الرهان الأكبر على وعي الناخب
وائل علي
رغم أهمية انتخابات المجالس المحلية التي ستنطلق بعد غدٍ الأحد في طول البلاد وعرضها من الناحية الدستورية والقانونية والإجرائية، وتأكيد حضور الدولة وقدرتها على خوض استحقاق انتخابي بهذا الحجم، وما يشكله من حالة وطنية وتكريس لمبدأ اللامركزية الإدارية.. لكن الأهم ما ستنتجه الانتخابات، ومن هم الأشخاص الذين سيصلون بأصواتنا ليمثلونا في “البرلمانات” المحلية المصغرة، وما هي كفاءاتهم وثقافاتهم وخبراتهم وحضورهم الفاعل بين الناس وعلى الأرض وقدرتهم وصبرهم ورغبتهم في متابعة وتولي إدارة محلياتنا وإقرار وتنفيذ خطط المجالس المحلية ومشروعاتها لأربع سنوات قادمات.
وإذا كان حزب البعث العربي الاشتراكي ومعه أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية أعلنوا أسماء مرشحيهم ضمن قوائم الوحدة الوطنية التي سيخوضون بها السباق الانتخابي، إلى جانب المرشحين المستقلين، فإن الرهان الأكبر سيكون على أصوات الناخبين ووعيهم وضميرهم وانسلاخهم عن الأمراض الاجتماعية والرضوخ للمغريات والضغوط المحتملة التي قد تتحكّم في اختيار وترجيح كفة مرشح على مرشح بغير وجه حق.
من هنا أهمية “اللعبة الانتخابية” وخطورتها، ومن هنا أهمية إدراك قيمة الصوت الذي تحمله الورقة الانتخابية التي ستوضع في الصندوق، وأهمية المشاركة الواسعة ودورها في إذكاء وربما تعديل مجريات اللعبة والتأثير في نتائجها وتغيير مساراتها. وعلى الناخبين الاجتهاد والسعي لإيصال المرشحين الكفوئين لسدة مجالسنا المحلية لأن فيها مصلحة جمعية قبل أن تكون مصلحة فردية وشخصية، وهي مسؤولية ترتقي لمستوى المسؤولية الوطنية التي يجب أن نتحملها بحسّ عالٍ واقتدار، لأن مصلحتنا الشخصية والوطنية والمجتمعية تفرض علينا إنتاج مجالس محلية قوية تعرف ما تريد وكيف تصل لما تريد، وهذا باعتقادنا هو جوهر وغاية عمل الإدارة المحلية ومجالسها التي يفترض أن تمثلنا بكلّ ما تحمل الكلمة من معنى.
Alfenek1961@yahoo.com