عشية “الأعياد اليهودية”.. “بن غفير” يقتحم الأقصى بقطعان المستوطنين
الأرض المحتلة – تقارير:
واصلت قطعان المستوطنين بقيادة عضو كنيست الاحتلال المتطرّف إيتمار بن غفير استفزاز مشاعر الفلسطينيين عشية ما يسمّى عطلة “الأعياد اليهودية” التي تبدأ الأسبوع المقبل، واقتحموا اليوم المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، وأغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطرق المؤدّية إلى قرية الخان الأحمر شرق المدينة المقدسة لمنع وصول الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب إليها، بينما اعتقلت عشرات الفلسطينيين في مناطق متفرقة بالضفة الغربية، وهدمت منزلاً في قرية الركيز بمنطقة مسافر يطا جنوب مدينة الخليل، كما جدّدت اعتداءاتها على المزارعين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر.
ففي القدس المحتلة، اقتحم 135 مستوطناً بينهم المتطرّف إيتمار بن غفير الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته بحماية قوات الاحتلال، التي كثفت وجودها على أبواب الأقصى ومنعت الفلسطينيين من الدخول إليه عبر بابي القطانين والمجلس.
جاء ذلك في وقت أصيبت فيه فلسطينية إثر اعتداء قوات الاحتلال على الفلسطينيين في مدينة الخليل، بعد أن اقتحمت المنطقة الجنوبية من المدينة، وداهمت منازل الفلسطينيين فيها واعتدت عليهم بالضرب، قبل إغلاق المدخل الرئيسي للمنطقة للضغط على الفلسطينيين وإجبارهم على ترك منازلهم وممتلكاتهم لمصلحة المخططات الاستيطانية، كما اقتحمت بلدات تفوح وبيت أمّر وبيت عوا في الخليل ومنطقة واد شاهين في بيت لحم ومخيم عقبة جبر في أريحا وحي الثوري في القدس واعتقلت تسعة فلسطينيين، كما اعتقلت أربعة آخرين على حواجز لها في نابلس وسلفيت ورام الله.
وفي القدس أيضاً، أوضح المتحدث باسم أهالي الخان الأحمر عيد خميس، أن قوات الاحتلال أغلقت جميع الطرق المؤدية إلى القرية لمنع وصول الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب إليها، مشيراً إلى تخوّف أهل القرية من أن يكون الإغلاق مقدمة لهدم منازلهم وتهجيرهم.
وتقع قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة بنحو 16 كم، ويهدّد الاحتلال بهدمها منذ عام 2009 لتوسيع مستوطنتين مقامتين على أراضي الفلسطينيين في المنطقة.
وفي الخليل، أوضح منسق لجان الحماية والصمود فؤاد العمور، أن قوات الاحتلال اقتحمت قرية الركيز بمنطقة مسافر يطا جنوب المدينة وهدمت منزلاً وأغلقت الطرق المؤدية إلى المنطقة، كما وضع مستوطنون بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم بوابة حديدية على مدخل حوش الشريف قرب الحرم الإبراهيمي جنوب مدينة الخليل بالضفة الغربية تمهيداً للاستيلاء عليه.
وأوضح مدير عام لجنة إعمار الخليل عماد حمدان، أن مستوطنين بحماية قوات الاحتلال أقاموا البوابة على مدخل الحوش الذي يقع ضمن المنطقة الأثرية قرب الحرم الإبراهيمي ويضمّ عدداً من البيوت القديمة، مشيراً إلى أن قوات الاحتلال أعلنت الحوش منطقة عسكرية مغلقة، تمهيداً للاستيلاء عليه وتسليمه للمستوطنين.
وأضاف: إن سلطات الاحتلال تمنع لجنة إعمار الخليل منذ أكثر من عشرين عاماً من ترميم حوش الشريف، ما أدّى إلى انهيار أجزاء من بيوته التي تتعرّض لاعتداءات متكرّرة من المستوطنين بهدف تحويله إلى بؤرة استيطانية.
وحذر حمدان، من استمرار اعتداءات الاحتلال على البلدة القديمة في الخليل الرامية لتهويدها وتغيير معالمها التاريخية والحضارية، مطالباً المؤسسات الدولية بالعمل على حماية هذا الموروث الحضاري المدرج على لائحة التراث العالمي ولائحة التراث المهدّد بالخطر.
وفي قطاع غزة المحاصر، أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على الأطراف الجنوبية للقطاع قنابل الغاز السام باتجاه المزارعين في خان يونس، ما أجبرهم على مغادرة أراضيهم.
في الأثناء، شارك عشرات الفلسطينيين بينهم طلاب اليوم في وقفة تضامنية في مدينة رام الله بالضفة الغربية دعماً للأسرى في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.
ورفع المشاركون في الوقفة التي نظمتها القوى الوطنية الفلسطينية في حي الطيرة بالمدينة العلم الفلسطيني ولافتاتٍ وصوراً دعماً للأسرى في معتقلات الاحتلال ومساندة لهم، وذلك تزامناً مع الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأكد المشاركون، أن هناك نحو 5000 أسير فلسطيني داخل معتقلات الاحتلال يواجهون ظروف اعتقال قاسية وانتهاكات إسرائيلية متواصلة بحقهم، بينهم نحو 600 أسير بحاجة إلى تدخل علاجي عاجل، وطالبوا المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته ووقف سياسة الاحتلال العنصرية، وبضرورة توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، بمن فيهم الأسرى والأطفال الذين يواجهون انتهاكات الاحتلال يومياً.
سياسياً، رحّبت خارجية السلطة الفلسطينية في بيان بالإجماع الدولي على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، الذي بدا واضحاً في كلمات ومواقف رؤساء وقادة الدول وأكده أكثر من مسؤول أممي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77، مشيرة إلى أنه يأتي انسجاماً مع الشرعية الدولية وقراراتها التي تنصّ صراحة على ضمان الحقوق الوطنية العادلة والمشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حق العودة وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خط الرابع من حزيران 1967 بعاصمتها القدس.
وشدّدت خارجية السلطة، على أن هذا الإجماع غير كافٍ إذا لم يقترن بإجراءات وخطوات عملية تؤدّي إلى ضمان تنفيذ قرارات الشرعية الدولية على الأرض، من خلال إجبار سلطات الاحتلال على وقف الاستيطان وجميع انتهاكاتها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وضرورة دعم الاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة.