بوتين في خطاب ناري يعلن “التعبئة الجزئية”: الغرب يستهدف تدمير روسيا
موسكو – تقارير:
أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم، في خطاب ناري، “التعبئة الجزئية” من قوات الاحتياط وممن يمتلكون الخبرة في القتال مشدداً على أن روسيا ستستخدم كل الوسائل والامكانيات المتاحة لمواجهة أي تهديد.
وقال بوتين في كلمة له اليوم موجهة للشعب الروسي: أوافق على مقترح وزارة الدفاع بإعلان التعبئة الجزئية في البلاد من قوات الاحتياط وممن يمتلكون الخبرة في القتال ولديهم تخصصات عسكرية معينة بدءاً من اليوم والجميع سيخضع لاختبارات وتدريبات كما سيحصلون على جميع المزايا التي يتمتع بها المشاركون في الخدمة الفعلية.
وأوضح بوتين أن الغرب يسعى للحفاظ على هيمنته عبر قمع القوى المستقلة وفرض إرادته على دول العالم وأنه تجاوز في سياساته المناهضة لروسيا كل الحدود بهدف إضعافها وتمزيقها مشيراً إلى أن الأمر لم يعد مجرد سماع مسؤولين غربيين مستهترين بشأن إمداد أوكرانيا بأسلحة هجومية بعيدة المدى وإنما بدأت القوات الأوكرانية بالفعل في قصف إرهابي لحدود المدن الروسية في القرم وبيلغورود وكورسك.
وأشار بوتين إلى أن القوات الروسية تعمل في خط التماس العسكري وأنها تواجه الماكينة العسكرية الكبرى لحلف شمال الأطلسي “ناتو” وفي هذا الظرف من الضروري اتخاذ خطوات قوية وضرورية من أجل الدفاع عن سيادة ووحدة أراضي روسيا وحماية المدنيين في الأراضي المحررة.
وبين بوتين أن النظام في كييف هو من بدأ الحرب عام 2014 وارتكب إبادة جماعية بحق أهالي دونباس وكان من الضروري بدء عملية عسكرية لحمايتهم لافتا إلى أن كييف كانت جاهزة في البداية للمفاوضات لكن الغرب أعطاها أمراً مباشراً بعرقلة جميع الاتفاقات كما أن بروكسل وواشنطن تدفعانها بشكل مباشر لنقل العمليات العسكرية إلى الأراضي الروسية.
وأشار بوتين إلى أنه تم تحرير الجزء الأكبر من أراضي خيرسون وزابوروجيه وفق الخطة الموضوعة وأن المواطنين في هذه المناطق لا يريدون أن يكونوا تحت حكم النازية مشيرا إلى أن روسيا تؤيد سعي جمهورتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين ومقاطعتي خيرسون وزابوروجيه للانضمام إليها.
ولفت بوتين إلى أن الحديث عن تدمير روسيا بالكامل في ساحة المعركة باستخدام كل الوسائل الممكنة لم يعد سراً وأن الغرب يستخدم الابتزاز النووي فالحديث لا يدور فقط حول دعم الغرب لأوكرانيا في قصف محطة الطاقة النووية في زابوروجيه والذي يهدد بكارثة نووية وإنما يخص بعض التصريحات من مسؤولين رفيعي المستوى في بعض دول “الناتو” حول إمكانية وقبول استخدام سلاح الدمار الشامل ضد روسيا.
وقال بوتين: “لمن يطلق مثل هذه التصريحات أود تذكيرهم بأن بلادنا كذلك تملك أسلحة دمار شامل وفي بعض أجزائها أكثر تطوراً من نظيراتها لدى دول الناتو وأمام أي تهديدات لوحدة أراضينا أو سيادتنا نحن قادرون على استخدام هذه الأسلحة”.
من جهته، كشف وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، رداً على سؤال خلال مقابلة تلفزيونية، أنه سيتم استدعاء 300 ألف من قوات الاحتياط، مشيراً إلى أن هذا لا يمثل سوى جزء ضئيل من عدد الأشخاص الذين يمكن استدعاؤهم في البلاد، وأكد أن لدى روسيا القدرة على استدعاء نحو 25 مليون شخص.
وأكد شويغو أنّ روسيا “في حالة حرب ليس فقط مع أوكرانيا، إنّما مع الغرب الجماعي”، وأنّ “نحو 70 قمراً صناعياً عسكرياً، وأكثر من 200 قمر صناعي مدني، ودول الناتو بأكملها، تعمل لمصلحة أوكرانيا”، مبيناً أنّ كييف تستخدم الأسلحة الغربية لضرب المدنيين بشكل متزايد.
وأشار الوزير الروسي إلى أنّ “أوكرانيا فقدت بالفعل نصف جيشها، والخسائر تزيد على مئة ألف”، إضافةً إلى مقتل “أكثر من 2000 من المرتزقة في أوكرانيا”. أما عن الخسائر الروسية، فذكر أنّ نحو 6 آلاف جندي روسي قتلوا خلال العملية الخاصّة.
وأوضح أنّ “التعبئة الجزئية ستكون من قوات الاحتياط، فهؤلاء ليسوا بعض الأشخاص الذين لم يروا أو يسمعوا شيئاً عن الجيش، هم في الحقيقة أولئك الذين خدموا في الجيش، ولديهم تخصص عسكري، أي التخصص المطلوب اليوم في الجيش، ولديهم خبرة قتالية”.