بوتين: الغرب يعرقل تصدير الأسمدة من روسيا وبيلاروس إلى الأسواق
موسكو – فيينا – تقارير:
يواصل الغرب عموماً، والولايات المتحدة خاصة، استفزاز روسيا عبر مجموعة من الإجراءات، أهمها عرقلة إمداد الأسواق العالمية بالأسمدة ومصادر الطاقة، غير عابئ بما يجرّه ذلك من مخاطر على الاقتصاد العالمي كلّه، فضلاً عن مواصلته إمداد النظام في كييف بالأسلحة المتطوّرة لاستهداف المدنيين في المناطق المحرّرة في دونباس وخيرسون وزابوروجيه، وعرقلة الاستفتاءات الجارية في هذه الأقاليم لتقرير مصيرها، كما يغطي الإرهاب النووي الذي يمارسه النظام الأوكراني في زابوروجيه، مدعوماً بامتناع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن تحديد مصادر القصف الذي تتعرّض له المحطة بسبب الضغوط الغربية.
وفي التفاصيل، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الدول الغربية تواصل عرقلة تصدير الأسمدة من روسيا وبيلاروس إلى الأسواق العالمية رغم الحاجة الماسة إليها.
ونقلت وكالة تاس عن بوتين قوله خلال لقائه نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو في مدينة سوتشي اليوم: لا تزال إمدادات الأسمدة من روسيا وبيلاروس إلى الأسواق العالمية معطلة، على الرغم من أن تلك الأسواق وخاصة البلدان النامية بحاجة ماسة إلى هذا المنتج.
بدوره، أكد لوكاشينكو أن موسكو ومينسك لن يتحدّثا مع الغرب إذا فشل في إظهار الاحترام، قائلاً: من يريد أن يعيش بسلام معنا ويحترمنا فنحن نبقي الباب مفتوحاً ومستعدون لذلك، لكننا لن نتسامح مع من يريد إذلالنا، مؤكداً أن روسيا بلد عملاق ولا يمكن لأحد إذلاله.
وأضاف لوكاشينكو: قلت للأوروبيين أكثر من مرة إن مستقبلهم معنا ومع روسيا، حيث يوجد كل ما يحتاجون إليه، ولديهم ما يمكننا شراؤه منهم مثل التكنولوجيا وما إلى ذلك.
وأعرب لوكاشينكو عن ثقته بصحّة موقف روسيا وبيلاروس وحتمية انتصارهما في مواجهة عقوبات الغرب.
من جهة ثانية، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف وجود قنوات تواصل مفتوحة بين روسيا والولايات المتحدة، ولكنها متقطعة للغاية، وهي تسمح بنقل الرسائل الطارئة بين الجانبين.
ونقل موقع روسيا اليوم عن بيسكوف قوله للصحفيين اليوم: “على المستوى المناسب هناك قنوات للحوار والتواصل، وهي ذات طبيعة متقطّعة للغاية.. لكنها تسمح على الأقل بنقل بعض رسائل الطوارئ حول موقف كل طرف إلى الطرف الآخر”.
وفي وقت سابق، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان: إن الولايات المتحدة تحتفظ بفرص لإجراء اتصالات مباشرة مع القيادة الروسية وتستخدمها بنشاط، بما في ذلك في الأيام القليلة الماضية.
في سياق متصل، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن موسكو حذّرت واشنطن مراراً وتكراراً من أن دعمها لكييف يجعلها تقترب من حدود خطيرة.
ونقلت وكالة نوفوستي عن ريابكوف قوله خلال مقابلة تلفزيونية اليوم: “أرسلنا إشارات تحذيرية إلى زملائنا الأمريكيين بأن حشدهم غير المقيّد والمتواصل لجميع أشكال الدعم لكييف، بما في ذلك من خلال حلفائهم يقرّبنا جميعاً من نقطة خطيرة”، مشيراً إلى أن “عدوانية الولايات المتحدة آخذة في الازدياد، وعلينا أن نرسل باستمرار إشاراتٍ إلى واشنطن للتحذير من أي خطوات متهوّرة، وهي إشارات تؤكّد التزامنا نحن بمنتهى الدقة بخطوطنا”.
