مفاضلة أسرية بين الفرعين العلمي والأدبي.. والخيارات تحكمها الإمكانيات العلمية
دمشق- البعث
سمحتْ وزارة التربية لطلاب الصف الثالث الثانوي النظامي، وخلال الشهر الأول من العام الدراسي 2022-2023 فقط، بتغيير الفرع في الصف نفسه عن طريق مديريات التربية بطلب خطيّ من ولي الأمر وموافقة مديرية التربية. ويأتي هذا الإجراء حسب الوزارة إشارة إلى المادة 8 من النظام الداخلي للمدارس الثانوية المتعلقة بالتشعيب والتغيير بين أحد الفرعين العلمي أو الأدبي بمرحلة التعليم الثانوي العام.
لا شكّ أن هذا القرار ترك ارتياحاً كبيراً في الأوساط الطلابية، لما له من دور في التخفيف من الأعباء المادية التي تُفرضُ على الأهل في المعاهد الخاصة في حال عدم توفر فرصة النقل، حيث أكد الكثير من الطلاب خضوع خياراتهم لضغط الأهل دون الأخذ برغباتهم. كما أكد منذر الحمد الذي أشار إلى أن جميع أفراد عائلته درسوا في الفرع العلمي، وهذا ماحدّد خياره وحرمه من فرصة الأختيار وفقاً لرغبته وليس بناءً على رغبة أهله.
أما هبة أحمد فقد اختارت الفرع الأدبي لسهولته وعدم الحاجة لسنوات طويلة من الدراسة، في المقابل هناك العديد من الطلاب يتمسّكون بفرعهم العلمي لميلهم للمواد الفهمية، إضافة إلى أن للفرع العلمي أبواباً متعدّدة لمجالات العمل.
وفي السياق ذاته أكد العديد من معلمي المرحلة الثانوية أن المدرسة لا تتدخل في تحديد رغبات الطالب، ولكن يتمّ تقديم النصيحة لطلاب الثالث الثانوي لمساعدتهم في تحديد خيارهم بالبقاء في الفرع العلمي أو الانتقال إلى الفرع الأدبي بناءً على إمكانياتهم العملية ومدى القدرة على النجاح في هذا الفرع أو ذاك وتوفيراً للجهد وللوقت وللأعباء المادية.
ما يثيرُ الغرابة أن الكثير ممن التقيناهم لم يفضّل التعليم المهني، بل كان هناك رفض قاطع مدعم برغبة في الدراسة الجامعية، وخاصة الفرع الأدبي، رغم الكثير من التحديات التي يواجهها الخريجون في سوق العمل، وهذا الموقف مشترك ما بين الأهل والطلاب الذين يسعون إلى التسمية الاجتماعية فقط!.