتفاقية إلى أن شركاءنا أظهروا مرة أخرى نهجاً لا ضمير له، فأكثر من 87 بالمئة من الحبوب المصدّرة من أوكرانيا لا تذهب إلى البلدان الفقيرة، حيث يوجد تهديد حقيقي بالجوع، بل تذهب إلى دول الاتحاد الأوروبي والدول الأخرى التي لا تنتمي إلى مناطق الجوع بأي طريقة، إضافة إلى ذلك فإن القرارات المتخذة في الاتحاد الأوروبي بشأن رفع العقوبات تشير بوضوح إلى أن الاتحاد لا ينوي التصرّف وفقاً للمذكرة التي تم توقيعها في اسطنبول.
وفي الـ22 من تموز الماضي تم التوقيع في اسطنبول على اتفاقية لرفع القيود المفروضة على المنتجات الغذائية والسماد من روسيا والمساعدة في تصدير الحبوب الأوكرانية من ساحل البحر الأسود.