مسرحية بايدن اليائسة حول تايوان
عائدة أسعد
في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على شبكة “سي بي إس” مؤخراً، ورداً على سؤال عما إذا كانت القوات الأمريكية ستدافع عن تايوان في حالة استخدام الصين للوسائل العسكرية لمتابعة إعادة التوحيد، أجاب الرئيس الأمريكي جو بايدن: نعم!!. كان هذا أكثر تصريح لبايدن حتى الآن بشأن هذه القضية، وآخر مرة بدا فيها أنه يتجاوز سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد المتمثلة في الغموض الاستراتيجي.
جاء هذا التعليق على خلفية التوترات المتصاعدة بين القوتين العظميين، وخاصة بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي الاستفزازية الأخيرة إلى تايوان في وقت يعاني اقتصاد العالم من جائحة كوفيد-19، ومن التضخم المصحوب بالركود على نطاق واسع، بالإضافة إلى اندلاع التوترات الجيوسياسية والصراعات بين حلف شمال الأطلسي وروسيا بقيادة الولايات المتحدة.
لقد أصبحت الولايات المتحدة يائسة منذ إدارة ترامب لاحتواء صعود الصين المذهل، حيث بلغت ذروتها مع إستراتيجية إدارة بايدن التي تشمل الغوغائية في التناقض الإيديولوجي، وحملات التضليل والتشهير، والحظر وفصل التكنولوجيا الفائقة، والتطويق الجيوسياسي مع الحلفاء الإقليميين، وكذلك اللعب باستمرار بورقة تايوان. ولأن تايوان تقع في قلب العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والصين، فإن الولايات المتحدة تعتبرها أكبر نفوذ للتلاعب به من أجل تشتيت انتباه الصين الاستراتيجي وإحباط صعودها السلمي.
إن تايوان ذات دور وظيفي فيما يتعلق بالإستراتيجية الشاملة للولايات المتحدة ضد الصين، ومن خلال منع إعادة توحيد الصين، تحرّض الولايات المتحدة على استخدام تايوان كبيدق في خط المواجهة، وتقوية علاقاتها الأمنية مع الحلفاء وخاصة الحلفاء الإقليميين مثل اليابان وأستراليا، ما يعيق التقدم التكنولوجي للصين ولاسيما في مجال تصنيع أشباه الموصلات.
في المقابل، نشرت الصين في 10 آب الماضي كتاباً أبيض بعنوان “قضية تايوان وإعادة توحيد الصين في العصر الجديد” لتأكيد موقفها، وإرسال إشارة لا لبس فيها إلى الانفصاليين والقوى الخارجية التي تسعى إلى إعاقة عملية إعادة توحيد الصين مفادها أن أي محاولة لوقف إعادة توحيد الصين، وصعودها السلمي محكوم عليها بالفشل، لأن التاريخ كان دائماً موجّهاً ومحدّداً من قبل قوى العدالة.