الجوع يحصد حياة الفقراء
سمر سامي السمارة
كشفت دراسة حديثة أن التصنيفات العالمية للأثرياء وصلت إلى رقم قياسي، بينما أكدت مجموعة من المؤسسات الخيرية، أن مئات الملايين من البشر حول العالم يتضورن جوعاً، وأن شخصاً يموت جوعاً كل أربع ثوان.
وقعت 238 جمعية خيرية دولية ومحلية من 75 دولة على رسالة مفتوحة تفيد بأن “345 مليون شخص يعانون الآن من الجوع المدقع، وبذلك يكون الرقم قد تضاعف منذ عام 2019”.
وذكر الموقعون أنه “على الرغم من تعهدات زعماء العالم بعدم السماح إطلاقاً بوقوع مجاعة في القرن الحادي والعشرين، إلا أن المجاعة باتت وشيكة مرة أخرى في الصومال، وأن 50 مليون شخص على شفا المجاعة في 45 بلد”.
كما أكدت الرسالة- التي تم توقيتها بالتزامن مع الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك – أن ” الفقر والظلم الاجتماعي وعدم المساواة بين الجنسين فضلاً عن الصراعات وتغير المناخ، والصدمات الاقتصادية، مع استمرار وطأة وباء كوفيد 19 والأزمة في أوكرانيا، كلها كانت عوامل رئيسية في خلق وتأجيج أزمة الجوع العالمية، التي تسببت بارتفاع أسعار المواد الغذائية وتكاليف المعيشة”.
وقال الموقعون: “ينبغي على أولئك الذين يمتلكون السلطة والمال لتغيير هذا الوضع، العمل بشكل أفضل للاستجابة للأزمات الحالية ومنع الأزمات المستقبلية والاستعداد لها”.
وبحسب تقرير صدر مؤخراً عن “مصرف كريدي سويس” حول الثروة العالمية، ارتفع عدد أصحاب الثروات والأرصدة المالية الضخمة البالغ عددهم 218200 شخصاً في العالم في عام 2021، بزيادة قدرها 46000 عن العام السابق.
وفي شهر تموز الماضي، كشف تقرير منفصل نُشرته منظمة “أوكسفام” الموقعة على الرسالة أن الأرباح الناتجة عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية أثرت المليارديرات في جميع أنحاء العالم بمبلغ قدره 382 مليار دولار.
في غضون ذلك، أعربت سمية البالغة من العمر 32 عاماً، وهي أم لأربعة أطفال وتعيش في مخيم للمشردين داخلياً في المنطقة الصومالية بإثيوبيا، عن أسفها على الوضع المزري لعائلتها في رسالة المجموعات الخيرية: “لا ماء، لا طعام، حياة ميؤوس منها”.
وقالت: “قبل كل شيء، أطفالي يتضورون جوعاً، إنهم على وشك الموت، ما لم يحصلوا على بعض الطعام، أخشى أنهم سيموتون.”
كما نشرت المنظمة مؤخراً تقريرا،ً تؤكد فيه أن حالة الطوارئ المناخية تؤدي إلى تفاقم الجوع الشديد، حيث تناول التقرير 10 من أسوأ المناطق المناخية الساخنة في العالم، مشيراً إلى أنه يوجد 18 مليون شخص على شفا المجاعة.
وقال مهنا أحمد علي الجبالي من جمعية رعاية الأسرة اليمنية، التي وقعت أيضاً على رسالة الجمعيات الخيرية: “من المؤسف أنه مع كل التكنولوجيا في الزراعة وتقنيات الحصاد اليوم ما زلنا نتحدث عن المجاعة في القرن الحادي والعشرين”.
مضيفاً أن ” هذه المشكلة لا تقتصر على بلد واحد أو قارة واحدة، والجوع ليس له سبب واحد فقط، وتابع قائلاً: “يتعلق الأمر بظلم البشرية جمعاء. من الصعب للغاية رؤية الناس يعانون بينما الآخرون الذين يتشاركون في نفس الكوكب لديهم الكثير من الغذاء”.
وأضاف الجبالي “علينا ألا ننتظر لحظة أخرى للتركيز على توفير الغذاء الفوري لإنقاذ حياة الناس والدعم طويل الأمد، ليتمكن الناس من تولي زمام مستقبلهم وإعالة أنفسهم واحتياجات أسرهم”.