بكين: على واشنطن التوقف عن صناعة الحروب في العالم
بكين – تقارير:
طالبت بكين واشنطن بالتوقف عن مهاجمة الدول الأخرى أو اتهامها أو تشويهها، والتوقف عن التصرّف كأكبر صانع حروب في العالم، معربةً في الوقت نفسه عن الاستعداد رغم السياسات الأمريكية المعادية لإجراء تنسيق متعدّد الأطراف مع الولايات المتحدة، مع تأكيد استعداد الصين لاتخاذ إجراءات حازمة وفقاً للقانون لحماية سيادة البلاد وسلامة أراضيها وللحفاظ على السلام عبر مضيق تايوان.
كلام الصين الموجّه لأمريكا جاء بالتزامن مع دعوة نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني شين يو يوي لدول مجموعة بريكس، إلى تعزيز الثقة السياسية المتبادلة ودعم بعضها البعض في القضايا المهمّة في ظل الأوضاع الدولية الصعبة.
ففي مؤتمر صحفي اليوم، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية وانغ ون بين: إن على الولايات المتحدة التفكير في أفعالها الخاطئة المتمثلة في شنّ الحروب والتدخل التعسفي في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، والتوقف عن التصرف كأكبر صانع حروب في العالم، والسعي لتصحيح كل ذلك، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة زعمت مراراً أنها تحترم وتحافظ على “النظام الدولي القائم على القواعد”، ومع ذلك فإن البيانات الصادرة عن الكونغرس الأمريكي تعكس تماماً الطبيعة القتالية والخلفية المهيمنة لها.
وأشار المتحدث، إلى أنه وفقاً للتقارير الأمريكية نفسها أطلقت الولايات المتحدة في الفترة من عام 1798 إلى 2022 نحو 469 تدخّلاً عسكرياً في الخارج، وفي فترة قصيرة تزيد على 30 عاماً منذ نهاية الحرب الباردة أطلقت 251 تدخلاً، بينما مرّ 16 عاماً فقط ضمن 240 عاماً من تاريخ الولايات المتحدة دون حرب، موضحاً أنه مع نهاية الحرب الباردة كان من المتوقع أن تقلّص الولايات المتحدة عملياتها العسكرية في الخارج، لكن كان العكس هو الصحيح.
وأعرب وانغ، عن استعداد الصين رغم هذه السياسات الأمريكية لإجراء تنسيق متعدّد الأطراف مع الولايات المتحدة، مضيفاً: إن التاريخ أثبت وسيظل يثبت أن التعاون بين الصين والولايات المتحدة يمكن أن يحقق العديد من الأشياء العظيمة التي تعود بالفائدة على البلدين والعالم، ولهذه الغاية يجب الحفاظ على الأساس السياسي للعلاقات الصينية الأمريكية بشكل جيد وخاصة مبدأ صين واحدة.
وأكد وانغ، أن العلاقات الصينية الأمريكية تؤثر في مستقبل ومصير البلدين والسلام والاستقرار العالميين، لذلك يجب أن يعمل الجانبان معاً لإيجاد طريقة لقوتين رئيسيتين لهما أنظمة اجتماعية مختلفة وتاريخ وثقافات مختلفة للتعايش بسلام، موضحاً أن الأولوية القصوى الآن هي إدارة قضية تايوان بشكل صحيح، وإلا فسيكون لها تأثير تخريبي للعلاقات الصينية الأمريكية.
وجدّد التأكيد أنه في حالة انتهاك قانون مناهضة الانفصال ستتخذ الصين إجراءاتٍ حازمة وفقاً للقانون لحماية سيادة البلاد وسلامة أراضيها وللحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.
من جهة أخرى، دعا نائب رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني شين يو يوي دول مجموعة بريكس، إلى تعزيز الثقة السياسية المتبادلة، ودعم بعضها البعض في القضايا المهمة في ظل الأوضاع الدولية الصعبة.
وقال شين: العصر الحالي للتغيّر العالمي مقبل على مخاطر أمنية، كما دخل العالم فترة جديدة من عدم الاستقرار والتغيير الجذري، حيث يواجه تحدّيات غير مسبوقة، مشيراً إلى أنه من خلال التضامن والتعاون يمكن الاستجابة والتغلب على التهديدات والتحديات العالمية.
وأضاف شين: يجب علينا تعزيز الثقة السياسية المتبادلة وتعزيز الدعم الثابت والمتبادل في الأمور المتعلقة بالمصالح والشواغل الأساسية لبعضنا البعض، مطالباً بـتحقيق التعددية الحقيقية ودعم الحوار حول المواجهة والشراكة والمنفعة المتبادلة والتمسك بحزم بالإنصاف والحياد الدوليين، والعمل معاً لمواجهة المخاطر والتحديات.
في سياق منفصل، أعلنت الصين أنها تحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم في إنتاج وبيع الإلكترونيات الاستهلاكية، وذلك بفضل تحسين الابتكار والقدرة على بناء العلامة التجارية.
وقال شيوي ون لي المسؤول بوزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات: “إن الصين لا تزال تمثل قاعدة تصنيع عالمية مهمّة لمنتجات الإلكترونيات الاستهلاكية، إذ إنها تجذب كبار منتجي الأجهزة الإلكترونية في العالم لإنشاء قواعد تصنيع ومراكز بحث وتطوير داخل البلاد”.
وأضاف المسؤول الصيني: “إنه سيتم بذل جهود لتعزيز تطوير المحتوى والحوسبة والتخزين وعرض السلاسل الصناعية من بين أمور أخرى، داعياً إلى تحقيق التكامل والتطوير المبتكر للتقنيات الجديدة في الصناعات الرئيسية، لتحفيز إمكانات الاستهلاك في صناعة المعلومات”.
وأشار شيوي، إلى أن الوزارة ستعمل على تسريع تنمية الصناعات الرائدة والأساسية في القطاع، فضلاً عن تعزيز تطوير الجيل الجديد من التكنولوجيا السمعية والبصرية وصناعة الواقع الافتراضي.