بخلاف الإحصائيات الرسمية.. بايدن يعلن انتهاء جائحة كورونا في البلاد
واشنطن – وكالات:
يبدو أن اتخاذ القرارات المخالفة للواقع صار عادة لدى الرؤساء الأمريكيين، فبعد القرارات الغريبة التي اتخذها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على الصعيدين الداخلي والخارجي، جاء الرئيس الأميركي جو بايدن أمس ليعلن عن انتهاء جائحة كورونا في بلاده، واعتبر أن عدم ارتداء الكمامات في الشوارع والأماكن العامة خير دليل على أن الأمور بخير.
وذكرت صحيفة بوليتيكو الأميركية أن هذا الإعلان الذي خرج به بايدن في مقابلة مع برنامج 60 دقيقة على قناة “سي بي إس” يناقض الحصيلة اليومية التي يسجّلها الوباء في الولايات المتحدة والعالم، حيث سجّل مركز جامعة جون هربكنز المختص بهذه القضية حصيلة إصابات تتجاوز المليوني حالة خلال 28 يوماً الماضية في الولايات المتحدة فقط مع المئات الذين يموتون بسبب هذا المرض يومياً.
إصرار بايدن حسب الصحيفة على إطلاق مثل هذا الإعلان أثار صدمة ودهشة العديد من مسؤولي الصحة لديه، وبرّر مسؤولان في الإدارة الأميركية هذه الهفوة بالقول: إن هذه التصريحات لم تكن معدّة من قبل للمقابلة وإن بايدن ارتجلها، ما يعني أن الرئيس الأمريكي يجب أن يُملى عليه التصريح قبل أيّ مقابلة.
لكن الرئيس الأميركي عاد لاحقاً في المقابلة ليقرّ بأن تأثير الجائحة على الحالة النفسية للشعب الأميركي كان قوياً جداً وبات هناك الكثير من انعدام اليقين والقلق مع وفاة أكثر من مليون شخص بالمرض المرتبط بالفيروس.
وحسب أحدث إحصائيات موقع وورلد ميتر المختص بمتابعة انتشار الفيروس حول العالم فإن 97 مليوناً و509436 إصابة سجّلت حتى الآن في الولايات المتحدة، بينما بلغت الوفيات بالمرض مليوناً و78663 وهي ما يعادل ضعف الوفيات لدى أكثر المتضرّرين بعدها بالوباء وهما الهند والبرازيل.
ولفتت قناة سكاي نيوز البريطانية في تقرير لها في أيار الماضي عندما كان عدد وفيات كورونا في الولايات المتحدة مليون حالة فقط، إلى أن هذا الرقم صادم وهو يساوي تقريباً عدد الأميركيين الذين لقوا حتفهم في الحرب الأهلية والحرب العالمية الثانية مجتمعين.
وتشير القناة إلى أن عدد الوفيات بعد نحو عامين ونصف العام من انتشار المرض يعتمد على بيانات شهادات الوفاة التي تم جمعها من المركز الوطني للإحصاءات الصحية التابع لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في البلاد، لكن يعتقد أنه أقل بكثير من العدد الحقيقي للوفيات الناتجة عن الجائحة سواء بشكل مباشر أم غير مباشر، وذلك نتيجة لاضطراب نظام الرعاية الصحية في أغنى دولة في العالم.