الإدارة الأمريكية تستخدم احصائيات كاذبة.. في الطريق نحو الكارثة الاقتصادية
واشنطن – تقارير:
رغم التدهور الاقتصادي الذي تعيشه الولايات المتحدة بسبب فشل سياساتها المالية والخارجية، تحاول إدارتها بقيادة الديمقراطي جو بايدن مواصلة خداع الأمريكيين وتعليلهم بالآمال الزائفة، واستخدام إحصائيات كاذبة، أو اللجوء إلى تكذيب أي معلومات تحاول إثبات فشلها المتكرّر في حلحلة ملفات التضخم وأسبابها، وتعتّم على البيانات المنشورة مؤخراً عن خطورة الوضع الاقتصادي وغلاء الطعام والطاقة، بل تبتعد قدر الإمكان عن نشر أرقام دقيقة، رغم أن ارتفاع الأسعار يشير إلى عكس ذلك، ولمعظم المواد الأساسية وليس الكمالية.
ووفقاً للبيانات الحكومية، بلغ معدّل التضخم في آب الماضي 8.3%، بينما سجّل مؤشر “داو جونز” الصناعي هبوطاً بقيمة 1200 نقطة، وهو أعلى مستوى منذ منتصف عام 2020، وهذا وفقاً لتقارير إعلامية يشكّل مقدّمة لما هو أعظم.
وعلى الرغم من إعلان بايدن في نهاية العام الماضي أن التضخّم قد بلغ ذروته وسيعاود الهبوط، إلا أن العكس تماماً يحدث حالياً.
فقد قطعت قناة “فوكس نيوز” الأمريكية بث خطاب الرئيس الأمريكي حول نجاحات إدارته في السيطرة على التضخم، لتقديم ما وصفته بـ”جرعة صلبة وباردة من الواقع” بعد نبأ عن انهيار هائل بسوق الأسهم، وذلك أثناء إدلاء بايدن بتعليقات في البيت الأبيض على تقرير شهري جديد لوزارة العمل الأمريكية كشف أن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع بنسبة 0,1% الشهر الماضي، بعدما ظل دون تغيير في تموز.
واعتبر بايدن أن بيانات التقرير الجديد تظهر مزيداً من التقدم في خفض تأثير التضخم العالمي في الاقتصاد الأمريكي، مدّعياً أن الأسعار كانت ثابتة بشكل أساسي خلال الشهرين الماضيين.
لكن مؤشرات أسعار المستهلكين جاءت على عكس توقّعات خبراء الاقتصاد الذين كانوا ترقبوا انخفاضاً ملحوظاً، فشهدت أسواق الأسهم أسوأ يوم لها منذ حزيران عام 2020، بعد أن حطمت بيانات التضخم الأكثر ارتفاعاً أمل المستثمرين بأن تدفع تهدئة ضغط الأسعار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تعديل حملته لزيادة أسعار الفائدة.
وترك هبوط الأسواق مؤشر داو جونز الصناعي منخفضاً بنسبة 14% في عام 2022، في حين خسر ستاندرد آند بورز 17% وتراجع ناسداك المركب بنسبة 26%، في أكبر خسائر سجّلتها المؤشرات الثلاثة في يوم واحد منذ 11 حزيران 2020.
لكن بايدن أصرّ في تصريحات صحفية لاحقة على أنه لا يشعر بالقلق إزاء الانخفاض الحاد الذي شهدته أسواق المال عقب صدور تقرير التضخم الرسمي، معتبراً أن الأسهم لا تعكس الوضع العام للاقتصاد.
غير أن جميع الأمور التي تحاول الإدارة الأمريكية تسويقها على الأرض على أنها تمثل انتصاراً لسياساتها تصطدم بواقع واحد، هو أن هذه الإدارة عاجزة بالفعل عن تقديم أيّ نوع من المسكنات للأسواق الأمريكية على خلفية سياسات هذه الإدارة في الداخل والخارج، فمؤشرات الأسواق ترسم الصورة الحقيقية للمشهد القائم.