مقتل ضابط إسرائيلي في عملية نوعية للمقاومة الفلسطينية واستشهاد المنفّذَين
الأرض المحتلة – تقارير:
قُتل فجر اليوم ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية بطولية نفذها مقاومان فلسطينيان على أحد حواجز الاحتلال في مدينة جنين في الضفة الغربية، واستُشهد المقاومان إثر الاشتباك مع جنود الاحتلال، وتأتي هذه العملية على الرغم من إجراءات الاحتلال الاحترازية وقيامه بحملة وحشية استهدفت الفلسطينيين في الضفة الغربية واستخدام الطيران المسيّر ومناطيد المراقبة، وعقب العملية عمّ إضراب شامل مدينة جنين احتجاجاً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الفلسطينيين، كما شنّت قوات الاحتلال اقتحاماتٍ شملت عدداً من مدن الضفة، بينما داهمت مدرستين في مدينة الخليل وقامت بترويع المدرّسين والطلاب.
ففي جنين، استُشهد الشابان أحمد عابد (23) عاماً وعبد الرحمن عابد (22) عاماً من كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، نفّذا عملية بطولية وأعدّا كميناً لقوات الاحتلال على حاجز الجلمة شمال شرق جنين، وخاضا اشتباكاً مسلّحاً معها، أدّى إلى مقتل ضابط إسرائيلي وارتقائهما شهيدين، نتيجة إصابتهما برصاص قوات الاحتلال، التي منعت سيارات الإسعاف من الوصول إليهما، وبينما اعترف الاحتلال بمقتل ضابط في صفوف قواته بالعملية، أكد شهود عيان وقوع إصابات عديدة بين قواته، حيث شوهدت طائرات مروحية تقوم بنقل المصابين من المكان.
وعلى خلفية استشهاد الشابين، عمّ إضرابٌ شامل مدينة جنين دعت إليه القوى الوطنية الفلسطينية وشمل جميع مناحي الحياة رفضاً لعدوان الاحتلال المتواصل على جنين ومخيمها.
كذلك نعت كتائب شهداء الأقصى الشهيدين، مؤكدة أن دماء الشهداء ستبقى سراجاً منيراً نحو درب المقاومة وتحرير الأرض والمقدسات، وأن الفلسطينيين سيواصلون النضال حتى دحر الاحتلال.
من جهتها، باركت فصائل المقاومة الفلسطينية العملية، معتبرةً أنها جاءت ردّاً على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، ومشدّدةً على أن كل تهديدات الاحتلال وإرهابه المستمر لن تثني المقاومين عن تحقيق النصر.
في سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال عدة أحياء في مدينة الخليل، وبلدات الجانية وسلواد ودير أبو مشعل في رام الله، وعينابوس وجماعين في نابلس، واعتقلت اثني عشر فلسطينياً، كما أقامت حواجز على مداخل بلدات بني نعيم وسعير وحلحول وعلى مدخل مدينة الخليل الشمالي، وأوقفت مركبات الفلسطينيين وعرقلت مرورهم.
وفي اعتداء جديد على المؤسسات التعليمية الفلسطينية، اقتحمت قوات الاحتلال مدرسة قرطبة الأساسية وسط الخليل، ومنعت الطلبة والمعلمين من الخروج والتوجّه لمنازلهم، واحتجزتهم تحت أشعة الشمس لفترة طويلة، كما اقتحمت مدرسة عبد العزيز الثانوية للبنات في منطقة بيت عنون شمال المدينة، وقامت بترويع الطالبات وتهديد المعلمات، قبل أن تقوم بإنزال العلم الفلسطيني عن المدرسة، والاستيلاء عليها.
وفي إطار سياسة تدمير ممتلكات الفلسطينيين لتهجيرهم ومصادرة أراضيهم، هدمت قوات الاحتلال منزلاً في مدينة نابلس، واثنين آخرين في مدينة اللد بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وفي الخليل أيضاً، اعتدت قوات الاحتلال على ممتلكات الفلسطينيين في مسافر يطا جنوب المدينة.
وقال منسق لجان الحماية والصمود جنوب الخليل فؤاد عمور: إن قوات الاحتلال اقتحمت قرية الديرات شرق يطا ومنطقة واد جحيش بالقرب من قرية سوسيا، واستولت على ممتلكات وعدّة خيم تعود للفلسطينيين، كما قامت بتصوير عدد من المنازل في قرية بيرين.
إلى ذلك، جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحام المسجد الأقصى، ونفذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.
من جهة أخرى، أكدت هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين الفلسطينيين أن جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى تتفاقم، وفي مقدّمتها الإهمال الطبي المتعمّد في انتهاك واضح للقوانين والمواثيق الدولية.
وحذّرت الهيئة في بيان، من تدهور صحة الأسير أحمد موسى الذي يعاني من أمراض في القلب والعين والأذن، ومن تراجع صحّة الأسير محمد أبو صبرة المصاب برصاص الاحتلال بمنطقة البطن ورجله اليسرى، مبيّنةً أن الاحتلال يمتنع عن تقديم العلاج اللازم لهما.
وطالبت الهيئة، المؤسسات الدولية ومؤسسات حقوق الإنسان واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بالقيام بدورها اللازم تجاه الأسرى وإلزام الاحتلال بوقف انتهاكاته بحقهم.
سياسياً، طالبت خارجية السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمّل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية لوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على المسجد الأقصى وباقي المقدسات المسيحية والإسلامية.
وأدانت خارجية السلطة في بيان، الاقتحامات الاستفزازية التي ينفذها المستوطنون للأقصى بحماية قوات الاحتلال بهدف تهويده، وأشارت إلى أن دعوات المستوطنين لتنفيذ اقتحامات واسعة في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، هي دعوات تحريضية وعنصرية، وتعدّ جزءاً من عدوان الاحتلال الشامل على القدس ومقدّساتها، ما يستدعي تحرّكاً دولياً لاتخاذ ما يلزم من الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لحماية القدس ومقدساتها من توغل قوات الاحتلال ومستوطنيه.