أخبارصحيفة البعث

واشنطن تسوق قادة أوروبا كالقطيع

تقرير إخباري:

تستمرّ الإدارة الأمريكية في استخدام الدعاية والأكاذيب لشيطنة كل ما هو روسي إمعاناً في سوق أوروبا نحو الخراب، ولا بأس لديها إن حرّفت خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول مسألة التهديد بالسلاح النووي بعد بتر الجزء الأول من الحديث الخاص بتهديد الغرب لروسيا باستخدام السلاح النووي ضدّها.

ولكن واشنطن تعلم سلفاً أنها تستطيع قيادة أوروبا كقطيع الأغنام نحو المقصلة، فالخوف الذي زرعته في أوروبا من روسيا جعل الأوروبيين مضطرّين دائماً إلى الاختباء وراءها، بعد أن فقدوا قدرتهم على تمييز مصالحهم نتيجة الدعاية الأمريكية التي سيطرت على عقولهم، وبالتالي وجدت الآن أن عليها زيادة جرعة الخوف قليلاً حتى تستمرّ في إجبار الأوروبيين على دفع الأموال لشركات السلاح والطاقة الأمريكية تحت عنوان دعم النظام في كييف في مواجهة روسيا، ولا بأس في تذكيرهم بالرقم الذي قدّمته إلى الآن لتسعير الحرب في أوكرانيا، وليس عليهم بالتالي إلا أن يصدّقوا الرواية الأمريكية، لأن النظام في كييف بحكم تبعيّته لواشنطن لا يستطيع فعلياً تحديد مصير هذه المساعدات التي أصبحت منفذاً كبيراً لفساد الطرفين على حساب دافع الضرائب الأمريكي والمواطن الأوكراني المغلوب على أمره.

لذلك ليس مستغرباً أن تحذّر واشنطن روسيا من عواقب كارثية لاستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا وتهدّدها بردّ حازم، استمراراً للأسطوانة المشروخة التي دأبت على استخدامها منذ بدء العملية الروسية.

وليس غريباً أيضاً أن ينبري مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في حديث لقناة “ABC TV” إلى التبجّح بالقول: “لقد نقلنا بشكل مباشر وسرّي إلى الروس على مستوى عالٍ جداً أن العواقب بالنسبة لهم ستكون كارثية إذا استخدموا الأسلحة النووية في أوكرانيا”، مع علمه سلفاً أن الأمر لو كان على ما قال لما تريّثت الإدارة الأمريكية منذ بداية العملية العسكرية الروسية في الردّ، ولكنه يعلم أن هذا التسويق ليس مقصوداً منه روسيا بقدر الغرض الأساسي منه وهو إيهام الأوروبيين بأن الإدارة الأمريكية مستعدّة لحمايتهم حتى النهاية.

وبالتالي فإن الإدارة الأمريكية تجد نفسها مضطرّة بين الفينة والأخرى لزيادة جرعات التخويف لدى الأوروبيين لإعلامهم أن المخرج الوحيد لهم هو الاستمرار في دعم النظام في كييف حتى يستمرّ جريان نهر الفساد الذي فتحته ما تسمّى المساعدات الغربية للنظام في كييف.

ولاشك أن موسكو ستسخر كثيراً من هذه التصريحات وستقابلها بما يعادلها من الاستخفاف الذي لا يخلو من التوضيح أن على الأوروبيين أن يستفيقوا من حلم إجبار روسيا على أن تجثو على ركبتيها قبل أن يجدوا أنفسهم مضطرّين للركوع واستجداء روسيا على أبواب الشتاء، وعندها لن ينفعهم النباح الأمريكي من خلف المحيط، لأن أمريكا بالفعل عاجزة عن إنقاذهم، وهي فقط تعمل على سحب ما تبقّى من مدّخراتهم لإنقاذ اقتصادها المبنيّ أصلاً على الديون.

طلال ياسر الزعبي