ماذا بعد تأهل منتخب الشباب إلى النهائيات الآسيوية؟
عاد منتخبنا الشاب لكرة القدم بعد تحقيقه إنجازاً غاب منذ 2012، وهو التأهل إلى نهائيات كأس آسيا، وانتهت مراسم الاحتفاء به ليعود الكلّ إلى بيته وناديه منتشياً بما قدّمه، فقد جرت العادة أن تكون منتخباتنا منتخبات مناسبات لا يستنفر اتحاد الكرة إلّا قبل البطولة بأشهر قليلة، وأحياناً أسابيع، وعند الخروج بخفي حنين نبحث عمن يحمل وزر ما حصل، لكن وعود اتحاد اللعبة هذه المرة مختلفة، وخاصة مع وجود المدرّب الأجنبي الذي لاحظ الجميع لمساته، مباراةً بعد أخرى.
المعلن أن المنتخب سيرتاح لفترة شهر على الأقل، بعدها سيقوم المدير الفني الهولندي، مارك فوته، باستئناف نشاطه مع اللاعبين، ولكن هذه المرة سيراهم مباشرة مع أنديتهم في جولة للبحث عن الأفضل، وممن قد يكون قد ظُلم أثناء استدعاءات المعسكرات المحلية، وهذه الخطوة جيدة جداً لعدة نواحٍ، لكن إذا دققنا فيها سنجد أن هناك عقبةً كبيرة جداً بوجهها، وتتمثل بسؤال بسيط: أين سيرى المدرّب هؤلاء اللاعبين؟ فالمترفعون منهم إلى الرجال لا يتوقع أن نراهم في دوري الأضواء إلّا على دكة البدلاء أو أثناء التدريبات، ربما باستثناء أربعة أو خمسة أسماء لحاجة أنديتهم لهم.
أما فيما يخصّ اللاعبين الأجانب، فيعتزم فوته رؤية كلّ اللاعبين السوريين في فئة الشباب والقادرين على تمثيلنا في المناسبات القادمة، وأغلب الظن سيقام معسكر خارجي خاص باللاعبين المغتربين يدعون إليه، وطبعاً ستكون هذه أهم خطوة في تدعيم صفوف منتخبنا ضمن خطة اتحاد الكرة في بناء جيل يمكننا بعد أربع سنوات من التأهل لكأس العالم الحلم الأكبر لكلّ السوريين.
ولكن إذا ما راجعنا أجندة المدرّب الذي ينصّ عقده على الإشراف على الفئات تحت الـ 23 كافة، سنجد أنه قد لا يتاح له الوقت الكافي لكلّ هذا البحث، فهو سيلتحق ببعثة الناشئين للإشراف في تصفيات كأس آسيا ثم سيعود من أجل المنتخب الأولمبي وبعد ذلك سيتفرغ لمنتخب الشباب مرة أخرى.
والحق يقال إن المساعي هذه المرة جيدة جداً، لكن التنفيذ ما زال يخضع لحسابات كثيرة، نأملُ أن تذلّل كلها أمام جيل قادر على الوصول عالياً إذا ما تحققت كلّ الوعود.
سامر الخيّر