الكرملين: مشروع كييف الأمني يؤكد أن عضوية “الناتو” لا تزال هدفاً لها
موسكو – تقارير:
مرّة أخرى يؤكد رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلنسكي أن العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا مبرّرة، بالنظر إلى طموحاته التي لا يزال يعلن عنها، حيث أكدت الوثيقة الأمنية التي أصدرها هذا النظام أنه لا يزال يسعى إلى الانضمام إلى الحلف وتأمين منصّة خاصة له لاستهداف روسيا.
فقد صرّح المتحدث الرسمي باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، بأن مشروع كييف الأمني يشي بأن عضوية “الناتو” لا تزال من بين أحلام كييف.
وتابع بيسكوف تعليقه على مسوّدة الضمانات الأمنية، التي نشرها مكتب الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، يوم أمس الثلاثاء، بأن أسباب العملية العسكرية الروسية الخاصة تكتسب لهذا السبب أهميتها، في الوقت الذي تحتفظ فيه كييف بهدفها في الانضمام إلى “الناتو”.
وقال بيسكوف: “بشكل عام، نحن نتحدّث هنا عن وثيقة معيّنة، لا يخفي فيها أحد منهم أنها تضع في الاعتبار مرحلة ما قبل انضمام أوكرانيا إلى (الناتو)، أي أن النقطة المرجعية لعضوية (الناتو) لا تزال قائمة. وبناء على ذلك، يظل ذلك هو التهديد الرئيسي لبلادنا، حيث إن ذلك من بين الأسباب التي جعلت العملية العسكرية الخاصة ضرورية لضمان الأمن وحماية المصالح الوطنية”.
وردّاً على سؤال بشأن حقيقة ما إذا كان نص هذه الوثيقة يمكن أن يكون موضوعاً للمناقشة، نظراً لأن الضمانات الأمنية قد نوقشت من قبل في إسطنبول، قال بيسكوف: “نعم، ظهرت بعض الضمانات الأمنية هناك أيضاً، على الرغم من وجود نص مختلف تماماً.. إلا أن الجانب الأوكراني رفض منح تأشيرته بموجب هذا النص، وقد اكتملت هذه العملية بالفعل الآن”، حيث أضاف بيسكوف: إذا ما تم التوقيع على هذه الوثيقة، فإن ردّ فعل موسكو سيكون سلبياً، مشيراً إلى أنه “في ظل الوضع الراهن، من غير المحتمل أن يتمكّن أي طرف من منح أوكرانيا ضماناً أكبر من قيادة البلاد. وينبغي على هذه القيادة فقط اتخاذ الإجراءات التي من شأنها القضاء على التهديدات التي تواجه روسيا”.
وكان مكتب زيلينسكي قد نشر مسوّدة اتفاقية بشأن الضمانات الأمنية لأوكرانيا، تتضمّن مقترحاتٍ للدول الضامنة: الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وكندا وبولندا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وأستراليا وتركيا ودول البلطيق وشمال ووسط وشرق أوروبا، حيث من المقرر عقد مشاورات مع الضامنين في أقرب وقت ممكن، في حال وجود تهديد لأوكرانيا.
كذلك تقترح كييف تضمين “التدابير الوقائية” ذات الطابع العسكري والمالي والبنيوي والتقني والإعلامي، حيث يتعيّن “اتخاذ تلك التدابير دون تأخير في حالة التعدّي الجديد على سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية”، كما تنصّ الوثيقة كذلك على “حزمة عقوبات شاملة” و”اتفاقيات متعلقة بتزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي ودفاع صاروخي حديثة”.
ويتضمّن المشروع كذلك اتفاقياتٍ إقليمية حول الأمن في البحر الأسود مع تركيا ورومانيا وبلغاريا، وتدريباتٍ ومناوراتٍ عسكرية في أوكرانيا بمشاركة مدرّبين ومستشارين أجانب.
من جهتها، صرّحت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن المقترحات الأوكرانية المطروحة للضمانات الأمنية واستمرار المساعدة العسكرية والمالية لكييف ستحرق الدول الغربية.
وتابعت زاخاروفا، في حديث لها على الهواء مباشرة إلى راديو “سبوتنيك” صباح اليوم الأربعاء،: “إن وضع أوكرانيا في وضع الاعتماد الكامل على الدول الغربية، وإجبار الأخيرة على الاستمرار في تحمّل هذا الحجم من المساعدات لنظام كييف، يعني حرقها. لكم أن تتخيّلوا، من المقترح أن تقوم بذلك الدول التي تفكّر الآن في كيفية البقاء على قيد الحياة خلال فصل الشتاء القادم. ونحن نتحدّث هنا، أرجو الانتباه، عن دول متقدّمة”، مشيرة إلى أن تفكير أوروبا في البقاء على قيد الحياة لا يأتي بسبب “نيزك قد أزال منشآت الطاقة في هذه الدول من على وجه الأرض، ولا لأن مياه أنهار الراين والدانوب والبحر الأبيض المتوسط قد غمرت محطات الطاقة. كلا، ولكن لأن معلمين أتَوا من واشنطن ليخبروا الاتحاد الأوروبي كيف يعيش وماذا ينبغي عليه أن يفعل. الآن، انزلقت البلدان المتقدمة على الفور إلى مستوى البلدان المتخلفة، التي لا تعرف كيف تدفّئ نفسها”، وذلك طبعاً في طريقة لا تخلو من السخرية من الدول الأوروبية التي سلّمت دفّة القيادة إلى واشنطن وأعلنت عجزها عن ممارسة السياسة في خدمة اقتصاداتها.
وأضافت: إن الدول التي تعيش هذا الوضع بالفعل “تستقبل عرضاً كهذا للعبودية الرهيبة، لتوقّع عليه بدمائها بأن ذلك سيكون أمراً مريعاً بلا نهاية”.