موسكو تتهم الاتحاد الأوروبي بالعمل على توتير الأوضاع في القوقاز
عواصم – تقارير:
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى توتير الأوضاع في منطقة القوقاز عبر التدخل في عمل روسيا مع أرمينيا وأذربيجان على خلفية التصعيد الحاصل بين يريفان وباكو، والهدف هو إخراج موسكو من القوقاز، وهو ما أشار إليه مدير الدائرة الرابعة لرابطة الدول المستقلة بوزارة الخارجية الروسية دينيس غونتشار، حيث يأتي ذلك في وقت أطلع فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعضاء لجنة مجلس الأمن الجماعي على خطوات بلاده لوقف التصعيد ونزع فتيل التوتر على الحدود بين أرمينيا وأذربيجان بعد الاشتباكات التي جرت بينهما أول أمس.
ففي تصريحاتٍ له اليوم قال الدبلوماسي الروسي دينيس غونتشار: “نحن على اتصال وثيق مع أرمينيا وأذربيجان ونتخذ الإجراءات اللازمة للمساعدة في استقرار الوضع في أقرب وقت ممكن على الحدود بين هاتين الدولتين”.
وأضاف غونتشار: “قدّم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والمتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا كل التقييمات المبدئية للمحاولات غير الرسمية للاتحاد الأوروبي للتدخل في عملنا الثلاثي مع باكو ويريفان، وتجدر الإشارة إلى أن تنشيط بروكسل فيما يخص الوضع في جنوب القوقاز يتم في ضوء حملة العقوبات التي أطلقها الغرب ضد روسيا ووقف العمل المشترك في إطار مجموعة مينسك لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا”، مشدّداً على أن الاتحاد الأوروبي لا يخفي أن هدفه الرئيسي هو إخراج روسيا من منطقة ما وراء القوقاز.
وقال غونتشار: “هذه ألعاب جيوسياسية محصّلتها الصفر ولا نلعبها.. نعمل كل يوم اعتماداً على الاتصالات المباشرة بين زعمائنا ووزراء خارجيتنا والعلاقات التاريخية لدولنا وتشابك المصالح بهدف بناء مستقبل أكثر أمناً ورفاهية في منطقتنا المشتركة”.
في الأثناء، أعلنت منظمة معاهدة الأمن الجماعي أن مجلسها وافق على تشكيل مجموعة عمل للمراقبة الدائمة للوضع في نطاق مسؤوليتها على الحدود الأرمينية الأذربيجانية.
وفي بيان لها قالت الأمانة العامة للمنظمة: إن “قمّة افتراضية طارئة عُقدت لبحث التصعيد بين أرمينيا وأذربيجان، حيث أطلع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعضاء لجنة مجلس الأمن الجماعي على الخطوات العملية الإضافية التي اتخذها الجانب الروسي لنزع فتيل التوتر على الحدود الأذرية الأرمينية”.
وأوضح البيان، أنه “تمّت الموافقة على اقتراح تشكيل مجموعة عمل تتألف من موظفي الأمانة وعسكريي المقرّ الموحد للمراقبة الدائمة للوضع في نطاق مسؤولية منظمة معاهدة الأمن الجماعي على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا والوقوف على سبل التهدئة”.
جاء ذلك في وقت أعرب فيه رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان عن استعداده لاتخاذ قراراتٍ صعبة من أجل إحلال السلام، وفضّ النزاع مع أذربيجان.
وقال باشينيان في كلمة له أمام البرلمان الأرميني: “أنا مستعدّ لاتخاذ قراراتٍ صعبة لضمان الأمن والاستقرار والسلام على المدى الطويل”.
وأضاف: إن يريفان مستعدّة للاعتراف بوحدة أراضي أذربيجان فقط إذا غادرت القوات الأذربيجانية أراضي أرمينيا.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية أن القوات الأذربيجانية بدأت صباح اليوم باستخدام المدفعية وقذائف الهاون وأنواع أخرى من الأسلحة على عدة محاور على الحدود بين البلدين.
وأشارت الدفاع الأرمينية في بيان لها، “إلى أن الأوضاع ظلت متوترة على الحدود الأرمينية – الأذربيجانية طوال الليلة، وأن القوات الأذربيجانية استخدمت طائرة دون طيار على محور بلدة جيرموك”.
من جانبها، أعلنت أذربيجان استعدادها، لتسليم جثث نحو 100 عسكري أرميني إلى يريفان، ممّن لقوا حتفهم في الاشتباكات التي اندلعت أمس.