30 % من الخبز تنتجه مخابز الإشراف.. 1.350 مليون ربطة يومياً تستبعد أي بديل حالي
دمشق – ريم ربيع
رغم الانتقادات العديدة لآلية عمل المخابز العاملة بنظام الإشراف، وانخفاض هامش ربح المشرفين الذي أصبح شماعة للبعض منهم للاتجار بالمواد المدعومة، واتهامهم بالفساد لتغطية التكاليف والأرباح فضلاً عن اتهامات باحتكار بعض المشرفين واستثمارهم لعدة مخابز، إلا أن حاجة المؤسسة السورية للمخابز لنظام الإشراف لتغطية الطلب لم تترك مجالاً سوى المصارحة الواضحة بأن هذه الآلية بإدارة بعض المخابز مستمرة ولا بديل حالي عنها، “رغم أنها ليست الحل الأمثل” وفق تعبير وزير التجارة الداخلية في إحدى تصريحاته الأخيرة، حيث تنتج مخابز الإشراف حوالي 50% من إجمالي الكمية التي تنتجها المؤسسة، و30% من إجمالي عدد الربطات التي تنتجها المخابز العامة والخاصة.
ووفقاً لبيانات المؤسسة السورية للمخابز فإن الحاجة اليومية من مادة الدقيق هي 4600 طن، تنتجها كل من مخابز المؤسسة والمخابز التموينية الخاصة، فيما يبلغ عدد مخابز الإشراف 128 من أصل 213 مخبز تابع للمؤسسة، وتشكل نسبة إنتاج مخابز المؤسسة 57% من كتلة الإنتاج الإجمالية بواقع 2600 طن دقيق يومياً، فعدد الربطات التي تنتجها المؤسسة حوالي 2.7 مليون ربطة يومياً، وباقي الحاجة اليومية والبالغة 2 مليون ربطة تؤمنها مخابز القطاع الخاص وعددها 1460 مخبز، بينما تنتج مخابز الإشراف ما يقارب 1.350 مليون ربطة يومياً.
تصرفات فردية
وحول المسؤولية المالية بين المشرف والمؤسسة، أكد مدير المخابز مؤيد الرفاعي أنه يتم تحديد أجرة المشرف على أساس أجر تصنيع الطن الواحد من الدقيق، وذلك وفق أسس محددة من مجلس إدارة المؤسسة، كما أن مشرفي المخابز غير مسؤولين عن صيانة أو إصلاح أي جزء من أجزاء الخط الإنتاجي في حال انتهاء عمره الزمني المحدد، أي أن كافة نفقات الصيانة والإصلاح تقع على عاتق المؤسسة، وبالتالي فإن التصرفات الفردية المنسوبة لبعض مشرفي المخابز المتعلقة في الإتجار ببعض المواد المدعومة لتحقيق أرباح غير مشروعة لا يمكن تعميمها، وأوضح الرفاعي أنه لا يوجد أية دراسات حالياً لتغيير أو تعديل نظام الإشراف على اعتبار أن هذه المخابز بالمجمل تنتج رغيف خبز مميز، والذي تفضله شريحة واسعة من المواطنين.
نوعية جيدة بالغالب
اختلاف جودة الخبز أيضاً بين مخبز وآخر وتميزها في مخابز الإشراف – وفق إقرار مدير السورية للمخابز- أثار تساؤلات عديدة عن سبب التفاوت إذا كانت الكميات المحددة في العجين هي ذاتها بكل المخابز، ليوضح الرفاعي أن نوعية الخبز المنتج بمخابز المؤسسة (إدارة وإشراف) بالغالب هي جيدة، وذلك ضمن معايير الاستهلاك المحددة للمواد الداخلة بالعملية الإنتاجية، وأي تجاوز في استهلاك المواد عن المعايير الموضوعة يتم مساءلة مشرف المخبز أو رؤساء الورديات عنها.
وفيما لم ينف الرفاعي وجود بعض التفاوت في الجودة بين مخابز الإشراف والإدارة، فقد ردّ السبب لصغر مساحة صالة الإنتاج بمخبز الإشراف مقارنة مع مخابز الإدارة، حيث أن كبر مساحة صالة الإنتاج تؤدي إلى عدم حصر الحرارة ضمن الصالة ولاسيما في الشتاء مما له تأثير مباشر على سرعة اختمار ونضوج العجين، وتلجأ المؤسسة لمعالجة ذلك في وضع قواطع بيتونية معدنية في صالات الإنتاج بمخابز الإدارة، إضافة إلى أن أغلب مخابز الإشراف مجهزة بدارات تبريد وتسخين المياه المستخدمة في العجين، كما أن أغلب مشرفي المخابز (الاحتياطية) هم من أبناء حرفة صناعة الخبز، أما بمخابز الإدارة (الآلية) فقد تسرب عدد كبير من أهل الاختصاص ولاسيما العجانين والفنيين، وهذا ما استدعى العمل على رفع سوية الكفاءة لدى عمال المخابز الآلية من خلال الاستعانة ببعض خبرات مشرفي المخابز الاحتياطية بالتوازي مع تحديث خطوط الإنتاج.
سد نقص
وفي سياق متصل، أعلنت المؤسسة منذ أيام عن حاجتها للتعاقد مع مشرفي مخابز وفق شروط معينة، حيث أوضحت المؤسسة أن انتقاء المشرفين يتم بموجب اختبار يُعلن عنه وفق أسس وشروط محددة، ويحتفظ الناجحون بالاختبار بحقهم بإمكانية التعاقد لمدة سنة اعتباراً من تاريخ إعلان نتائج الاختبار، فكانت قد أعلنت عن أول اختبار بتاريخ 1/12/2020 وصدر قرار الناجحين بتاريخ 17/6/2021 حيت تمكنت حينها من تعيين ما يزيد عن 80 مشرف، وذلك في ضوء النقص الحاد في أعداد المشرفين كون آخر مسابقة تعود ل2012 خلال تبعية المشرفين إلى لجنة المخابز الاحتياطية.
وعلى اعتبار أن الإعلان المذكور انتهت مدة سريانه في 16/6/2022، وفي ضوء إعادة تأهيل عدد من مخابز الإشراف مؤخراً والحاجة لتعيين مشرفين عليها، ولقرب انتهاء خدمة عدد آخر من المشرفين لبلوغهم السن القانوني بنهاية العام، فقد اضطرت المؤسسة إلى الإعلان عن اختبار جديد لانتقاء عدد من المشرفين بحسب الحاجة والشواغر المتوفرة ولسد أي نقص قد يطرأ خلال فترة سريان الاختبار الجديد.