منتخب الناشئين بكرة القدم …نقاط إيجابية للمستقبل والتبريرات معتادة!
البعث الأسبوعية-المحرر الرياضي
بدأ منتخب الناشئين لكرة القدم معسكره الإعدادي الجديد يوم الأحد الماضي استعداداً للتصفيات الآسيوية التي تستضيفها الأردن مطلع الشهر القادم، ويلعب منتخبنا فيها إلى جانب منتخبات اليابان وتركمانستان والفلبين إضافة للأردن الدولة المستضيفة للتصفيات.
المنتخب الصغير لم يظهر في بطولة كأس العرب بالشكل الذي يرضي عشاق الكرة السورية فخرج من الدور الأول بخسارة قاسية أمام مصر (صفر/5) وأخرى ظالمة أمام السعودية (3/4 ) وتعادل مع أضعف الفرق منتخب لبنان بلا أهداف.
حجة القائمين على المنتخب أنه حديث الولادة ولم يلعب قبل البطولة أي مباراة دولية واكتفى ببعض المباريات المحلية مع فرق شباب العاصمة، ولم يكن الوقت كاف قبل البطولة العربية لتحضير المنتخب بالشكل المثالي.
المدرب الهولندي فيلكو فان بورن استلم المنتخب قبل البطولة بأيام في دمشق وسافر معه إلى الجزائر، وبدأ يضع لمساته عليه يوماً بعد يوم ومباراة بعد أخرى، وعند العودة من الجزائر قدم تقريراً مفصلاً عن المنتخب من 25 صفحة تكلم فيه عن كادر المنتخب وعن جميع اللاعبين، ووضع خطة إعداد للمرحلة المقبلة.
ليتم ترميم المنتخب ببعض اللاعبين وصرف بعض اللاعبين كما ألمح إلى مراكز الضعف وخصوصاً في المناطق الخلفية وحراسة المرمى التي كانت السبب المباشر في الخسارة الظالمة أمام السعودية والقاسية أمام مصر.
والظلم في مباراة السعودية كان نوعان، الأول أننا ظلمنا أنفسنا بأخطاء الحارس الساذجة، والثاني كان ببعض القرارات التحكيمية التي لم تنصف منتخبنا وخصوصاً ركلة الجزاء التي كنا نستحقها وكانت بزمن مناسب لتغيير مجريات المباراة.
وبعيداً عن هذه الإشكاليات فإن الفائدة من المشاركة في بطولة كأس العرب كانت كبيرة لأن المدرب الهولندي اطلع على المنتخب بشكل مباشر ضمن بطولة رسمية مع منتخبات قوية وعريقة، وعرف نقاط الضعف والقوة بالمنتخب، والمرحلة الجديدة هي إصلاح أخطاء المنتخب التي ظهرت في هذه البطولة وخصوصاً جهة المهام الدفاعية.
في مسيرة المنتخب القصيرة هناك الكثير من النقاط الإيجابية التي يمكن استثمارها لمصلحة الكرة السورية بشكل عام، النقطة الأولى وحسب تقرير المدرب الهولندي أن المنتخب يضم الكثير من العناصر الموهوبة التي يمكن البناء عليها لمستقبل الكرة، وهي تحتاج إلى الصقل والخبرة، وأفاد أيضاً أنه بحاجة إلى الاطلاع على هذا الجيل الكروي عبر متابعة البطولات المحلية وهذا سيتم في خطوة لاحقة بعد الانتهاء من التصفيات الآسيوية.
النقطة الثانية وقد أفادنا بها المقربون من المنتخب أن المدرب الهولندي جيد ونشيط ولا يتأثر بالضغوط والعواطف ولا يعرف المجاملات أو الواسطات، لذلك اختياره للاعبين يأتي نتيجة العوامل الفنية والبدنية والمهارية في كل مراكز اللعب، كما أن تقييمه للأفكار يأتي من باب المهنية وليس من باب المحسوبيات.
النقطة الثالثة: أن المدرب الهولندي غير مطلع على الفيس بوك ولا يهتم به ولا يتأثر بما يكتب فيه من كل أبواب الضغط السلبي لمصلحة بعض الكوادر أو اللاعبين أو ما شابه ذلك.
النقطة الرابعة: وهي مهمة اتحاد كرة القدم وتتحدد بمنح المدرب الهولندي كل الصلاحيات الفنية وتقديم كل مستلزمات النجاح وألا يتدخل أحد بعمله مطلقاً.
بناء الكرة السورية ليست مسؤولية المدرب الهولندي فقد يرحل في أي وقت، وسيقدم لكرتنا ما يستطيع أن يقدمه ضمن عقده، وهو جزء من عملية البناء الشاملة، لكن هذا لا يكفي، ولأن اتحاد كرة القدم أعلن أن المنتخبات الصغيرة ستكون قوام الكرة السورية للسنوات العشر القادمة فإن المسؤولية تقع على الجميع، فالأندية مسؤولة على بناء قواعدها بالشكل السليم والصحيح عبر اختيار المدربين الأكفاء وتقديم الدعم الكامل لكل الفرق القاعدية، لأن العناية في القواعد بالأندية هي الأساس لأنها تضخ الدماء الجديدة في الجسم الكروي وترفد المنتخبات بالمواهب والخامات الواعدة.
اتحاد كرة القدم مسؤوليته تتحدد بدعم برامج تطوير هذه الفئات وتأهيل الكوادر الإدارية والفنية بكل الاختصاصات ومنح هذه المنتخبات فرص احتكاك خارجية مجدية، وإيلاء المسابقات الاهتمام الكافي من حيث التوقيت المناسب وعدد المباريات على مدار العام.