إمعاناً في سياسة التهويد.. “جماعات الهيكل” تسعى لتغيير الوضع القائم في الأقصى
الأرض المحتلة – وكالات
في الوقت الذي شنّت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماتٍ لعدد من مدن الضفة الغربية أصيب واعتُقل على خلفيتها عشرات الفلسطينيين، أحيت فصائل المقاومة الفلسطينية الذكرى الـ17 لاندحار الاحتلال من قطاع غزة، حيث أكدت أن مصير الاحتلال في الضفة الغربية سيكون مشابهاً لما جرى له في القطاع، بينما تستعدّ “جماعات الهيكل” المزعوم لتنفيذ سلسلة من البرامج التهويدية التي تستهدف الأقصى، وذلك في إطار سعيها لتغيير الوضع القائم في المسجد.
ففي القدس المحتلة، اقتحم مستوطنون إسرائيليون المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحماية مشدّدة من قوات الاحتلال، وسط قيود مشدّدة على دخول الفلسطينيين إلى داخل المسجد.
وفي الأثناء، تستعدّ “جماعات الهيكل” المزعوم لتنفيذ سلسلةٍ من البرامج التهويدية واقتحاماتٍ واسعة للمسجد الأقصى بمناسبة موسم الأعياد اليهودية، وقدّمت الجماعات المتطرّفة التماساً لمحكمة الاحتلال العليا للمطالبة بالسماح لها بالنفخ في البوق في المسجد الأقصى في “رأس السنة العبرية”، إضافةً إلى إدخال قرابين العرش النباتية إليه.
وزعمت “جماعات الهيكل” في التماسها الذي قدّمته إلى محكمة الاحتلال العليا أنّه “لا يوجد شيء اسمه الوضع القائم في الأقصى”.
ميدانياً، أصيب أربعة فلسطينيين واعتقل ثلاثة وعشرون آخرون خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
واقتحمت أعداد كبيرة من قوات الاحتلال مدينة جنين، وسط إطلاق الرصاص، ما أدّى إلى إصابة أربعة فلسطينيين بينهم فتاة، كما اعتقلت سبعة آخرين.
كذلك اقتحمت عدة أحياء في نابلس، ومخيمي قلنديا في القدس، وعايدة في بيت لحم ومخيم الدهيشة جنوبها، وبلدتي إذنا وبيت عوا في الخليل، واعتقلت سبعة عشر فلسطينياً.
وفي قطاع غزة المحاصر، فتحت بحرية الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة باتجاه الصيادين في البحر قبالة بيت لاهيا شمال القطاع، ما أجبرهم على العودة إلى الشاطئ.
من جهة أخرى، وفي الذكرى الـ17 لاندحار قوات الاحتلال الإسرائيلي عن قطاع غزة، أكدت لجان المقاومة الفلسطينية، أنّ “هذا الخروج ساهم في تصاعد وتنامي قوة المقاومة الفلسطينية التي أثبتت أن الاحتلال لا يفهم إلاّ لغة الدم والقوة والحديد والنار والمواجهة الشاملة”.
وقال المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين في بيان: “هناك تنامٍ واضحٌ في المقاومة الفلسطينية في الضفة والقدس وإقبال من الشباب الفلسطيني على التضحية والمقاومة من أجل دحر المحتلين، على الرغم من الهجمة الصهيونية الاحتلالية المتصاعدة بحق شعبنا ومقدساتنا”.
وتابعت اللجان في بيانها: “محاولات العدو تركيع شعبنا عبر القتل والاعتقالات والحصار والاستيطان والتهويد لن يكون مصيرها سوى الفشل الذريع، وأي محاولات لفرض معادلات جديدة على شعبنا قد انتهت للأبد، وآن الأوان أن يعي الاحتلال درس اندحاره من قطاع غزة ذليلاً مهزوماً”.
بدوره قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، محمد الغول، بمناسبة الذكرى: إنّ “تصاعد العمليات المسلحة في الآونة الأخيرة هو ردّ طبيعي على ممارسات وجرائم الاحتلال الصهيوني بحق شعبنا”.
وأضاف: “على السلطة الفلسطينية عدم التعاطي مع الاحتلال، والتصدي لاقتحامات المستوطنين ومغادرة مربع التنسيق الأمني، فالرهان فقط على تصعيد المقاومة”.
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي بدأ في منتصف آب 2005، بإخلاء مستوطناته من القطاع، حيث أخلت “إسرائيل” 21 مستوطنة كانت تحتل نحو 35% من مساحة القطاع.