الصين قلقة من نقل مواد نووية: وكالة الأمن القومي الأمريكي متورطة في هجمات إلكترونية
بكين – تقارير:
تصرّ الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة على استفزاز الصين في كثير من الأماكن وخاصة في مضيق تايوان ومنطقة المحيط الهادئ، وذلك في محاولة لاحتوائها ومنعها من التأثير في القضايا العالمية الكبرى، أو لابتزازها فيما يتعلّق بعلاقاتها الاستراتيجية مع روسيا، ودعمها المعلن لهذا البلد فيما يخص الموقف من الحرب في أوكرانيا.
فبعد المحاولة الأمريكية الأخيرة لاستفزاز بكين عبر زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان وما تبعها من استفزازات لإثارة أزمة في مضيق تايوان، عادت الولايات المتحدة مرة أخرى لابتزازها من خلال الإصرار على نقل مواد الأسلحة النووية إلى أستراليا، الأمر الذي يشكّل تهديداً مباشراً للأمن القومي لهذا البلد وخرقاً فاضحاً لمعاهدة منع الانتشار النووي.
لذلك جدّدت الصين إعرابها عن قلقها إزاء نقل مواد الأسلحة النووية وفق اتفاق أوكوس الثلاثي بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، داعية الدول الثلاث إلى التخلي عن الاتفاق بسبب مخاطر الانتشار النووي.
ونقلت وكالة شينخوا عن وانغ تشيون ممثل الصين الدائم لدى الأمم المتحدة في فيينا قوله بعد قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وضع بند في جدول الأعمال الرسمي بشأن نقل المواد النووية في سياق أوكوس وضماناته بموجب معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية: إن هذه الخطوة أحبطت محاولة دول معيّنة اختطاف اجتماع مجلس محافظي الوكالة.. هذه هي المرة الرابعة على التوالي التي يتم فيها إدراج مسألة أوكوس في جدول الأعمال الرسمي للاجتماع ما يعكس شواغل المجتمع الدولي بشأن نقل مواد الأسلحة النووية.
وأوضح وانغ أن نقل المواد النووية المتعلق باتفاق أوكوس هو في جوهره مسألة انتشار نووي، مبيّناً أن الاتفاق المذكور يتعدّى نظام حظر الانتشار النووي الدولي الحالي وتفويض أمانة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولا ينبغي أن تعالج الدول الثلاث المعنية هذه المسألة وحدها بل يجب أن تعالجها مع الدول الأعضاء في الوكالة، مشيراً إلى أن بلاده دعت دائماً إلى مناقشة المسألة بين الحكومات وأن المناقشات السابقة في اجتماعات مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ساعدت المجتمع الدولي والدول الأعضاء في الوكالة على إدراك الآثار السلبية الشديدة لاتفاق أوكوس وخاصة مخاطر الانتشار النووي المتعلقة به.
وذكر الدبلوماسي الصيني أن الأمانة العامة للوكالة توفر منصّة للمجتمع الدولي لمناقشة أوكوس بطريقة عادلة وموضوعية وفقاً لتفويض الأمانة العامة، داعياً الوكالة الدولية إلى البقاء على الحياد والاستمرار في توفير منصة لمعالجة مخاطر انتشار الأسلحة النووية المتضمنة في الاتفاق، وحث كذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا على الكف عن إعاقة أداء الوكالة الدولية للطاقة الذرية لواجباتها وعن تقويض النظام الدولي والتعددية والسلام العالمي.
من جهة أخرى، كشفت الصين اليوم عن تورّط وكالة الأمن القومي الأميركي في هجمات قرصنة إلكترونية استهدفت جامعة مهمّة شمال غرب الصين.
ونقلت وكالة شينخوا عن المركز الوطني الصيني للاستجابة الطارئة لفيروسات الكومبيوتر قوله في تقرير تضمّن نتائج تحقيق بهذا الشأن: “تم استخدام 41 نوعاً من أسلحة القرصنة الالكترونية من مكتب عمليات الوصول المخصّصة تاو المختص بجمع معلومات استخبارات الحرب الإلكترونية والتابع لوكالة الأمن القومي الأميركي في هجمات إلكترونية تم الكشف عنها مؤخراً واستهدفت جامعة التقنيات المتعددة شمال غرب الصين”.
وأضاف المركز: إن من بين هذه الأسلحة الإلكترونية ما يُدعى السلاح المصاص والقادر على سرقة كمية ضخمة من المعلومات والبيانات المهمة والحساسة، كما يمكنه قرصنة وسرقة حسابات وكلمات سر أجهزة معالجة وتحويل ملفات متنوعة ومن مسافة بعيدة من الخوادم المستهدفة.
وذكر تقرير المركز أنه لدى حصول مكتب تاو على أسماء المستخدمين وكلمات السر الخاصة بهم يمكنه استخدامها للولوج إلى خوادم وأجهزة الشبكة الأخرى لسرقة ملفات أو استخدام أسلحة قرصنة إلكترونية أخرى ضدها.
ووفقاً للتقرير، تم استخدام السلاح المصاص في استهداف الجامعة الصينية، إضافة إلى برنامج (بي في بي 47 تورجان) وهو سلاح من الدرجة الأولى في مجموعة معادلة القرصنة التابعة لوكالة الأمن القومي الأميركي.
وكشف تقرير منفصل أصدره مختبر بانغو اليوم أنه تم نشر برنامج (بي في بي 47 تورجان) لضرب أهداف في 45 بلداً وإقليماً حول العالم على امتداد أكثر من عشر سنوات، مضيفاً: إن الولايات المتحدة تشنّ هجمات قرصنة عشوائية حول العالم أكثر من استهداف دول محدّدة تعدّها منافساً استراتيجياً.
وأضاف التقرير: إن أكثر من 64 نظاماً في الصين تعرّض للقرصنة بهذا البرنامج ما يجعلها الضحية الأكبر لعمليات القرصنة التي كشف عنها مؤخراً، تليها اليابان بـ32 هجوماً ثم كوريا الجنوبية بـ30 هجوماً فألمانيا بـ16 هجوماً.