مصرع أكثر من 500 جندي أوكراني على محاور القتال المختلفة
موسكو – تقارير:
عملية استدراج منظّمة تقوم بها القوات الروسية المتمركزة على محاور القتال الأساسية في أوكرانيا، حيث تعمد هذه القوات إلى الانسحاب من بعض المناطق وتركها للجيش الأوكراني المتحصّن داخل الأماكن السكنية، حيث يعمد الأخير إلى دخول هذه الأرض وترك تحصيناته، الأمر الذي يجعله ضمن دائرة النار التي أعدّها له الجيش الروسي الذي يقوم باستهدافه براجمات الصواريخ والأسلحة العالية الدقة موقعاً في صفوفه خسائر فادحة.
وفي هذا السياق، قضت القوات الروسية على أكثر من 500 جندي أوكراني نتيجة صدّ هجمات أوكرانية فاشلة في الجنوب وبضربات جوية وصاروخية ومدفعية على محاور قتال أخرى خلال اليوم الماضي.
جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الدفاع الروسية الفريق إيغور كوناشينكوف الذي قال: نتيجة عمليات هجومية فاشلة على محور كريفوي روغ – نيكولاييف (خيرسون) خسرت القوات الأوكرانية 8 دبابات و13 عربة مشاة قتالية و11 مدرعة أخرى، إضافة إلى 150 قتيلاً.
وأدّت ضربات جوية عالية الدقة استهدفت مواقع وحدات أوكرانية ونقاط انتشارها، إلى تصفية 250 فرداً وأكثر من 20 قطعة من المعدات في أراضي دونيتسك، إضافة إلى مقتل 70 جندياً وتدمير 5 قطع من المعدات في زابوروجبه.
وفي منطقة خاركوف بلغت خسائر القوات الأوكرانية نتيجة ضربات نارية مكثفة، نحو 150 بين قتيل وجريح وأكثر من 10 قطع من المعدات.
وبالمجمل تم تدمير 4 مستودعات لأسلحة الصواريخ والمدفعية والذخيرة في دونيتسك وخاركوف وراجمة صواريخ من طراز “أوراغان” ورادار مضاد للبطاريات أمريكي الصنع AN / TPQ-64 ورادار تابع لمنظومة الصواريخ المضادة للطائرات S-300.
كذلك تم إسقاط مروحية أوكرانية من طراز Mi-8 مع مجموعة تخريب واستطلاع على متنها، في منطقة خيرسون، وإسقاط 4 طائرات دون طيار واعتراض صاروخ باليستي “Tochka-U” و33 قذيفة لراجمات الصواريخ، منها 7 لـ”أولخا” و26 لـHIMARS.
وبلغ مجموع ما تم تدميره منذ بداية العملية العسكرية الخاصة 293 طائرة، و155 مروحية، و1948 طائرة دون طيار، و374 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و4921 دبابة ومدرعة أخرى، و835 راجمة صواريخ و3386 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون و5552 مركبة عسكرية خاصة.
من جهتها، قالت قيادة قوات جمهورية دونيتسك الشعبية، في بيان اليوم: إن القوات المتحالفة تمكّنت من تحرير التجمعين السكنيين نيكولايفكا ونيكولايفكا الثانية بالقرب من مدينة أرتيوموفسك.
وأضاف البيان: “مع حلول صباح يوم 14 أيلول، تمكّنت قوات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين، بدعم ناري من الجيش الروسي، من تحرير بلدتي نيكولايفكا ونيكولايفكا الثانية من القوات الأوكرانية”.
جاء ذلك بينما أعلن ضابط الشرطة الشعبية لجمهورية لوغانسك الشعبية، أندريه ماروتشكو أن قوات الجمهورية تتقدّم في منطقة مدينتي سوليدار وأرتيوموفسك.
وقال لقناة “روسيا 1″، اليوم الأربعاء: “في بعض أجزاء المنطقة حققنا نجاحاتٍ كبيرة، ويدور الحديث خاصة عن التجمّعين السكنيين سوليدار وأرتيموفسك. الآن نحن نتقدّم إلى الأمام ونطرد العدو ونحرّر هذا التجمع السكني (سوليدار) بشكل متتابع”.
