عبد اللهيان: على واشنطن التحلي بالإرادة السياسية لإحياء الاتفاق النووي
نيويورك – طهران – تقارير:
لا يزال صانع السجاد الإيراني يمارس سياسة هادئة رزينة في التعاطي مع المفاوضات النووية، حيث تمكّن إلى الآن من إبقاء الكرة في الملعب الأمريكي، بينما أثبتت أجهزة الأمن الإيرانية أنها قادرة على التعامل مع أخطر الشبكات الإرهابية التي تتم إدارتها من أجهزة الاستخبارات الغربية، وخاصة الأمريكية التي يبدو أنها سقطت في فخ تأييد الأعمال التخريبية والإرهابية التي حدثت في الجمهورية الإسلامية خلال الأيام الماضية، بعد أن عوّلت على إطالة أمد المفاوضات للوصول إلى الفوضى.
وفي التفاصيل، جدّد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان موقف بلاده الداعي إلى ضرورة تحلّي واشنطن بالإرادة السياسية لإحراز تقدّم بمفاوضات إحياء الاتفاق النووي.
وقال عبد اللهيان في تصريح لمراسلي وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا” في نيويورك: إن الأمريكيين بعثوا رسالة خلال الأيام الأخيرة لنا بشأن التوصل إلى اتفاق، ولكننا أكدنا لهم أن عليهم أن يبرهنوا حسن نيّاتهم عبر التحلي بالواقعية والإرادة بهدف الوصول لاتفاق جيد ومتقن ومستديم.
وكان عبد اللهيان أكد أول أمس خلال لقائه نظيرته النرويجية أنكين هويتفلدت على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أن الاتفاق النووي لا يزال في متناول اليد في حال توفرت لدى الولايات المتحدة الإرادة اللازمة للتوصل إليه.
ومن جهة أخرى، أعلن محمد كريمي رئيس النيابة العامة ومحاكم الثورة الإسلامية في مدينة ساري بمحافظة مازندران شمال إيران، القبض على عدد من عناصر تنظيم “داعش” وحزب “كوملة” الإرهابيين خلال أعمال الشغب التي شهدتها المحافظة خلال الأيام الأخيرة.
وأشار كريمي في تصريح له اليوم إلى اعتقال 450 شخصاً من مثيري الشغب في محافظة مازندران وإحالتهم إلى القضاء على خلفية الجرائم التي مارسوها خلال الأحداث الأخيرة.
وفي السياق ذاته، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية سفير بريطانيا في طهران اعتراضاً على الأجواء العدائية التحريضية التي تثيرها وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية الموجودة في لندن.
كذلك استدعت سفير النرويج في طهران ردّاً على تدخل رئيس برلمان النرويج في الشؤون الداخلية الإيرانية عقب الأحداث الأخيرة.
ونقلت وكالة “إرنا” الرسمية الإيرانية عن المدير العام لشؤون غرب أوروبا في الخارجية الإيرانية قوله: جرى إبلاغ السفير البريطاني خلال اللقاء احتجاج طهران الشديد على دولة بريطانيا التي تستضيف وسائل إعلام وضعت على جدول برامجها الرئيسية التحريض على أعمال الشغب وتوسيع نطاق الاضطرابات في البلاد.
وعدّ الدبلوماسي الإيراني أن موقف لندن يمثّل تدخلاً في الشؤون الداخلية وتحريضاً على السيادة الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
من جانبه، أكد السفير البريطاني في طهران أنه سينقل احتجاج الخارجية الإيرانية في هذا الخصوص إلى المسؤولين في لندن.
ومن جهة أخرى، أصدر المدّعي العام في العاصمة الإيرانية طهران علي صالحي اليوم، قراراً بتجريم عددٍ من المتورّطين في ملف اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده.
وأوضح صالحي أنّ القرار يشمل تجريم ومحاسبة 14 شخصاً متورّطاً في ملف اغتيال محسن فخري زاده.
وكانت أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية، في تشرين الثاني من عام 2020، استشهاد رئيس منظمة البحث والتطوير في الوزارة محسن فخري زاده.
وفي وقتٍ سابق، أقرّ مسؤول استخباري إسرائيلي لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية باغتيال تل أبيب للعالم الإيراني محسن زاده، وأن إسرائيل ستتخذ أي خطوات ضرورية ضد البرنامج النووي الإيراني.