رائدة وقاف: الإعلام المثقف هو الأكمل
أمينة عباس
تحت عنوان “الإعلام والثقافة جناحا الوطن”، عُقدت مؤخراً في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة ندوةٌ حوارية دعا إليها المركز بالتعاون مع “فريق بصمات”، وتضمنت الندوة حواراً مع الإعلامية رائدة وقاف التي بيَّنت أن الغاية من الندوة تقديم إضاءات على الصحافة السورية وما مرّت به من تحديات وتطورات خلال سنوات الحرب وحتى الآن، وعرض المعوقات التي تعرّضت لها، ومناقشة الهموم والمشكلات المجتمعية التي ينبغي على الإعلامي عرضها بشفافية وموضوعية.
وأوضحت وقاف، وهي نائب رئيس اتحاد الصحفيين، في حوارها أن جوهر الارتباط بين الثقافة والإعلام هو التواصل مع المتلقين والقارئين والمستمعين والمشاهدين، مؤكدة أن الإعلام المثقف كان وسيبقى هو الأكمل، وأن الإعلامي العارف هو الإعلامي المستوعب لما يُقدم، وهو في بعض الأحيان المنتج لما يُقدم، لذلك بيّنت أنه لا يمكن للإعلامي إلا أن يكون مثقفاً، وإن كان مبتدئاً فيجب أن يتحصّن بالأرضية الثقافية والمعرفية كي يكون أميناً في نقل رسالته الإعلامية، مشيرة إلى أن رسالة الإعلام في سورية هي رسالة بلد له جذور حضارية منذ آلاف السنين. ومن هنا لا يمكن، برأيها، إلا أن يكون الإعلامي متحصناً بالثقافة حتى لو كان يقدّم برامج بسيطة، لأنه من دون الثقافة سيمسك النص ويلقيه دون فهم للمعنى، أما إذا كان الإعلامي فاهماً للمادة فسيستطيع إخراج أفضل ما لدى المتلقي، مشيرة إلى أنه عندما نتحدث عن الإعلام في بلدنا في فترة الحرب فإن الكثير من الأحداث كانت تتطلّب إعلامياً مثقفاً ومدركاً لماذا استهدف الإرهابيون الآثار في تدمر، أو لماذا استهدفوا الصروح الثقافية في بلدنا.
كما رأت وقاف أن المجتمع الأهلي جزء أساسي من المشهد الإعلامي لدينا لأنه عندما يتحرك العقل يبدع الإنسان، وأن ما يحركه هو الانتماء الذي يولد إبداعات عديدة باتجاهات مختلفة، وهذا ما يُغني المشهد الإعلامي الذي يريد تقديم رسالة حضارية متوازنة تتضمن تساؤلات من شتى الشرائح المجتمعية، مبينة أن المحور الأساسي الذي يتركز حوله العمل الإعلامي في سورية هو ضرورة التواصل مع المجتمع والمواطن وقضاياه، مشيرة إلى أن الإعلام يطلّ على المجتمع بطرق مختلفة عبر منابره وبرامجه التفاعلية وعبر الإعلاميين الذين ينبغي أن يمتلكوا التواصل الحقيقي، بحيث لا يكونون في وادٍ وما يجري على الأرض في وادٍ آخر، منوهة بأن الإعلاميين في سورية لهم الحق في الحصول على المعلومة تسهيلاً لعملهم.
وأشارت إلى أن الإعلامي لا يكون صحفياً حقيقياً إلا بانتمائه للوطن وإلا فهو مثل أي إنسان يثير زوبعة على وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت سبباً في انهيار الكثير من القيم، مؤكدة أن الثورة الرقمية حقيقة لا يمكن مقاومتها وما يصدر عنها من معلومات يجب أن يخضع للمحاكمة، موضحة أننا في سورية وقفنا على خطورة ما قدّمته هذه الوسائل، وقد كانت حرباً حقيقية عملت على هدم الثقافات والقناعات والأفكار، وكانت حرباً أقوى من الحرب الحقيقية على الأرض، وهي وسائل لا يمكن حجبها، والحلّ يكون بضخّ المعلومة الصحيحة ووجود الوعي والفكر.
المرأة السورية في مجال الصحافة
كما تحدثت وقاف خلال الندوة عن مسيرتها الإعلامية والثقافية والإنسانية، وكيفية تحقيق التوازن بين نجاحها الإعلامي والأسري، ودور المرأة السورية في مجال الصحافة والتحديات التي تواجهها أمام تحقيق طموحاتها، والأخطار التي تعرّض لها كلّ من يعمل في الإعلام خلال الحرب على سورية، وتأثير البرامج على بناء الثقافة الصحيحة لدى الطفل ومنعكسات الدراما السورية على الواقع الاجتماعي.
أدار الحوار قتادة الزبيدي وياسر قضماني من فريق بصمات.
وفي نهاية الندوة، تمّ تكريم وقاف من قبل فريق بصمات، كما تمّ تكريم الإعلامية ماريا ديب التي حضرت الندوة برفقة الإعلامية منى الكردي من قبل مجلة البنفسج الثقافية.