وأضاف: “أما التجمع السكني أرتيموفسك فقد تكبّد العدو خسائر فادحة هناك بعد سلسلة من الهجمات الناجحة عليه من جانبنا”.
من جهة ثانية، أعلنت إدارة مقاطعة خاركوف بشمال شرقي أوكرانيا، أن القوات المسلحة الأوكرانية تطلق النار على المدنيين وتتهم روسيا في ذلك.
وأفاد فيتالي غانتشيف، رئيس الإدارة العسكرية المدنية الإقليمية في تصريح تلفزيوني بأن القوات المسلحة الأوكرانية تطلق النار على سكان منطقة خاركوف، وتلقي باللوم عن جرائم القتل والنهب المستمرة في الأراضي التي تحتلها القوات المسلحة الأوكرانية على روسيا.
وقال غانتشيف بهذا الشأن: “تصل إلينا معلومات تفيد بأن أشياء قاسية للغاية تحدث هناك الآن، ويتم إطلاق النار على الناس حرفياً، والنهب يزدهر، لكن كل هذا يظهر لاحقاً في وسائل الإعلام، كما لو أن القوات الروسية هي التي تقتل وتسلب وهي تتراجع”.
إلى ذلك، قال كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة العسكرية – المدنية لمقاطعة خيرسون: إن مرتزقة من الولايات المتحدة والعديد من الدول الغربية، يقاتلون مع قوات أوكرانيا.
وأضاف، ردّاً على سؤال حول مشاركة المرتزقة إلى جانب القوات الأوكرانية في اتجاه خيرسون: “هناك عدد كبير جداً من المرتزقة. ويوجد في صفوف القوات الأوكرانية التي تقاتل هنا، مرتزقة من الولايات المتحدة وبولندا وفرنسا وألمانيا وهولندا ودول أخرى”.
وأشار ستريموسوف، إلى أن السلطات حشدت حالياً في المنطقة قواتٍ تفوق في عددها، عدد القوات المتحالفة المدافعة عن مقاطعتي زابوروجيه وخيرسون. وقال: “ولكن الكثير منهم غير مدرّبين. أما نحن فقد جهّزنا خطوطاً دفاعية جدية إلى حدّ كبير، والحديث هنا عن مقاطعة خيرسون. في مقاطعة زابوروجيه، كل شيء منسّق بشكل جيد للغاية”.
وشدّد على أن الجيش الأوكراني، يضمّ في أغلبيّته عناصر تم سحبهم وفق نظام التعبئة العامة والاحتياط، وتقف ضده قوات روسية عالية الاحتراف والتدريب، وهي مستعدة لصدّ الهجمات الجديدة من القوات الأوكرانية.
في سياق متصل، قال عضو مجلس إدارة مقاطعة زابوروجيه فلاديمير روغوف: إن الجيش الأوكراني حشد على خط المواجهة قواتٍ كبيرة وكمياتٍ ضخمةً من المعدات بشكل غير مسبوق.
وأضاف روغوف في حديث تلفزيوني: “لم تشهد المواجهة هنا سابقاً، مثل هذا التركيز الكبير لمسلحي زيلينسكي، هناك عدد كبير منهم بالفعل. قاموا بحشد عدد كبير من قوات العمليات الخاصة ومن المسلحين الأجانب، وهناك كذلك عدد كبير من عناصر الدفاع الإقليمي وجنود الاحتياط. وحشد العدو كذلك كمياتٍ كبيرة من العتاد العسكري والأسلحة، بما في ذلك مدافع الهاوتزر من طراز M 777 وراجمات صواريخ من طراز هيمارس وغراد وأوراغان”.
وأشار إلى وجود مرتزقة يتكلمون بالإنجليزية وباللغة البولندية، بين المسلحين المنتشرين على الجبهة.
من جانبه أعلن ألكسندر فولغا رئيس إدارة مدينة إينرغودار، القريبة من محطة زابوروجيه الكهروذرية، أن “علينا أن نستعدّ للنشاطات المحتملة من جانب القوات الأوكرانية المتمركزة على الضفة المقابلة لنهر دنيبر”.