ولفت ريابكوف إلى أن روسيا تعوّل على استمرار الحوار مع الولايات المتحدة بشأن معاهدة ستارت التي ربما تكون الأداة الوحيدة المتبقية في هذا المجال، موضحاً أن “هذه المعاهدة توفر إمكانية التنبّؤ والاستقرار النسبي بخصوص الأسلحة النووية الهجومية”.
وأعرب ريابكوف عن اعتقاده بأنه “في ظل عدم وجود رغبة من الجانب الأمريكي للتخلص من كل ما تبقى من اتفاقات الحدّ من التسلح بالشكل الذي تكوّنت فيه سيكون من الممكن الحفاظ على الأقل على بعض عناصر هذه البنية”.
من جهته، دعا رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي مسؤولي الولايات المتحدة للاطلاع على العقيدة النووية الروسية قبل إصدار أيّ تهديد لروسيا.
ونقلت وكالة نوفوستي عن سلوتسكي قوله في تصريح اليوم: “ليست هذه المرة الأولى التي تتحدّث فيها الولايات المتحدة عن إمكانية استخدام روسيا أسلحة نووية في أوكرانيا، ويجب أن يدرس المتخصّصون الأمريكيون العقيدة النووية الروسية بشكل أفضل قبل توجيه التحذيرات عبر وسائل الإعلام”، مؤكداً أن الولايات المتحدة هي السبب الجذري للصراع اليوم، ولو توقفت عن ضخّ الأسلحة لنظام كييف فستنتهي المواجهة في أقرب وقت.
إلى ذلك، أكد مدير عام هيئة الطاقة الذرية الروسية أليكسي ليخاتشيف أن نظام كييف يفتعل وبشكل متعمّد تهديداتٍ مباشرة للأمن النووي في المنطقة.
ونقلت وكالة نوفوستي عن ليخاتشيف قوله اليوم خلال الدورة السنوية السادسة والستين للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنعقد في فيينا: إن القوات الأوكرانية تقصف بشكل دوري محطة زابوروجيه النووية باستخدام الطائرات دون طيار والمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ.
وأشار ليخاتشيف إلى أن مجموعات التخريب الأوكرانية قامت أيضاً بتدمير خطوط التوتر العالي وخطوط نقل الطاقة، بما في ذلك داخل أراضي روسيا كما جرى قرب محطة كورسك النووية، معتبراً أن “كل هذا يشكّل تهديداً مباشراً للسلامة النووية”.
يُذكر أنه في الـ16 من آب الماضي أفاد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بأن مجموعات تخريب أوكرانية فجّرت ستة أبراج لخطوط الكهرباء المتصلة بمحطة الطاقة النووية في مقاطعة كورسك الروسية.
وفي السياق، أكد مندوب روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في فيينا ميخائيل أوليانوف أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتجاهل حقيقة أن أوكرانيا هي من قصفت محطة زابوروجيه للطاقة النووية بسبب الضغط الأميركي.
ونقلت وكالة تاس عن أوليانوف قوله: “إنه بعد زيارتها لمحطة زابوروجيه ونشرها اثنين من الموظفين يمكن بالتأكيد للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن ترى بوضوح أن الهجمات على المحطة جاءت من أوكرانيا، ومع ذلك فإن التقارير الرسمية تتجنّب هذا الجانب، وأعتقد أنه في الأغلب نتيجة ضغوط من الولايات المتحدة وحلفائها”.
وشدّد أوليانوف على أن الوكالة غير مستعدّة لتسمية الشخص المسؤول عن قصف محطة زابوروجيه، وذلك أن التفويض المحدّد لها هو السبب لأنه لا يشمل بشكل مباشر سلطة الإسناد أي سلطة تحديد المسؤولين عن الإجراءات غير القانونية ضد المنشآت النووية، ولكن إذا تم بذل الجهود للموافقة على إنشاء منطقة أمنية نووية في وحول المحطة فسيتعيّن معالجة القضية.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية حذّرت في السادس من الشهر الجاري من أن القصف المتكرّر لمحطة زابوروجيه قد يسبّب تسرّباً إشعاعياً.