السويداء تتخوّف.. بعض القرى تروي مزروعاتها بمياه الصرف الصحي

السويداء – رفعت الديك

أبدى العديد من المواطنين مخاوفهم من انتشار مرض الكوليرا في السويداء، في ظلّ وجود بؤر ملوثة بمياه الصرف الصحي في المحافظة، إذ يقوم بعض المزارعين بسقاية مزروعاتهم منها.

وأكد الأهالي وجود تلك البؤر غرب مدينة السويداء، حيث يقوم بعض ضعاف النفوس بإرواء مزروعاتهم من الخضار والأشجار المثمرة رغم ما تحمله هذه المياه من أضرارٍ بيئية وأخطارٍ صحية، معتبرين  أن التأخر في تنفيذ محطات المعالجة على ساحة المحافظة أدى إلى تحويل كثير من الأراضي الزراعية لمستنقعات للمياه الآسنة جراء تنفيذ خطوط الصرف الصحي ضمنها من دون تنفيذ محطات معالجة في نهاية هذه الخطوط ليستغلها البعض في إرواء مزروعاتهم!.

رئيسُ دائرة الشؤون الصحية في مجلس مدينة السويداء الدكتور مروان عزي لفت لـ “البعث” إلى أن وجود خضار في الأسواق تُروى بمياه الصرف الصحي غير مثبت حالياً، وفي حال ثبوته سيتمّ التعامل معها بالمصادرة والإتلاف، علماً أن المنطقة التي تعاني من وجود مياه صرف صحي لا تزرع فيها الخضراوات، مبيناً أنه تمّ وضع خطة وقائية تتضمن الرقابة على المطاعم وإلغاء الخضار من الوجبة الرئيسية والسندويش، وتدقيق عمليات التعقيم، وللاستفسار عن وجود المزروعات التي تتمّ سقايتها بمياه الصرف الصحي في المحافظة وخاصة الخضار منها.

في حين أكد مدير البيئة في السويداء رفعت خضر  وجود أراضٍ تتمّ سقايتها بمياه الصرف الصحي فعلياً، وخاصة ضمن قرى كناكر والأصلحة والثعلة وولغا، مشدداً على ضرورة اتخاذ الإجراءات السريعة لقمع تلك الظواهر والتي تتمثل بتفعيل لجنة مكافحة الزراعات المروية بمياه الصرف الصحي، والتي أوقفت أعمالها جراء الوضع الأمني في المحافظة، خاصة وأن مناطق وجود تلك الزراعات تقع ضمن القرى الحدودية في المنطقة الغربية، والتي توجد فيها مياه الصرف الصحي ضمن الأراضي بسبب عدم وجود خطوط للصرف الصحي، فضلاً عن افتقادها لمحطات معالجة المياه الآسنة.

مديرُ صحة السويداء الدكتور طارق الجمال أكد أنه وحتى تاريخه لم يتمّ تسجيل أي حالة اشتباه بالكوليرا في المحافظة، ولم يتمّ تسجيل مراجعة أي حالة إسهال حادة ضمن المراكز الصحية أو المشافي العامة أو الخاصة على ساحة المحافظة، داعياً الأهالي إلى أخذ الحيطة والحذر لمعالجة الإسهالات والمراجعة الفورية والإبلاغ عن أية حالة إسهال لمتابعتها، مؤكداً اتخاذ مديرية الصحة كامل الاحتياطات خوفاً من العدوى في مراكز انتشار الكوليرا في المحافظات الأخرى نتيجة انتقال الأفراد.

وأوضح الجمال أنه لم يتمّ تسجيل أي حادثة لتلوث المياه في المحافظة لغاية الآن، مع وجود خطة لمديرية الصحة من خلال توجيه فرق التقصي والتثقيف في شعبة الأمراض السارية والمزمنة لمتابعة أي حالة، لأن أي حالة وفي حال الإبلاغ عنها ستقوم الشعبة بأخذ العينات والمسحات، بحيث يتم مراجعة المشفى للدراسة، لافتاً إلى ضرورة الانتباه والحذر من الخضار الواردة إلى الأسواق والتي يشتبه بسقايتها من مياه الصرف الصحي لأنها يمكن أن تكون السبب الرئيسي لانتشار الكوليرا.